الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي عصبي وبعيد عن الله، أرشدوني ماذا أفعل معه؟

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة، وعندي ولدان، وزوجي عصبي وبعيد عن الله لا يصلي، ولكن قلبه طيب، أحيانا أحس أن له شخصيتان، اليوم حلمت حلما أزعجني كثيرا وأريد تفسيره، حلمت أن زوجي بعد خلاف بسيط تعصب وطلبت منه الطلاق، وبعد ذلك ذهب وانتحر داخل المسجد، رأيت الخبر على الفيس بوك، لم أكن حزينة على نفسي، بل حزنت على فراق الأولاد لأبيهم كثيرا؛ لأنه يحبهم.

حسست أن هذا الحلم حقيقي لدرجة أني نهضت من النوم وأظن أن زوجي ميت حتى رأيته بجانبي، المرجو تفسير هذا الحلم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابتداءً أختي الكريمة نحن لا نقوم بتفسير الأحلام؛ ولذا نعتذر لك عن الإجابة عنها.

وأما بالنسبة لما ذكرتيه عن حال زوجك من الإهمال في الصلاة والعصبية في التعامل فنقول لك:
أعانكِ الله وهوَّن عليك أختي الكريمة، وأبشِرِي بالخير؛ فإن الصبر على الزوج وحسن عِشْرته، واحتساب ذلك عند الله؛ أجرُه عظيمٌ فالله عز وجل لا يضيع أجر مَن أحسن عملًا.

أختي الكريمة: مما لا شك فيه أن التفريط في الصلاة والإهمال في أدائها، والعصبية في مسيرة الحياة الزوجية مِن أقبح الصفات، ومِن سوء العِشْرة.

وأذكر لك بعض الأمور التي تعين بإذن الله:

* الصلاة شأنها عظيم عند الله، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وبصلاح الصلاة تكون نجاة العبد بين يدي ربه تبارك وتعالى في الأخرة.

* لا تفقدي الثقة بزوجك؛ لأن فقدانها سلبي وليس إيجابيا، وتعزيز الثقة سيبقي باب الأمل مفتوحا.

* يسري له أسباب أداء الصلاة، وذكريه بها بأسلوب حسن، ومع الوقت سيعتاد عليها -بإذن الله-.

* احرصي على ربطه بصحبة صالحة.
* عليك بالدعاء له بصلاح الحال، فهو بابٌ عظيم ووسيلةٌ كُبرى للصلاح والهداية.

* وأما بالنسبة لكونه عصبيا:

* اتفقي أنت وزوجك على أسلوب معين في النقاش؛ وعلى وسيلة مناسبة لحل المشكلات، والبعد عن الغضب والعصبية، وأهميَّة الوصول لحوارٍ زوجي ناجِح.

* يحسُن أن تتعرَّف الزوجةُ على النمط الشخصي لزوجِها، هل هو من أصحابِ الشخصيات المتفرِّدة (القيادية)، أو أنَّه تحليلي، أو تَنفيذي، أو تعبيري؟

فلكلِّ نمط سلوكٌ خاصٌّ في التعامُل، فالقِيادي لا يحبُّ صيغةَ إصدار الأوامر عليه، أو فرْض الرأي، وهنا عليكِ أنْ تحاوريه بكلِّ هدوء، وتُكثرِي من قولك: معك حقٌّ، أصبتَ، كلامُك صحيح، ممَّا يشعره أنَّه المقرِّر لكلِّ ما تودِّين الوصولَ إليه.

أصلح الله لك زوجك وهداه لأحسن الأخلاق إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً