الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقاطعنا مع خالتي بسبب خصومة قديمة، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

امرأت عمي وهي خالتي أخت أمي، هناك مشاكل حصلت سابقاً منذ عشر سنين بين خالتي وأمي، حسد وضيق وعين من طرف خالتي، فقاطعونا كثيراً، بمعنى ما يحبون أن يرونا، ولا يتكلمون معنا.

علمأ بأن زوجها عمي أتواصل معه، ويقول لي: خالتك لا تريد أن تتكلم معكم! أنا وأبي وأمي نحاول الوصول إليهم لأجل صلة الرحم، ولأجل إرضاء ربنا بعدم المقاطعة، وكل ما نحاول نتقرب للصلح تقول للأقارب: يريدون الدخول لبيتي كي يحسدوني!

حاولت كذا مرة وهي ترفض، وأرسلت لها إخوتها أيضا وهي ترفض، حاولنا الذهاب لبيتهم أيام الأعياد أتانا الرفض من زوجها بعدم القدوم.

أنا ابن أختها، وعرسي اقترب، ولأجل ذلك لن أعزمها إلى عرسي، حتى إني قاطعتها لأننا صرنا في إهانة من تصرفها معنا، فهل أعتبر آثماً إن لم أعزمها إلى عرسي؟

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ولدنا- في استشارات إسلام ويب.. نشكر لك أيها الحبيب حرصك على صلة الرحم، وهذا من توفيق الله تعالى لك وعلامة -إن شاء الله- على حسن في دينك وأخلاقك.

نسأل الله تعالى أن يوفقك للخيرات، وكن على ثقة -أيها الحبيب- من أن تواضع الإنسان المسلم لإخوانه المسلمين ولأقاربه على وجه الخصوص لا يزيده عند الله تعالى إلا رفعة، فمن تواضع لله رفعه الله، والله تعالى قد أمرنا بخفض الجناح للمؤمنين، أمر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: (واخفض جناحك للمؤمنين).

لا تظن أبداً -أيها الحبيب- أن لينكم وتواضعكم ودوام تواصلكم مع خالتك وعمك سبب في الإهانة، بل هو سبب في رفعتكم وعزكم، ومن رفعه الله تعالى فلن يضعه أحد، في المقابل (فمن يهن الله فما له من مكرم).

الصلة الحقيقية -أيها الحبيب- هي صلة من يقطعوننا، فقد قال الرسول صل الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها)، هذه هي الصلة الحقيقية الكاملة، أن تصل من يقطعك، وأن تعفو عمن ظلمك، وأن تعطي من حرمك، فهذه معالي الأخلاق وجميل الصفات والعادات التي أرشد إليها النبي صل الله عليه وسلم، فلا تظن أبداً أن ما تبذلونه أنت وأسرتك من الحرص على التواصل مع أقاربك، لا تظن أبداً بأنه ضائع، فالله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

نصيحتنا لك أن تداوم على التواصل والحرص ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فإن هم أصروا على القطيعة فهم يتحملون هذا الإثم، فقد جاء رجل إلى النبي صل الله عليه وسلم هو يصف له حاله مع قرابته في الحديث المشهور، فقال: "إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فكأنما تسفهم المل" يعني إذا دمت على هذه الحال فكأنما تطعمهم الرماد الحار، أي أنهم هم الذين سيتألمون وهم الذين سيعيشون النتائج الوخيمة لهذا السلوك.

فنصيحتنا لك أن تداوم على هذا التواصل بقدر الاستطاعة، وأن تصلهم بما جرى به العرف والعادة من التواصل ولو بالاتصال، فمن رضي منك بهذا فبها ونعمت، ومن لم يرض فقد جر على نفسه عذاب الله تعالى وسخطه، ولهذا نصيحتنا لك أن تدعو خالتك إلى العرس، فهذا من الصلة المعهودة المتعارف عليها في المجتمع، فإن هم أجابوك لذلك فالحمد لله، وإن لم يجيبوا فقد قمت بما عليك.

كما ننصحك -أيها الحبيب أيضاً بأن تستعين بمن لهم تأثير على هذه الأسرة لإصلاح العلاقة بينكم، فلعل الله سبحانه وتعالى يجري الخير على يديك ويصلح بين الأسرتين وتكون بذلك باباً ومفتاحاً للخير، نسأل الله تعالى أن يجعلك مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً