الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من القلق والتوتر والوسواس؟

السؤال

في البداية أحب أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب من سوريا بعمر ٣١ سنة، أعاني من قصور الغدة الدرقية، أتناول دواء التروكسين عيار ٥٠، مشكلتي نفسية، حيث إني أعاني من الوسواس، خوفاً من الأمراض والموت، وتقلب بالمزاج، والقلق والتوتر منذ فترة ٣ أشهر، حيث يحدث معي هبوط ضغط خفيف، مع رعشة باليدين، وتعب عام، وصداع.

ذهبت إلى أكثر من دكتور، وقال: إن وضعي الصحي جيد، وأحياناً أشعر بخفقان في القلب، مع العلم أن حالة الاكتئاب لدي بين الخفيفة والمتوسطة، وأحياناً أتناول دواء ليبراكس، فأرتاح كثيراً.

أريد منكم دواء يعالج هذه الأعراض، ويكون قليل الآثار الجانبية، وبأقل جرعة ممكنة تحقق الفائدة المرجوة، حيث إني عانيت من هذه الأعراض منذ ١١ سنة، ووصفتم لي دواء سيرترالين ٢٥ لمدة ٣ شهور، وتحسنت كثيراً، ويعود الفضل لله، ثم لكم، ولم أعد أعاني من الأعراض إلا منذ ٣ أشهر، ولا أعرف هل أتناول دواء سيرترالين أم تصفون لي دواء آخر، علماً بأنه صار لدي خوف من الأدوية، وخاصة النفسية.

أفيدوني، جزاكم الله كل خير، مع كامل الاحترام والتقدير، دمتم سالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية، ونشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

أرى أن حالتك بسيطة، لديك شيء من قلق المخاوف، وهو ذو الطابع الوسواسي، وهذه الحالات كثرت وموجودة، ويتم التخلص منها من خلال صرف الانتباه عن الأفكار السلبية التي يكون مكوّنها الرئيسي القلق والخوف، وأن تصرف انتباهك نحو أفكارٍ جديدة، أفكار إيجابية، وأن تضع لنفسك أهدافًا في الحياة، وتضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك، وأن تُحسن إدارة وقتك، وأن تتجنب السهر.

بهذه الكيفية سيكون نمط حياتك إيجابيًّا جدًّا، وهذا يجعل الفكر السلبي والخوف يزولان تدريجيًا من مخيلتك، وتبدأ -إن شاء الله تعالى- حياةً طيبة وجميلة.

ممارسة الرياضة أيضًا مهمّة، ومجالسة الصالحين من الشباب فيها خير كثير لك، احرص على الصلاة مع الجماعة، أيضًا فيها الكثير من الخير.

بالنسبة للدواء: بما أن أعراضك هي ذات طابع (نفسو جسدي): الشعور بالصداع، وحتى هبوط الضغط البسيط والرعشة في اليدين، وخفقان القلب، هذه يفيدك في علاجها دواء يُسمَى (دوجماتيل Dogmatil) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (سولبيريد Sulpiride)، أريدك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين، ثم تجعل الجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم كبسولة واحدة صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله، ولا داعي لتناول الـ (ليبراكس Librax)، هو بالفعل دواء جيد جدًّا ومفيد لعلاج القلق والتوتر، لكن الإنسان قد يتعود عليه.

إذًا أهم شيء هو: تجاهل الفكر السلبي، وأن تجعل لحياتك أهدافًا، وأن تجعل نمط حياتك إيجابيًّا، وأن تتناول ما وصفناه لك من دواء، وأنا متأكد أن حياتك -إن شاء الله- حياة طيبة وجيدة، ومن الواضح أنه لديك إمكانات ومقدرات معرفية، أرجو أن تستفيد منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً