الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استخدام الطفل للبكاء لتلبية حاجاته من أبويه.

السؤال

السلام عليكم..

أولاً: نشكر لكم جهودكم؛ فنحن ليس لنا ملاذ سواكم وسوى موقعكم الرائد.

سؤالي: ابنتي الكبرى والتي تبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، غريبة جداً في تصرفها؛ فهي مزاجية جداً وغيورة أيضاً، ولا تتحمل أي شيء حتى وإن كان غير مؤلم لها.

ولا تعرف سوى البكاء؛ فهي دائمة البكاء، ولا تعرف أن تطلب شيئاً دون أن تبكي؛ رغم أننا نحاول دائماً أن نعاملها جيداً أنا وزوجي، ولكن لم يتغير طبعها، أما أنا فأحياناً أثور معها وأحياناً أضربها، مع العلم بأننا لدينا ولد عمره سنتان إلا قليلاً.

أفيدوني أفادكم الله، عن كيفية التعامل معها حتى يستقيم سلوكها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه التصرفات من الأطفال في مثل هذه الأعمار في نظرنا تعتبر أمراً طبيعياً لدرجة كبيرة، هذه البُنيّة لديها أخ أصغر منها ولا شك أنها شعرت بنوع من الغيرة الداخلية.

الشيء الآخر ربما يكون منشأ التربية الذي بدأت عليه كان قائماً على التودد وعلى التساهل، مما جعلها تستغل هذا الموقف وتفاوض عن طريق البكاء أو عن طريق لفت النظر، والمبدأ العام الذي ندعو إليه في مثل هذه الحالة بالطبع هو قائم على الترغيب والترهيب بصفة عامة، ونركز على الترغيب أكثر، ونركز أيضاً على التجاهل.

إذن: أرجو أن تقسم سلوك هذه البُنيّة إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: جزء لابد ألا نعيره اهتماماً، وهذا يسمى العلاج بالتجاهل، دعيها تصرخ، دعيها تحتج، وتحملي ذلك مرة مرتين ثلاثة، وصدقيني إن شاء الله سوف يستقيم الأمر بعد ذلك، بشرط أن ينتهج زوجك نفس المنهج، أي ألا تصديها أنتِ ويصبح الأب هو الملاذ لها أو العكس، إذن لابد من هذا التواتر التربوي فهو أمر ضروري جدّاً.

القسم الثاني: هو أن تشجع على أي عمل إيجابي مهما كان بسيطاً، تشجع بالكلمة الطيبة وتحفز بذلك، وهنالك نوع من التشجيع الفعّال وهو طريقة النجوم، وهي معروفة لكثير من الأمهات، في غرفتها أو بالقرب من سريرها، أرجو أن تشرحي لها أنها حين تقوم بأي عمل ممتاز وطيب ومقبول سوف تأخذ نجمتين، وحين تقوم بعمل سلبي سوف تسحب منها نجمة، وإذا كان العمل سلبياً لدرجة كبيرة سوف تسحب منها نجمتين، وفي نهاية الأسبوع يتفق معها أنها سوف تعطى مكافئة بسيطة حسب عدد النجوم التي سوف تحرزها، ولابد أن يكون لديك التفهم الكامل للأشياء التي تتطلبها، ومن خلالها يمكنك التفاوض معها.

هنالك القسم الثالث وهو النهي الغير مبرح، ولا نقول: الضرب الغير مبرح، فلا شك أن الضرب في وقت الغضب مرفوض تماماً ولا نشجعه كثيراً بالنسبة للأطفال في هذه السن، وحتى ديننا يدعوننا أن يكون الضرب في سن متأخرة حوالي الـ 10 سنوات مثلاً.

فأرجو أن يكون هنالك نوع من التوبيخ البسيط، وهنالك نوع من التوبيخ وهو إذا أخطأت الطفلة يمكنك أن تأخذيها وتغلقي عليها الغرفة لمدة 10 دقائق وتخبريها بذلك أنك سوف تغلقي عليها الغرفة، سوف تحتج سوف تصرخ ولكن لا استجابة من جانبكم.. صدقيني أن هذه الوسائل السلوكية هي وسائل فعّالة، فقط تتطلب الالتزام، تتطلب الاتفاق بينك وبين زوجك لتطبيقها، وتتطلب الصبر، وهي في نهاية الأمر ناجحة جدّاً.

هنالك طريقة أيضاً سوف تحتاجها هذه الابنة، وهي أن تقرَّب إلى أخيها، أن تشعر كأنها هي التي تخدمه، اطلبي منها أن تذهب وتُحَضِّرْ له البزازة، بالطبع لن تُحَضِّر له البزازة بالصورة الصحيحة ولكن دعيها تقوم بذلك... وهكذا.

هذه إن شاء الله كلها أمور تربوية وسلوكية، وصدقيني هذه الابنة لا زالت صغيرة، ولكن هذه الإرشادات السلوكية سوف تصحح مسارها إن شاء الله، وأسأل الله أن يحفظ لكم الذرية، وبارك الله فيكم.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً