الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضيعت سنوات من عمري الدراسي، فكيف أعوض ما مضى؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب في الجامعة، رسبت في مشواري الدراسي ثلاث مرات بسبب تكاسلي في الماضي، وعدم صبري على الدراسة، وقد ندمت ندماً شديداً على ما ضيعت من عمري، وبدأت أشعر بما كنت أقوم به من خداع لأهلي، لأنني لا أسكن معهم، ويرسلون لي مصاريفي كل شهر، وأنا لم أكن مهتما بالدراسة، ومن جهة أخرى خدعت نفسي، لأني ضيعت سنوات شبابي فيما لا فائدة منه؛ مما أثر سلباً على مستواي الدراسي.

الآن أحاول أن أرضى بقدر الله، وأتحمل مسؤولية ما وقع، لكني أشعر بالندم الشديد كلما التقيت بمن كان يدرس معي، أو عندما أتذكر أن أهلي ما زالوا يصرفون علي، علماً أن من في عمري لا يُصرف عليه! بالإضافة للضغوط النفسية والاجتماعية، علماً أنهم لم يبخلوا علي يوماً، بل بذلوا فوق طاقتهم، فصرت أشعر بالخجل منهم ومن نفسي، فأريد منكم توجيهاً ونصحاً شافياً.

وجزاكم الله خيراً على فتح الباب أمام إخوتكم في الدين لمساعدتهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muhammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على ثقتك بنا، ونحن هنا لمساعدتك.

إليك بعض النصائح والتوجيهات -أخي الكريم-:
1. رسوبك ثلاث مرات لا يعني نهاية العالم، بإمكانك البدء من الجديد بعد اتخاذ قرار حازم بالتغيير.
2. اقبل الماضي واعترف بالأخطاء التي ارتكبتها في الماضي، ولا تحمّل نفسك الأماني الزائدة أو الندم المستمر، اعتبر هذه التجارب دروسًا وفرصة للنمو والتغيير.
3. ركز على الوقت الحالي والمستقبل، لا يمكن تغيير الماضي، ولكن يمكنك أن تأخذ الخبرات وتستفيد منها لتحسين ذاتك ومستقبلك.
4. قم بالتواصل المفتوح والصريح مع أهلك حول تطوراتك الحالية، وتوجهك نحو تغيير وتحسين نفسك، قد يكونون قادرين على تقديم الدعم والتشجيع لك في استكمال رحلتك الدراسية.
5. كن صبورًا على نفسك وعلى عملية التغيير، التحسن يحتاج إلى وقت وجهد، حافظ على التركيز والالتزام بأهدافك الجديدة، ولا تستسلم في وجه التحديات.
6. استغل الموارد المتاحة في الجامعة، مثل المستشارين الأكاديميين أو الخدمات الاستشارية، للحصول على المساعدة، والنصائح اللازمة في تنظيم دراستك، والتحسين الشخصي.
7. لا تنس التوجه إلى الله والاعتماد عليه في رحلتك، واستثمر في الصلاة والقرب من الله تعالى، ﴿وَٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَـٰشِعِینَ﴾ [البقرة ٤٥].
8. نقدر فيك اعترافك بالأخطاء الماضية، كما نشد على يدك في العمل للمستقبل من الآن، (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)، فبادر باستئناف الدراسة، وتوكل على الله تعالى.

نسأل الله أن يمنحك التوفيق والتحسن في رحلتك الدراسية والشخصية، ولا تتردد في طلب المساعدة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً