الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو الموقف المتبع مع زوجة الأخ ونميمتها؟

السؤال

السلام عليكم..

أنتمي إلى أسرة متدينة ومتواضعة، ولدينا في هذه الأسرة زوجة أخ لنا مشعوذة ونمامة، وقد أوقعت بين أفراد الأسرة ككل بما في ذلك أبناء وبنات الأخوال والخالات وأزواجهم بشعوذتها وكذبها وحيلها الخبيثة.

ولقد تعبنا من المشاكل التي سببتها لنا بصفة دائمة؛ فقررنا الابتعاد عنها قطعياً، وهي في محاولات دائمة لتبعد زوجها عن أمه وأخواته، ونحن نخاف أن تكون هذه المقاطعة تغضب الله رغم أن هذه المقاطعة أراحتنا، فأفيدونا جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Saida حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونسأل الله أن يغفر الذنوب ويؤلف بين القلوب، وبعد:

فإن المسلم إذا تضرر من شخص معين، وتأكد أن قربه يجلب الشرور والأتعاب، وعجز عن نصحه وإصلاحه، وتأكد أن الفلاح في البعد عنه؛ فله أن يبتعد، مع ضرورة بقاء شعرة من العلاقة، والحرص على تجنب الاحتكاك وتقليل مدة الزيارة، حتى لا تنفرد بذلك الشقيق وتقوده إلى التقصير في حق الوالد الشفيق، وشر الناس من تركه الناس اتقاء شره.

وأرجو أن تبينوا لها خطورة النميمة التي قال عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قتات) يعني: النمام، ووصف الله بها بعض الكافرين فقال: (( هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ))[القلم:11] وقال عن زوجة أبي لهب: (( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ))[المسد:4]؛ لأنها تنقل النميمة بأن تشعل العداوات كما هو حال النار مع الحطب، والنمام هو بريد الشيطان ووسيلته إلى نقل العداوات بين الناس، وهي من أقبح خصال الشر التي يكون صاحبها على سوء وقبح، حتى لو صدق في قوله والعياذ بالله.

ونحن نتمنى ألا تقطعوا صلتكم بها بالكامل، وحبذا لو اجتهدتم في النصح لها وإخبارها بأنكم مضطرون للابتعاد إذا لم ترجع إلى رب العباد، وتتوقف عن نقل النميمة التي تسبب الفساد، كما أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، وأرجو أن تكونوا عوناً لها على الشيطان، وذلك بعدم الاستماع لنميمتها؛ لأن من نّم لك نمّ عليك.
ونسأل الله أن يصلح الأحوال، ويبارك الأعمال، ويرزقنا الخوف من العظيم ذي الجلال.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً