الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب ثنائي القطبة والشخصية الحدية كيف أتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من اضطراب ثنائي القطب منذ 15 عامًا، وعانيت منه كثيرًا، منذ 10 سنوات فقط استبصرت بمرضي، وأخذت الدواء، وهو الدواء المناسب حقًا، وهو بريانيل، cr واولابكس مادة الاولانزابين، ولامكتيال مادة لامتروجين، ولم أشعر بتحسن كبير على مدار 10 سنوات، فأنا أحمد الله أحيانًا، وأحيانًا لا.. بطبيعة مرضي، لكني الآن أحمد الله جدًا، ولأني بعد ما اكتشفت بأنه من النوع 3، وهو تغير المزاج السريع، فحقًا تأتيني النوبات بشكل كبير على مدار السنة.

بداية عمر المرض بالتحديد قبل خمس سنوات من العلاج، كان مرتين على شكل هوس، ومرتين اكتئاباً، أو ثلاث مرات خلال السنة، بعد الدواء أصبت بنوبة هوس حادة، بعدها اكتئاب، وبعدها بسنة تحسنت لمدة شهر فقط، وبعد سنتين -أي منذ سبع سنوات أو ثمان- ظهرت أعراض النوبة المختلطة بشدة، وأنتم تعلمون مدى قوتها، وبعدها ظهرت أعراض الشخصية الحدية، ومرض الوسواس القهري.

كان الوسواس يأتي في الصلاة والعبادات، ولدي ضلالات وسواسية سمعية، كنت أمشي في الشارع وتأتي ألفاظ سب فيّ وفي أمي، وفي الذات الإلهية -معاذ الله-، وإلى الآن تأتيني خاصة في الليل.

السؤال: أنا أخذت البريانيل منذ 9 سنوات، كانت نسبته غير مضبوطة، أقل من الطبيعي، ولكن عندما وصلت إلى الطبيعي لم أجد تحسنًا خلال السنة الماضية، على العكس حاولت الانتحار كثيرًا، والآن -الحمد لله- أتناول ديباكين كرونو1000 ج صباحًا ومساءً، ولم أجد أي تحسن، هل هو مناسب لحالتي؟ وأتناول اولابكس 10ج، هل هو جيد لوساوسي في الشارع؟ وما الحل؟ شخصيتي حدية وأرغب في الانتحار، وعقار البايبولار هل يتحسن مع ديباكين؟ وماذا تعني الدرجة الثالثة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.
الحمد لله على كل حال، وإدراكك لطبيعة حالتك في حدِّ ذاته يُمثِّلُ خمسين بالمئة من المتطلبات العلاجية الإيجابية، فالإنسان حين يستبصر ويُدرك حالته قطعًا سوف يتعاون مع ذاته ومع الآخرين من أجل مصلحته العلاجية، وبصفة عامة هنالك تقدُّم في حالتك، وهذا مهمٌّ جدًّا.

الأدوية التي تتناولينها هي أدوية ممتازة لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لكن عقار (أولابكس Olaplex)، وهو الـ (اولانزابين Olanzapine)، قد لا يُساعد في علاج الأعراض الوسواسية، بل هنالك بعض التقارير التي تُشير على أن الأولانزابين والـ (كويتيابين Quetiapine) لا يُنصح باستعمالهما في حالات وجود وساوس قهرية.

البديل للأولانزابين هو عقار (ريسبيريدون Risperidone)، دواء ممتاز، دواء رائع جدًّا، وتقريبًا جرعة العشرة مليجرام من الأولانزابين تُعادلها جرعة اثنين إلى ثلاثة مليجرام من الريسبيريدون.

الريسبيريدون –كما ذكرتُ لك– دواء ممتاز جدًا لعلاج الجانب الوسواسي، وبالنسبة لجانب الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، من وجهة نظري أن الـ (Depakine Chrono) والـ (ليثيوم Lithium) هي أدوية كافية جدًا، كما أن الريسبيريدون بالرغم من أنه دواء من الدرجة الثانية لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، إلَّا أنه سوف تكون له فائدته في هذا السياق أيضًا، بجانب أنه دواء متميز في علاج الوساوس، وأي تغيير للدوائين يجب أن يكون عن طريق طبيبك الكريم، فأنا أقترح استبدال الـ (أولابكس) أي الـ (أولانزابين) بالريسبيريدون.

بالنسبة للشخصية الحدّية وما يُصاحبها من أفكارٍ انتحارية سخيفة: -إن شاء الله- هذا لن يحدث، فأنت مسلمة ومؤمنة، والأمر الثاني: يُعرف أن عقار (ليثيوم) يحمي كثيرًا من أي نوع من العنف الداخلي، أو العنف الخارجي، العنف الخارجي طبعًا يكون موجَّهًا ضد الآخرين، والعنف الداخلي يكون موجَّهًا ضد النفس، فاطمئني في هذا السياق، واحرصي على تناول الليثيوم بجرعته المطلوبة، وطبعًا لا بد أن يكون مستوى العلاج في الدم على المستوى المطلوب.

بالنسبة للديباكين كرونو: هو دواء رائع، لكن أنا أرى أن جرعة ألف مليجرام صباحًا ومساءً قد لا تكون هنالك حاجة لها، ربما الجرعة اليومية الكلية تكون ألفاً وخمسمئة مليجرام، أنا لا أقول لك إن ألفي مليجرام في اليوم هي جرعة سِمِّيّة، لكن الذي أراه أن ألفاً وخمسمئة سوف تكون كافية جدًّا، هذا أمر أيضًا تناقشينه مع طبيبك.

لابد أن تكون هنالك أيضًا بعض التطبيقات السلوكية مع الأخصائي النفسي: تحقير الوساوس، صرف الانتباه عنها، حُسن إدارة الوقت أيضًا من الأشياء الضرورية، لأن الوساوس تنفذ إلى الإنسان من خلال الفراغ الذهني أو الفراغ الزمني.

ونصيحتي لك أن تتجنبي السهر، هذا أمر مهمٌّ جدًّا، خاصة بالنسبة للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فالسهر يُؤدي إلى اضطراب كثير في كيمياء الدماغ، وهذا طبعًا ينتج عنه عدم استقرار فيما يتعلق بالعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

أيتها الفاضلة الكريمة: ما كان يصدر منك من ألفاظ غير لائقة أو خواطر غير لائقة في الذات الإلهية -فإن شاء الله- صاحب الوساوس دائمًا هو من أصحاب الأعذار، لكن هذا الفكر يجب أن يُحقّر، ويجب ألَّا يلتفت إليه الإنسان أبدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً