الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من أمراض وأمي لا تصدقني، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مريض ببعض الأمراض، وعندما أشكو لأهلي يسخرون مني، وخاصة أمي، فهي لا تسمعني، وتصد عني كلما تكلمت.

أصبحت أذهب للمستشفى والأطباء، ومؤخرا كنت ذاهبا إلى المشفى بسبب ألم شديد أصابني، فاتهمتني أمي بأني أدعي وأتوهم، وأنا في الحقيقة لم أستطع تمالك نفسي في تلك المرة، ووصفتها بالمريضة، أي مريضة الفكر لأنها دائما تفكر أني كاذب، فماذا أفعل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي المشاعر النبيلة التي دفعتك للسؤال، ونسأل الله أن يرزقك بر الوالدة، وأن يكتب لك الشفاء العاجل.

لا شك أن ما حصل مع الوالدة أمر غير صحيح، والخطأ من الوالدة، والوالد لا يُقابل بمثله، فأنت لا تتكلّم مع زميل لك، ولكن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما أن إرضاء الوالدة من الأمور السهلة، فاجتهد في إرضائها وتقرّب إليها، واعتذر لها ممَّا صدر منك، ثم اجتهد في أن تأخذ تقارير طبية حتى تراها الوالدة، وإن استطعت أن تجعلها تذهب معك حتى تستمع من الطبيب فسيكون هذا الأمر في غاية الأهمية.

وعلى كل حال: مهما يحصل من الوالد أو الوالدة فينبغي للإنسان أن ينتبه لعباراته ولألفاظه، ونبشرك بأن الوالدة قلبها طيب، لأنها أم، وهي تُشفق عليك، لكن عدم الوضوح لبعض الأشياء يجعل الوالدة تتكلم بهذه الطريقة، ونحن لا نوافقها في عدم تصديقك في أنك مريض، لكن مَن الذي يحسم هذا الإشكال؟ أن تذهب معك إلى الطبيب أو تأتي بتقرير طبي واضح يُفيد أنك مريض، ولا مانع من أن تُخبر الطبيب بهذا، حتى يكتب لك ولو ورقة ولو شيئًا يُبيّن أنك مريض، حتى تُعين الوالدة على الخير، وحتى تفوز منها بالدعاء لك بالشفاء.

نسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا، والأمر -إن شاء الله- بسيط، لكن اعتذر للوالدة، واطلب عفوها، وتجنب تكرار مثل هذه الألفاظ حتى ولو أخطأت الوالدة، أنت لا تتكلّم مع زميل، وإنما تتكلّم مع والدة، لها مقامها، وبِرُّها عبادة لله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا، ونحن نكرر لك الشكر على الاهتمام، ولك مِنَّا الدعاء، نسأل الله أن يرزقك الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً