الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من امرأة أخرى بسبب حاجة الزوجة إلى علاج لإعادة الحمل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة من أربع سنوات ونصف، وحملت أول مرة وأنجبت ولداً وتوفي بعد خمسة أيام، وبعدها حملت أربع مرات وأسقط، وصابرة والحمد لله، صابرة.

كان عندي مانع من الحمل، ولم نكن نعلم السبب، وعند ذهابي إلى الدكتور، أخبرني بأن الرحم كان مغلقاً! والحمد لله، فتح وأعطاني إبراً وأخبرني بأنه لا يوجد لدي مانع للحمل، وأن أنتظر شهراً حتى أنهي الإبر وبعدها يحدث الحمل بإذن الله، ولكن زوجي يريد الزواج، وأنا أقول له: اصبر حتى أنهي العلاج، فما رأيكم؟ وما الحكم في ذلك؟

زوجي يريد الزواج كي ينجب أطفالاً، ومع أني أنا لا يوجد في شيء، حتى هو، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن نتمنى أن يصبر هذا الزوج حتى يتم العلاج، وليس في شريعة الله ما يمنعه من الزواج في أي وقت إذا كان يستطيع أن يعدل ويمكنه تحمل مسئولية فتح بيت آخر، وليس في وجود زوجة أخرى ما يدل على كراهيته لزوجته الأولى كما يفهم أكثر الناس في هذا الزمان الذي انتشرت فيه ثقافة المسلسلات وتوسع الناس في الحرام، وضيقوا على أنفسهم أبواب الحلال، فإن أراد رجل أن يعدد استنكروا عليه وقالوا : إنه أناني لماذا يفعل وزوجته جميلة، ولم تقصر في حقه وقد خدمته وصبرت عليه فهل هذا هو الجزاء المناسب لها.

ولا يستطيع إنسان أن ينكر ما قد يحدث من نفرة وغيرة، لكن الإنصاف يقتضي أن ننظر إلى كافة الجوانب فإن كثرة عدد الموحدين مطلوبة، وتوفير بيئة العفة والطهر مطلوبة، ومحاربة العنوسة مطلوبة بل إن غض البصر وحفظ الفرج قد لا يتحقق إلا بهذا الأمر، والإنسان يتعجب من امرأة ترفض لزوجها أن يطلب زوجة بالحلال ولا تمانع من أن يسافر لعمل الفواحش عندما يرغب في ذلك، وقد عرفت قصة تلك المرأة التي قالت زوجها: افعل ما شئت ولكن لا تفكر في زوجة ثانية فانطلق الفاسق يعربد فأصيب بمرض الإيذر ثم نقله إليها ثم مات ولحقته وهي تعض أصابع الندم وتبكي على تقصيرها ومحاربتها للحلال.

والمشكلة أن هذا الإنكار لا يكون في المرأة وحدها، ولكن المجتمع يستنكر هذا الأمر، وقد يوجد من ينفر من الرجل إذا تزوج بثانية أو ثالثة أو رابعة، مع أن رسولنا والخلفاء الأربعة والعشرة الكرام جلهم كانوا من المعددين وقد قال ابن عباس: (خير رجال هذه الأمة أكثرها نساءً).

وأرجو أن نعلم أن التعدد شريعة الله في رسالته السماوية، وخير للمرأة أن يعود إليها زوجها من فراش طاهر أسس على نكاح شرعي بدلاً من أن يأتيها ملوناً بأدران الخيانة والأمراض.

وقد كانت نساء السلف يباركن لأزواجهن إذا تزوجوا بثانية، وربما وجد من تختار لزوجها شريكته الجديدة وهذا برفع من قدر زوجته الأولى ويدل على كمال عقلها ولم ينقطع هذا الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

فإنه قد وجد في زماننا من تعيش مع ضرتها وفي وفاق ومحبة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

وأرجو أن يقدر زوجك ظروفك الصحية وأن لا يجعل هذا الأمر سبباً للزواج بثانية لأن ذلك قد يؤثر على نفسياتك، وربما يكون ذلك سبباً لحرمانه من الولد حتى لو تزوج بثانية أو ثالثة .

ونحن نوصي الجميع بتقوى الله ورعاية أحكام هذا الدين، والرضى بقضاء الله وقدره وإظهار النية الحسنة واحترام المشاعر، والاشتغال بذكر الله وطاعته، والتوبة إلى من يجيب المضطر إذا دعاه مع ضرورة الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي المختار ورعاية المسكين واليتيم والجار .

والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً