الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أساعد نفسي في التخلص من الشهوات المحرمة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة حياتي عادية مثل أقراني، أصلي وأقوم بفرائضي، لكن المشكلة هي أنني أثار بغير وعي مني، حاولت التخلص من الأمر مرارًا، ولكن لا أستطيع، فقط أقوم بلمس جسدي ولا ألمس المنطقة الحساسة، حتى أتخلص من شعور النشوة، ولا توجد لدي أي إفرازات، هذا الأمر يتعبني ويرهقني ويستفزني، أشعر بأنني شهوانية نجسة كوني أقوم بعمل رخيص كهذا، أعلم بأنه حرام، ولكن ليس بيدي، وفي عدة مرات عن طريق الصدفة يعترضني مقطع وضيع، أريد التخلص من هذه المشكلة؛ لأن التأنيب ينهشني، حتى أنني أحلم بأشياء جنسية بدون وعي، وذلك يجعلني أتقزز!

أرجو المساعدة جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يرزقك العفاف والتقى، وأن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه إنه جواد كريم.

أختنا الفاضلة: ما تتحدثين عنه هو أمر متفهم لنا، ولا شك أن التمادي معه أو التعاطي الإيجابي يقود إلى ما حرم الله، وأول ما يدمر هو ذاك القلب الذي ينبض بمحبة الله والخوف منه، وهذه مشكلة يجب عليك الحذر منها، والتعامل الشرعي معها، لأن السير في هذا الطريق محفوف بالشهوة التي تستعيذ منها النفس، والطريق محفوف بالشيطان الذي يهون الحرام، ويسلب صاحبه التلذذ بالطاعة واحدة واحدة حتى يسلبه أنسه بالله عز وجل، فإذا أراد العودة إلى ما كان عليه صعبت عليه العودة، وقد يحتاج إلى شهور أو أعوام ليعود إلى هذا الأنس، لذلك نكرر دائمًا: أن العودة الآمنة والسريعة تكون من البداية لا من منتصف الطريق فضلاً عن النهاية.

ثانيًا: الشهوة -أختنا- مركبة في كل إنسان، والجملة التي ستسمعينها منا الآن هي متكررة على كل لسان: (شهوتي قوية، لا أستطيع منعها، أثار سريعاً....)، كل هذه الكلمات هي من وسائل الشيطان المتكررة مع كل فتاة لسببين:

1- لإضعاف إرادتها أمام مواجهة شهوتها، لأنه أقنعها بأنها مختلفة، وأن مقاومتها صعبة أو محالة.
2- للتقليل من الشعور بالندم أولاً بأول حتى تصير المعصية اعتيادية وهو ما يريده الشيطان.

ولذلك أول ما ينبغي علينا التأكيد عليه: أن أصل الشهوة عند الجميع واحد، لكن التعاطي معها هو الذي يختلف من فرد لآخر، وأما الوهم السابق فليس صوابًا بل هو من خداع إبليس.

ثالثًا: الشهوة الجنسية لها بيئة تنمو فيها، وهذه البيئة بثلاثة أفرع:
1- الفراغ ونقصد به الحسي والمعنوي، أي الوقت والفراغ الفكري.
2- فوران القوة.
3- ضعف الإيمان.

وبمقدار التعامل الإيجابي مع كل واحدة منها تكون النتيجة مرضية وجيدة، فاحرصي -أختنا- على قتل الفراغ بالعلم والمعرفة والأعمال الاجتماعية الخيرة، واحرصي على تصريف قوتك بالرياضة أو العمل الشاق المجهد في البيت، واحرصي على زيادة إيمانك: بالطاعة والذكر.

هذه ثلاثية الحل، ولن تكون ناجحة وناجعة إلا إذا كانت مكتملة، بقي أن نعطي لك عدة إرشادات تحتاجين حتمًا إليها:

أولًا: التخلص من الشعور بالعجز، أو عدم القدرة على التغيير، أو الاقتناع بأنك غير قادرة على مواجهة هذا الشعور، هذه أوهام سيزرعها الشيطان فيك، وهو أكثر الخلق معرفة أنك لو أردت وعزمت بعد توفيق الله فلن يقف أمامك عائق، ثقي بربك وتوكلي عليه واطلبي منه العون والسداد، وقولي لنفسك أنا بأمر الله قادرة على هزيمة الشيطان.

ثانيًا: اجعلي امتناعك عن الفعل حبًا لله وحرصًا على تدينك حتى تؤجري وتعاني.

ثالثاً: من الثابت علميًا أن اللمس هذا لا يروي الظمآن، ولكنه شعور مريح لفترة جالب لغيره، وكلما ازددت منه ازداد قوة وسعيرًا، والقاعدة أن الشهوة كلما جاريتها كلما طلبت الزيادة.

رابعًا: ابدئي من الآن بترتيب جدول لأوقاتك حتى لا تتركي نفسك فريسة لأي وقت فراغ تستثارين فيه.

خامسًا: اجتهدي في الإكثار من الصيام، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرشد إلى ذلك، قال عبد الله بن مسعود: قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ".

سادسًا: أكثري من الرفقة المأمونة الصالحة، فإن المرء بإخوانه -أختنا الكريمة- وكلما كان وجودك في بيئة متدينة وصديقات صالحات كلما كان أدعى إلى التحصن.

وفي الختام: أكثري من الدعاء لله عز وجل أن يقوي عزمك وأن يشد أزرك وأن يعينك على طاعته، واعلمي أن الدعاء سهم صائب متى ما قابل قلباً تقياً.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يسعدك في الدارين، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً