الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يسيء معاملتي ويضربني، فهل أطلب منه الطلاق؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي باختصار معاملة زوجي في البيت ليست صحيحة، ولجأنا إلى أكثر من شيخ وتم إخبارنا بوجود سحر منذ الخطوبة؛ لأنني بعد زواجي بأشهر قليلة مرضت وبقيت أكثر من 8 سنوات وانا آخذ أدوية لعلاج الاكتئاب والتوتر، وبعدها قمت بنفسي برفع جميع الأدوية، لكن زوجي يقوم بإهانتي، وأحياناً يقوم بضربي، ولسانه سليط، مع العلم أنني أطيعه في جميع الأمور، وعندما يقع في ضيق أقدم له المساعدة بما يتوفر معي من مال، مع العلم أنني منذ سنوات لا آخذ منه مصروفاً بسبب وضعه المادي السيء الذي تغير رأساً على عقب، حتى مهري بعد زواجي بسنة طلبه مني ولم يقم بإرجاعه حتى الآن!

لا توجد علاقة زوجية بيني وبين زوجي، فهو يغيب عني بالأشهر ولا يبالي، وعندي منه أطفال، شاء القدر أن يكرمني بأطفالي، بالرغم الشح بالعلاقة الزوجية.

سؤالي لكم: نفسياً أنا تعبت منه ومن معاملته، هل يقع علي إثم إذا رفضت العلاقة معه نهائياً؟ لأنه لا يسأل عني بالأشهر، أكثر مدة حصلت أنه بعيد عني 8 أشهر وننام في غرفة واحدة، وهل تنصحونني بالانفصال والطلاق مع وجود أطفال صغار؟ وهل حرام اللجوء عند (شيخ مخاوي)؟ المشاكل في بيتي دائمة وأنا تعبت كثيراً.

كنت أترك البيت وأذهب عند أهلي، لا فائدة لم يتغير شيء، فهو يشتاق لي عندما أترك البيت، لكن عندما أرجع لا يتغير شيء، حتى عند حدوث مشكلة أحياناً كثيرة يقوم بإرضائي بالكلام، وأحياناً كثيرة لا، مع العلم هو حج بيت الله ويصلي ويصوم، لكن أحياناً يقطع في الصلاة، ونادراً إذا قرأ القرآن!

زوجي إنسان متقلب، يكون في أحسن حالة وفجأة يقلب، هو في البداية كان يسعى لعلاج السحر لكن عندما عرف أن والدته هي من تقوم بالسحر أصبح لا يؤمن بكل السحر، ومنذ فترة قريبة حلمت بوالدة زوجي تقنعني بالخروج من بيتي وأن أقنع زوجي، ولكن في الحقيقة زوجي منذ يومين أخرجني من البيت الساعة 12 ليلاً، وحلف يمين أن لا أبقى هذه الليلة في البيت، وقام بتوصيلي عند أهلي.

المشكلة أنه يقول لي أنه يحبني، وأحياناً يعتذر بعد حصول المشكلة، هل من الممكن أن يكون زوجي يعاني من أمراض؟ فهو يقول لي لا، أو هل فعلاً ما يحصل في بيتي هو من أعراض السحر؟ فأنا أعاني الآن من حالة نفسية سيئة جداً، دائماً أبكي، وأعاني من طنين ووش في الرأس، ولا أرغب بالرجوع إلى الأدوية، كيف أتخلص وأعالج هذا الطنين من غير أدوية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يصلح حال زوجك، وأن يشفيه وأن يعافيه، وأن يصرف عنه وعنك ما حل به.

الأخت الكريمة: ما يحدث معك يشير إلى شيء غريب طارئ، فالتغير والابتعاد بالأشهر، والتقلب من غير سبب، والأعراض السابقة للسحر ترجح كون هذا الاحتمال مطروحا.

وقبل أن نتحدث عن نصيحتنا لك نحب أن نجيبك على سؤالك حول حكم التعامل مع (المخاوي) أو الكاهن أو الساحر؟ ونقول لك: كل ذهاب إلى هؤلاء الأصل فيه الحرمة، والوقائع تثبت أنهم يتاجرون بمرضاهم فيحلون عقدة ويعقدون أخرى فانتبهي لنفسك، ولا تذهبي إلى مثل هؤلاء العرافين.

وقد فصل العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- الذهاب فقال:
" الذي يأتي إلى الكاهن ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله من غير أن يصدقه، فهذا محرم ، وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين يوماً، كما ثبت في صحيح مسلم (2230) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً).

القسم الثاني: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ويصدقه بما أخبر به، فهذا كفر بالله -عز وجل-، لأنه صدقه في دعوى علمه الغيب، وتصديق البشر دعوى علم الغيب تكذيب لقول الله تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) النمل/65 . ولهذا جاء في الحديث الصحيح: (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).

القسم الثالث: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ليبين حاله للناس، وأنها كهانة وتمويه وتضليل، وهذا لا بأس به، ودليل ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتى ابن صياد، فأضمر له النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئاً في نفسه، فسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- ماذا خَبَّأ له؟ فقال: الدخ . يريد الدخان" انتهى.

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين" (2/184)."

نأتى بعد ذلك إلى نصيحتنا لك فنقول:
أختنا الفاضلة: المعاناة التي مرت عليك شديدة، لكن اتخاذ القرار الآن في مثل هذه الظرف الذي لم يتبين لنا فيه الخيط الأبيض من الأسود كذلك شديد، وعليه فإننا نود أن نعطي الأسرة فرصة أخيرة على أن تقوموا فيها بما يلي:

1- تغيير محل سكن الزوجية إن كان إيجاراً بتركه، وإن كان ملكاً ببيعه وشراء غيره، فإن تعثر هذا وذلك، فاتركوا البيت سوياً لمدة شهر كامل، وجربوا أن تستأجروا مكاناً آخر وتبدؤوا فيه مرحلة التغيير.

2- الذهاب سوياً إلى شيخ عالم بالرقية الشرعية، يرقى بالقرآن وما صح عن رسول الله، على أن تكون الرقية في البيت المستأجر.

3- الاجتهاد في الذهاب إلى عمرة في هذه الفترة، على أن تكونا سوياً.
4- المحافظة على أذكار الصباح والمساء أنتما والأولاد.
5- الحرص على قراءة سورة البقرة يوميا.
6-الابتعاد عن المعاصي أو سماع الأغاني أو ما شابهها.

استمروا على هذا مع الرقية الشرعية لمدة شهر كامل، وراسلينا بعدها -أختنا- وأخبرينا ماذا حدث.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يرعاك وأن يختار لك الخير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً