الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإصابة الخمائرية للأغشية المخاطية في الفم والأعضاء التناسلية

السؤال

لدي طفلة عمرها 7 سنوات تشكو من حكة في أعضائها التناسلية، ووقت التبول لا تستطيع التحكم فيخرج البول ولا تستطيع إيقافه، ويظهر على فمها ولسانها فطريات لا تستطيع الأكل معها.

أرجو منكم إفادتي، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم دانه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبسبب اختصار الوصف وعدم التفصيل، وعدم كفاية البيانات للوصول إلى تشخيص يقيني، يبدو لنا أن هناك احتمالين:

أولهما الإصابة الفطرية -أو بشكل أدق- خمائرية:

وهذه الإصابة هي الأرجح والأنسب للوصف، وهي يمكن أن تصيب كلا من الأغشية المخاطية في الفم والأعضاء التناسلية، وتؤدي إلى الأعراض المذكورة، ولكنها غالباً تبدأ بالتدريج، وتزداد مع الزمن وتزداد عند التعرض لما يخفض المناعة، مثل تناول الكورتيزونات عن طريق الفم، أو دهنها موضعيا، أو تناول المضادات الحيوية لفترات طويلة.

وأما التشخيص فيكون بزيارة طبيب أمراض جلدية، لأخذ مسحة للفحص المجهري المباشر، والذي يري العناصر الفطرية أو الخمائرية، فإن كان هناك شك أو عدم تأكيد فيلجأ عندها إلى المزرعة، والتي يمكن أخذها بنفس الزيارة بعد الفحص المباشر لو استطب، ذلك وتظهر نتيجتها خلال أيام.

وأما العلاج فهو إما موضعي، وهو المفضل في عمر ابنتك، ويكون بإعطاء المايكوستاتين كريم ثلاث مرات للمنطقة التناسلية، مع قطرة من معلق المايكوستاتين 4 مرات يومياً في الفم، فإن لم يجد فيكون العلاج عن طريق الفم مثل الديفلوكان، ولكن لعمرها (50 مغ) أسبوعيا ولمدة 2-4 أسابيع فقط.

ثانياً: داء بهجت، وهو الاحتمال الأضعف، وللوصول إلى تشخيص، مرض بهجت، يجب أن تتوفر عناصر التشخيص ومعرفة سريعة وشاملة للمرض، والمرض يسمى بمرض خلوصي بهجت، ويدل عليه وجود تقرحات ناكسة في كل من الفم والعين والأعضاء التناسلية (وهذه تعتبر من الموجودات الأساسية) وبالإضافة لذلك فإن الإصابة بهذا المرض قد تشمل إصابته لواحد أو أكثر مما يلي، مثل القلب والأوعية الدموية، أو الجهاز الهضمي، أو الرئوي، أو البولي التناسلي، أو الجهاز العصبي المركزي، أو المفاصل، وقد يتظاهر بأعراض عامة، مثل الصداع والتعب العام ونقص الشهية وضخامة العقد الليمفاوية.

وقد يوجد المرض بشكله التام المتكامل، أو بشكله الناقص غير المتكامل.
وأما في القصة المرضية فقد يكثر وجود التهاب لوزات متكرر، أو آلام عضلية، أو مفصلية، وتقرحات فموية متكررة.

لا يوجد لهذا المرض فحص مخبري مشخص لذلك، فإن تشخيصه على تجميع موجودات بين ما له دلالة صغيرة أو دلالة وكبيرة، وحتى يشخص يجب أن يوجد تقرحات القلاع الفموي، وعلى الأقل اثنين مما يلي:

- تقرحات تناسلية.

- التهابات وتقرحات بالعين.

- التهاب المفاصل.

- التهابات جلدية وطفح بثري (التهاب الأوعية الجلدية).

- التهاب سحايا ودماغ.

إن سبب المرض غير معروف، ولكن متعلق من قريب أو بعيد بالمناعة الموروثة، أو تنظيم المناعة في الجسم، وقد يعزى إلى بعض الالتهابات الجرثومية أو الفيروسية، أو اضطرابات وعائية، كما ورد في بعض المراجع.

نسبة حدوث هذا المرض 5 في كل 100000 أو أقل من ذلك، حسب المراجع والبلدان.

الفحص النسجي يظهر التهاب الأوعية الدموية من نوع (ليمفوسيتيك فاسكيولايتيز).

العلاج:

أغلب العلاجات المتوفرة هي علاج للأعراض من العلاجات الموضعية، خاصة للأغشية المخاطية في الفم مادة التتراسكلين (مستحضرات التتراسيكلين تعتبر من أفضل المستحضرات الموضعية يذاب 250 مغ في 5 مل ماء تبقى في الفم دقيقتين قبل أن تبلع) وكذلك الكورتيزون الموضعي، وأيضاً المخدر الموضعي، وهناك مستحضرات فيها المطهر والمخدر الموضعي بآن واحد، مثل الكلوراسيبت.

وأما العلاج العام عن طريق أجهزة البدن (لم يثبت إلى الآن فعالية أي دواء) ولكن الكورتيزونات تعتبر حجر الأساس في العلاج، ومع ذلك لم تثبت قدرتهم في تغيير مسيرة المرض، كما وأن التأثيرات الجانبية المتراكمة مع الزمن تحدد من استعمالها، وأما لعلاج الأعراض العامة والالتهابات والمفاصل والآلام العضلية، فمضادات الالتهاب غير الكورتيزونية (Nsai) والكولشيسين أو الدابسون أو السولفابيريدين أو الآزاثيوبرين، وأما لحالات العين والجهاز العصبي المركزي فالكورتيزون الجهازي أو السيكلوسبورين.

في بعض الأحوال قد تستطب التدخلات الجراحية، ومن الممكن استشارة طبيب الأمراض الجلدية أو العيون، أو الروماتيزم أو العصبية، أو الطبيب الباطني، أو حتى الجراح أو غيره، حسب الأعراض والأجهزة المصابة، ويفضل المتابعة مع أقربهم لمرض المريض؛ لأن أغلب العلاجات العامة تحتاج مراقبة طبية ومتابعة لكيفية أخذها من تعديل وتغيير حسب التحمل والتحسن والتأثيرات جانبية وعدمها.

ختاما: نبدأ بالبسيط، ونتوكل على الله، ثم نتابع الطريق خطوة خطوة بأمل كبير وبدون قلق، كما لا ننسى أن شكوى البول قد تكون منفصلة عن الفم، أي قد يكون هناك احتمال التهاب مسالك بولية يظهره تحليل البول والمزرعة، وعلاجه المضاد الحيوي حسب نتيجة الزرع، ومع هذا الالتهاب في المسالك وبشكل متواقت التهاب الخمائر في الفم، فهما مرضان منفصلان في السبب متواقتان في الحدوث، وأما الاحتمالان السابقان فهما أو في كل منهما مظاهر في الفم وفي الأعضاء التناسلية بشكل سببي ومتواقت بآن واحد.

ونسأل الله الشفاء العاجل لابنتك، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً