الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أفكار غريبة وكأنني في عالم مختلف

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

أعاني من مشاعر غريبة جدا لا أعرف كيف أشرحها، مثال: أكون طبيعيا وفجأة يأتيني شعور قوي وأفكار غريبة بأنني سوف أسجن، أو يغمى علي، أو أنني سوف أتصرف بشكل أحمق، أو تأتي فكرة عادية في رأسي وتظل عالقة وتمتد حتى تصبح مخيفة، أو أركز في أمر ما لدرجة نسيان ما حولي، وحينما التفت أشعر بأن كل شيء غريب.

يتميز هذا الشعور بأنه قوي وأفكاره مخيفة لدرجة أني لا أستطيع التحكم بها وإبعادها والرجوع إلى الواقع الذي كنت فيه، استمر في حالة من السرحان والخوف، وتصبح أفكاري غير مفهومة أبدًا، وأفقد الإحساس بالواقع، ولا أشعر بشيء.

تأخذني الأفكار معها وكأنني جننت بالفعل، وفي الوقت نفسه أعلم بداخلي أن ما أشعر به غير صحيح، وعندما أخرج إلى مكان ما تزداد هذه الأفكار، وأحيانا تخف، ومهما فعلت من نشاطات لا أشعر بشيء وكأنني في عالم مختلف، وتبقى هذه الأفكار والمخاوف التي لا أفهمها، ولا أدري عن ماذا تتكلم.

هل ما أعانيه وسواس قهري، أم قلق، أم أنه شيء مختلف؟

حفظكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر الشبكة الإسلامية، ونشكرك على تواصلك معنا بهذا السؤال.

إنك تصف حالة من أن فكرة أو شعوراً غير عادي وغير منطقي يقتحم عليك عقلك ويذهبك عن الواقع، وبحيث أنك تشعر وكأنما حولك غريب عنك، ووصفت أيضاً من أنك تشعر بعدم قدرتك على التحكم بهذه الأفكار أو إبعادها عنك، مما يجعلك تدخل في حالة من السرحان وكأنك فقدت عقلك.

إن ما وصفته -يا أخي الكريم- هو الوسواس القهري؛ حيث تأتي على الإنسان أفكار أو مشاعر أو صور مخيفة أحياناً، أو غير منطقية كما ذكرت، في سؤالك أنها أفكار غير مفهومة مع أنك تعلم أنها غير صحيحة، وهذا حقيقة ما يصف الأفكار الوسواسية القهرية خير توصيف، ولا شك أن كل هذا يجعلك تعاني معاناة شديدة سواء في داخلك أو في علاقاتك مع الحياة من حولك ومع الناس أيضاً، فنعم هو وسواس قهري كما وصفت لك، ولكن ولله الحمد ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، فعلاج مرض الوسواس القهري الأفضل هو العلاج الدوائي.

نعم يمكن أحياناً العلاجات النفسية غير الدوائية أن تكون فعالة خاصة في الحالات الخفيفة، أما الحالات المتوسطة أو الشديدة -كما هو ربما تكون معك- فأفضل علاج هو العلاج الدوائي بأحد أدوية الوسواس القهري، وهي أدوية بالأصل مضادة للاكتئاب إلا أنها لا تعمل عن طريق علاج الاكتئاب فأنت لا تعاني من الاكتئاب، وإنما تعمل عن طريق بعض النواقل العصبية كالسيرتونين وغيره مما يخفف أعراض الوسواس القهري.

أنصحك بأن لا تتردد أو تتأخر في أخذ موعد مع عيادة الطبيب النفسي، ليؤكد التشخيص أولاً، ثم يصف لك الخطة العلاجية وخاصة العلاج الدوائي، بحيث يذكر لك ما هو الدواء والجرعة المناسبة، ونحن دوماً نؤكد على أن الأدوية النفسية يجب أن تأخذ تحت إشراف ومتابعة الطبيب النفسي، فقد يحتاج أن يزيد الجرعة أو ينقصها على حسب استجابتك للعلاج وأحياناً يحتاج أن يغير الدواء إلى دواء آخر، واطمئنك -أخي الفاضل- على أن هذا الحال سيخف وتخرج من هذه الحالة التي أنت فيها عن طريق أخذ الدواء المناسب.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر Aly amr Yasser

    جزاك الله كل خيرا وجعلك سببا في شفائي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً