الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غضبي السريع وعدم تحكمي في الأعصاب أفقدني الكثير، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: شكر الله صنيعكم، هذا الموقع الرائع الذي جعلتموه في سبيل قضاء حوائج المسلمين، فأثابكم الله على كل ما تقدمونه وجزاكم عنا خير الجزاء.

مشكلتي هي (الانفعال والعصبية)، أصبحت تلازمني في كل وقت وحين وغالبا لا تكاد تخلو منها أفعالي وتصرفاتي، تعبت كثيرا، أغضب لأتفه الأسباب وكأني أرى غضبي و(نرفزتي) تزيد وتشتد يوما بعد يوم.

خسرت الكثير للأسف بسب عدم التحكم في الأعصاب، فلقد كان ذلك سببا في فقداني لوظيفتي.

علما بأنني الوحيد -في عائلة تتكون من سبعة أفراد- والذي يعاني من هذا الأمر! فما الحل؟ وما سبيل الخلاص من هذا المشكل العويص؟

أريد النصيحة، توجيها ودعاء عسى الله أن يفرج همي ويرفع عني هذا البلاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نصر الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.. نشكر لك تواصلك معنا وثقتك فينا، ونبادلك الثناء والدعاء بالدعاء، ونسأل الله تعالى أن يهديك لأرشد أمورك وأن يهديك إلى أحسن الأعمال والأخلاق وأن يصرف عنك سيئها.

وقد أصبت أيها الحبيب حين أدركت بأن العصبية والغضب سبباً بخسران الإنسان منافع كثيرة، بل وربما وقوع في مخالفات شرعية كثيرة وقد تكون كبيرة، ولهذا كان أعظم الوصايا النبوية للرجل الذي جاء إلى النبي صل الله عليه وسلم يسأله الوصية كما في صحيح البخاري وغيره "قال يا رسول الله أوصني، قال: لا تغضب"، وكرر السؤال ثلاث مرات والنبي صل الله عليه وسلم يقول في كل مرة لا تغضب.

وقد جاءت أحاديث كثيرة في بيان عواقب الغضب، وأنه قد يقود الإنسان ويجره إلى ما لا تحمد عاقبته، وهذا أمر معلوم، وأنت ربما تكون أكثر الناس خبرة بسبب وقوعك في هذه الآفة، ولكن حتى تتخلص منها ننصحك بالأمور التالية:

أولاً: أن تمتثل لهذه الوصية النبوية التي قال فيها النبي صل الله عليه وسلم لا تغضب، والمعنى المقصود بالحديث أمران: الأول: لا تتعاط الأسباب التي تؤدي بك إلى الغضب، والعرب تقول: درهم وقاية خير من قنطار علاج، فحاول ما استطعت أن تتجنب الأسباب التي تؤدي بك إلى الغضب. والمعنى الثاني في الحديث لا تغضب أي لا تسمح للغضب بأن يسيطر عليك ويوجه تصرفاتك، بل ينبغي أن تكظم غضبك وتحاول السيطرة على أعصابك وذلك باتباع الإرشادات النبوية التي جاءت بالتقليل من حدة الغضب وتجنب آثاره السيئة، ومن هذه الآثار ومن هذه التوجيهات أولاً: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم كما جاء بذلك الحديث الصحيح، فإذا غضبت فقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

والتوجيه الثاني: تغيير الهيئة فإذا كنت جالساً في مكان فانتقل منه إلى غيره، وإن كنت قائماً اجلس وهكذا.

الوصية الثالثة الوضوء، فإن الغضب من الشيطان والشيطان مخلوق من نار ولا يطفئ النار إلا الماء، فإذا توضأت وذكرت الله سبحانه وتعالى خف عنك هذا الغضب بإذن الله تعالى، والإكثار من ذكر الله تعالى أيها الحبيب من شأنه أن يطرد الشيطان عن الإنسان فينبغي أن تلازم ذكر الله وتكثر منه ما استطعت إلى ذلك سبيلا، هذه هي الوصايا الشرعية لمداوة الغضب ومدافعته، فإذا جاهدت نفسك على التزامها والعمل بها فإنك بإذن الله تعالى ستجد حسناً كبيراً، كما ننصحك أيها الحبيب بمراجعة الأطباء وتعاهد الجسد فربما حصل فيه خلل يحتاج إلى مداوة، والتداوي جزء من الأسباب التي كلفنا الله تعالى الأخذ بها، فقد قال النبي صل الله عليه وسلم "تداووا عباد الله".

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يهديك لأحسن الأعمال والأخلاق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً