الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أطفال محرومون من اللعب مع الآخرين ويشعرون بالملل طوال الوقت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
أطفال أختي يشعرون بالملل طول الوقت، وهي لا تسمح لهم بالخروج، واللعب مع الأطفال الآخرين إلا نادراً، وتعتقد بأن وضعهم في غرفة اللعب مع الخادمات طوال الوقت جيد، وأنا كوني خالتهم، وأراهم بتلك الطريقة أشعر بالكآبة، ولا أستطيع عمل شيء لتحسين الوضع، ماذا أفعل لتحسين الوضع دون الاضطرار لمحادثة أختي؟

وطفل أختي يضرب، ويتصف بالوقاحة، وهو في الثانية والنصف من عمره، وهذه الصفات السيئة تأتي من تعاليم آبائه له، ماذا أستطيع أن أفعل لأعلم الطفل بأن الذي يفعله خطأ؟
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ S.k. حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يصلح النيات والذريات، وأن يرزقنا السداد والثبات.

فإن حبس الطفل في حجرة تدمير لقدراته وتعطيل لنموه، وعدوان على حريته التي هي أغلى ما يملك، ولن يسعد الطفل بهذه الطريقة، حتى لو جمعنا له ألعاب الدنيا، وقد لاحظ علماء التربية أن الطفل إذا وضعت له ألعاب وأغلقت عليه الباب، فإنه يحاول فتح الباب ثم يعود للعب بعد أن يفتح على نفسه أبواب حرية الحركة، ومن هنا تتجلى خطورة هذا العمل الذي ستشعر أختك بآثاره في وقت متأخر، فإن هؤلاء الأطفال سوف يعبرون عن ذلك عند دخول المدرسة، ويكونون مصدر إزعاج لأسرتهم ولمعلميهم.

فخير لنا أن نتيح لهم فرص اللعب والحركة تحت أعيننا وبرعايتنا، ولعل عدوانية هذا الطفل ووقاحة ألفاظه شيء من ثمار حريته المكتومة وطاقاته المحبوسة.

وليت الأمهات يتولين المهام التربوية بأنفسهن، فإنه لا يوجد في الدنيا من يسد مكان الأم، ولا مانع من أن تقوم الخادمة بالغسل والنظافة وإعداد الطعام، أما أطفالنا فهم أغلى من أن نترك مهمة تربيتهم ورعايتهم لغيرنا، كما أن التربية بضاعة لا يجوز استيرادها، ولا جلب من يقومون بها، لأنها نابعة من عقيدتنا وقيمنا.

ولا شك أن أول ما ينبغي أن نبدأ به عند تأديبنا لأطفالنا تأديب أنفسنا، فإن أعينهم معقودة بأعيننا، فالحسن عندهم ما استحسناه، والقبيح عندهم ما استقبحناه، وإذا حافظ الآباء والأمهات على ألفاظهم وحيائهم، وصانوا سمع أطفالهم وبصرهم، نطق الأطفال بعد ذلك بالحكمة والصواب، أما إذا وجد من يضحك لطفله إذا شتم أو لعن، فتلك طامة كبرى وداهية عظمى.

ونحن نقترح عليك أن تقومي بسد هذه الثغرة، فأنت خالة والخالة أم، فحاولي أن تخرجي بالأطفال إلى مواطن الخير، واجتهدي في بيان خطورة تعود الأطفال على الألفاظ البذئية والتصرفات السيئة.

ونحن نتمنى أن يعود كل من له أطفال إلى ديار المسلمين، حسب البئية النظيفة والمآذن المرتفعة، ومراكز القرآن المنشرة، ولا أظن أن هناك فائدة لمن يكسب الدنيا ويخسر أسرته وأبناءه.

ونسال الله أن يكتب لنا ولكم التوفيق، وأن يجعل الصلاح ميراثاً في ذرياتنا إلى يوم الدين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً