الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رعشة في الجسم وتشنجات وتنميل وأرق، ما علاج كل ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر ٢٤سنة، أعاني من القلق المزمن، وظهرت علي أعراض الأرق والتشنجات، وضغط على جانبي الرأس، وبعض الوساوس القهرية، وثقل في القلب، وإحساس أني سأجن أو أموت، ورعشة في الجسم، وتنميل، ووخز في أطراف اليدين والساقين.

ذهبت إلى الطبيب، وقام بتشخيصي بالقلق النفسي، ووصف لي لوسترال بجرعة ٥٠ ملي قرصا مساءً لمدة ١٤يوماً، ثم قام بزيادة الجرعة إلى قرصين ١٠٠ملي، وأتناول أيضاً قرصين اندرال أربعين (٨٠ملي) صباحاً ومساءً، وبفضل الله تحسنت إلى حد ما.

بالنسبة لثقل القلب وتنميل اليدين، فلا قلق منه ولا خوف -لا أخاف أحداً إلا الله- ولكن الذي ما زال يزعجني هو التنميل السريع في اليدين، والرعشة في الساقين، كأني لا أملك أعصاب رجلي، ولا أستطيع أن أقف عليها، وما زلت لا أستطيع النوم بسهولة.

ما هو الحل في هذه المشاكل: الأرق والرعشة وعدم تمالك أعصاب الساق؟ كنت أفكر في استخدام (الجابتين) لتحسين وضع الأعصاب، فهل أفعل ذلك؟ وما هي الجرعة المناسبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: سيكون من المهم جداً والضروري جداً أن تلجأ أيضاً للعلاجات غير الدوائية لعلاج حالتك هذه. وبخصوص الأدوية؛ فعقار سيرترالين من الأدوية الممتازة جداً، ومعه الاندرال أيضاً سيساعدك كثيراً، وأنا أفضل أن يكون الاندرال بجرعة 40 مليجرام صباحاً ومساءً ولا داعي لـ 80 مليجرام صباحا ومساء.

الإجراءات السلوكية مهمة جداً: ممارسة تمارين الاسترخاء كتمارين التنفس التدرجي مفيدة جداً، وتمارين شد العضلات وقبضها مفيدة جداً، وحتى اليوجا بالمناسبة -أخي محمد- تفيد كثيراً في هذه الحالات، طبعاً يجب أن نتجنب الجانب الديني في اليوجا.

رياضة المشي مهمة جداً، وأيضاً العلاج عن طريق التجاهل، لا أريدك أبداً أن تركز كثيراً على وظائفك الفسيولوجية.

فيما يتعلق بموضوع التشنجات هذه، قد تكون مجرد انقباضات عضلية، وعن طريق تمارين الاسترخاء والرياضة قطعاً سوف تعالجها، اجعل نمط حياتك إيجابياً، نمط الحياة الإيجابي يصرف انتباهنا عن الأعراض السلبية جسدية كانت أو نفسية، حسن إدارة الوقت هذه مهمة جداً، ومن الأشياء التي أنصحك بها أخي الكريم هو أن تتميز في عملك، نعم لا بد أن تكون طبيباً ناجحاً، طبيباً حاذقاً، تبدأ في برامج التخصص، تهتم بالمرضى؛ هذا مهم جداً..هذا على النطاق العام.

أما بالنسبة للأدوية؛ الجابانتين لا بأس به سيساعدك لكن لا تتعد 300 مليجرام ليلاً، 300 مليجرام ليلاً ستكون كافية جداً، لأن الجابانتين يعالج الاكتئاب، يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى التعود في بعض الأحيان، لا نقول إنه عقار إدماني، لكن بعض الناس حين يتناولونه بجرعة كبيرة يجدون صعوبة كبيرة جداً في التخلص منه.

صحتك النومية أريدك أن تحسنها من خلال نمط الحياة الإيجابي أيضاً: تتجنب السهر، تتجنب شرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، تتجنب النوم النهاري؛ هذا مهم جداً، تكون حريصاً جداً على أذكار النوم، وقطعاً تمارين الاسترخاء حين تركز عليها خاصة قبل النوم ستجد فيها خيراً كثيراً، وفائدة ومنفعة كبيرة جداً.

هنالك نقطة مهمة أيضاً حول الصحة النومية، في بعض الأحيان السيرترالين أو ما يعرف بلسترال قد يؤدي إلى شيء من الأرق وأنت ذكرت أنك تتناوله ليلاً، فلماذا لا تجرب أن تتناوله نهاراً؟ حاول ذلك وإذا شعرت بأي نوع من التكاسل أو الخمول في أثناء النهار في هذه الحالة ارجع وتناول جرعة لسترال ليلاً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً