الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب يريد إعادة المسروقات التي سرقها زوج الأخت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
باختصار أريد أن أعرف ماذا أفعل في أمر هام.
لي أخت متزوجة من شخص أغرته دنياه واتبع هواه، ورضخ لضغوط الحياة فأصبح سارقاً، وقد اعترف لي بما فعل، ومن ضمن مسروقاته (التي علمت بها وعلى إثرها عرفت حقيقته فيما أصبح عليه سرقة جهاز محمول) علمت -بفضل الله- من يكون صاحبه، وعلى ذلك وبعد علمي استطعت أن أمنع بيع هذا المحمول أو التصرف فيه لعلمي بصاحبه.

والسؤال هنا: ماذا أفعل حيث أخذت على عاتقي منع التصرف في هذا الشيء وأود إيصاله لصاحبه لأني علمت من هو.
ثانياً: لا أستطيع الإفصاح عن زوج أختي حيث أنه وعدني بترك هذا الطريق، ولكنه لا يريد إرجاع ذلك الشيء خوفاً من مسائلته قانونياً؛ علماً بأني لا أستطيع أن أتأكد من صدقه في التوبة؛ لأنه لا يعلم الغيب إلا الله.
ثالثاً: لا أستطيع أن أعرف هل ذلك الشيء هو فقط المسروق أم أشياء أخرى! وعلى ذلك أخشى بعد مكالمتي لصاحبه أو إيصالي له أمانته أن يتهمني، وبالتالي يرغمني على الإفشاء بزوج أختي، ولن أفعل ذلك لأن له من البنات 4 وطفل عمره سنتان.

(أنا الذي سعيت لمعرفة حقيقته وعليه أتحمل تبعات علمي)، فبالله عليكم ماذا أفعل؟ وما حكم الشرع بعد علمي وعدم إيصال الشيء لصاحبه.

وشكراً لكم، وجزاكم الله عنا خيراً، وغفر لكم ولنا إنه هو السميع العليم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdulaziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق وأن يجعلك من المدافعين عن الحق وأهله، وأن يغفر لزوج أختك وأن يتوب عليه وأن يرزقه رزقاً حسناً طيباً.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإني أحمد الله إليك أن جعلك محباً للحق حريصاً عليه محارباً للباطل والحرام، وهذه نعم قلما توجد لدى كثير من المحامين خاصة في هذا الزمان، فاحمد الله على ما حباك به من نعمة الإيمان وتحري الحلال.

وأما بخصوص زوج أختك فما دام قد أظهر أمامك ندمه وتوبته فليس لك إلا هذا الظاهر وأحسن الظن به وهذا حقه عليك، وساعده على أن يسلك طريق الهداية، وكن عوناً له على ذلك حتى لا يضعف أو يستحوذ عليه الشيطان، ولا علاقة لك بماضيه أو بما يظهره لك من مسروقات، وأهم شيء الآن أن تبحث عن وسيلة ترد بها هذا المحمول لصاحبه، وأنت طبعاً من المحامين وحيل المحامين لا تنتهي، ولا يجوز لك كشف سر زوج أختك بعد أن جاءك تائباً نادماً.

فابحث عن وسيلة مناسبة ومأمونة ولو أن تضعه أمام باب منزله خفية، أو غير ذلك، فاستعن بالله ولا تعجز.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً