الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالحزن والاكتئاب، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على ما نفعتم به الأمة الإسلامية، وبارك الله فيكم.

عمري 18 سنة، التحقت بالجامعة هذه السنة، أعاني كثيرا من الحزن والاكتئاب بسبب الوحدة، ولا أرغب في الجلوس مع أهلي لأنهم يقهرونني بالكلام السلبي، ولا أجلس مع أصدقائي بسبب كلامهم البذيء وتحدثهم عن الأمور المحرمة بكثرة.

أصبحت أحس بالحزن والتعب عندما أحبس نفسي عن الشهوات والمحرمات، أصبح مرور اليوم عسيرا علي جدا، دائما أحفز نفسي بالاستمرار على طاعة الله وقراءة القرآن، وترك المعصية، وذلك بالاحتكاك بالمشايخ عبر مواقع التواصل، لكن يراودني قول في قلبي وهو: إلى متى يستمر هذا الحزن والتعب؟ وهل سأبقى صابرا طيلة 10 سنوات أخرى حتى أتزوج؟ أرشدونا بارك الله فيكم، فإنني والله تعبت من مرور الأيام لدرجة تمني الموت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك – بُنيَّ – عبر الشبكة الإسلامية، ونشكرك على تواصلك معنا وعلى إطرائك على هذا الموقع وعلى خدماته، وأحمدُ الله تعالى لك على صلاحك وحرصك على إيمانك وخُلقك ودينك.

ما فهمتُ من سؤالك أنك تشعر بالحزن وبالاكتئاب لسبب الوحدة نتيجة سلبية تفاعل أسرتك معك، وكذلك تجنُّب لرفقة السوء، حتى تعبت لدرجة تمنّي الموت لا سمح الله.

نعم بُنيّ، القابض على دينه في هذه الأيام كالقابض على الجمر، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، ولكي تستطيع التكيُّف والاستمرار في الحياة بهمَّةٍ ونشاط هناك أمور متعدّدة، بالإضافة طبعًا إلى الصلاة والتوجُّه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بالهدى والتقى والعفاف والغنى، والدعاء بالثبات (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، ومن هذه الأمور سأعدِّدُ بعضها:

أولاً: الإنسان بطبعه مخلوق اجتماعي، فعليك بالصحبة الصالحة، وأكيد هناك شباب خلوق طيب متديّن مثلك، فلا بد لك من صديقٍ أو أكثر، صديقٍ صدُوقٍ تقضي معه وقتًا وتتبادلان الدعم النفسي وغيره، فأنت هنا لست فقط لتأخذ الدعم منهم، وإنما أيضًا لتُعطي وتُعينُ شابًّا مثلك يمرُّ بصعوبات كالتي وصفتَها في سؤالك.

ثانيًا: بالإضافة إلى العبادة والدراسة الجامعية، يُفيدُ أن تمارس الأنشطة والهوايات المفيدة كالرياضات بأشكالها المختلفة.

ثالثًا: ممَّا يُنصح به للصحة النفسية للإنسان أن يعيش ويخرج للطبيعة بدل الجلوس منفردًا في غرفته أو منزله، والجزائر بلدُك بلدٌ جميلٌ فيه ما يَسُرُّ من سحر الطبيعية، سواء كان بحرًا أو جبلاً أو حتى صحراء، فكلُّ هذا يمكن أن يساعد ويُعينك.

رابعًا: عليك بالقراءة المفيدة النافعة، فنحن أُمّة {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، هذه القراءة بالإضافة لمواد الدراسة الجامعية.

أخيرًا: أدعو الله تعالى أن يثبتك، ويحفظك، ويحفظ عليك دينك وأخلاقك، وأن يجعلك ليس فقط من الناجحين، وإنما من المتفوقين المتديّنين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً