الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما عواقب الزواج بغير المسلمة؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا مغربي مقيم ببلجيكا، ومتزوج من بلجيكية قد وعدتني بأن تعتنق الإسلام لاحقاً، لكن فوجئت بأن قالت لي إنها لن تعتنق الإسلام، وأنها ستعود لشرب الخمر بعد أن تضع المولود.

سؤالي هو أنا في حيرة، هل أطلقها؟ وهنا أفكر في مصير ابني، أم أبقى متزوجاً بها؟ وأخاف أن أنجب أطفالاً فيضيعون بين أبيهم المسلم وأمهم المسيحية، ماذا أفعل؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdelghani حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية.

فليت شبابنا في ديار الغربة يفكرون مرات بعد الألف قبل أن يقدموا على الزواج من الكافرات، وليتهم تأملوا لفظ القرآن وهو يتكلم عن المحصنات من أهل الكتاب، وهل توجد محصنة؟ وما هي نظرة المجتمع لها إن وجدت؟ أليست في نظرهم المعقدة المريضة! وليتنا تذكرنا أننا نضيع فتاة مسلمة بعد شاب يتزوج من كافرة، والسعيد من وعظ بغيره من الذين خسروا أولادهم وجهودهم، بل وربما حياتهم.

إن فقهاء الإسلام وضعوا بعض الضوابط للزواج من الكتابيات، كأن تكون محصنة، وأن يكون الرجل صاحب دين، وأن يكون ذلك في ديار يضمن فيها نشأت الأولاد على الإسلام، وأن لا يترتب على ذلك إلحاق الأذى بالفتيات المسلمات.

ونحن ننصحك أولاً بأن تلتزم بالإسلام، وتحسن معاملة هذه الزوجة وتكرر دعوتها للإسلام، وتذكرها بأن الخمر حرام في كل الأديان، وحاول أن تربطها بأسر مسلمة صالحة، وتتخذ الحيل والوسائل التي تحبب الإسلام إلى نفسها، علماً بأنه ليس لك أن تكرهها على الدخول في الإسلام، ولا ننصح بطلاقها قبل الاجتهاد في دعوتها وإصلاحها، وكن قريباً من أطفالك ولا تتركهم لها وحدها، واعلم أن طاعتك لله وصدقك مع الله يؤثر عليها وعلى أولادك.

وأرجو أن تحرص على تسمية الولد والأذان في أذنه، والحرص على ربطه بالإسلام والمحافظة على فطرته، وحبذا لو تم كل ذلك بلطف وحكمة، حتى لا تعاندك فتنشئ طفلها على غير الإسلام.

وعليك بتقوى الله وطاعته، والتزام أوامره، وكن في صحبة الأخيار، وأكثر في الاستغفار واحرص على الصلاة على نبينا المختار.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات