الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدمت لخطبة فتاة ورفضَت والدتي ذلك بسبب لون بشرتهم الأسمر

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 26 سنة تعرفت على فتاة من نفس عمري، أعجبنا ببعض وارتبطنا لفترة شهرين، وكانت على قدر من الاسمرار، ولكني متقبل لذلك حيث أنها من النوبة، بعد ذلك ذهبت إليهم في البيت للتعرف على والدها وأسرتها فوجدتهم على قدر كبير من الاسمرار لم أكن متوقعاً لذلك.

ولكنهم جيدون جداً، ورحبوا بي خير ترحاب وعند عودتي لبيتي وجدت والدتي وأختي غير متقبلين للوضع، وقالوا: فكر في أولادك، بعد كذا ممكن أن يكونوا مثل لونهم، بصراحة ترددت وفكري تشتت على الرغم من حبي لهذه الفتاة، وقررت أن أصلي الاستخارة، مع علمي أنه من غير المفروض أن أنظر إلى لون البشرة عند الاختيار؛ لأن الدين لم يقل ذلك.

وأنا أخاف أن أظلمها معي في المستقبل، ولا تقبل الوضع، بعد صلاة الاستخارة حلمت أني في مكان الوضوء في الجامع، وذهبت لشغل، وراجع فإذا بصاحب الشغل يطلب مني تأدية شغل آخر قبل عودتي، وكنت مستعجلا كي أذهب، فأسرعت كي أنجز العمل الجديد، فأبحث عن الموبايل في جيبي ولم ألقه! فترددت هل أخلص الشغل الأول؟ وبعد كذا أرجع أبحث عنه في مكان الوضوء فإذا بالمؤذن يؤذن فقررت أن أرجع كي أبحث عنه، قبل أن يجده أحد، وبعده أرجع أكمل الشغل فأسرعت وأنا في الطريق لقيت أكثر من موبايل على الأرض، ظننتهم لي لكني علمت أنها ليست لي، فرميتها على الأرض، ورجعت لمكان الوضوء أبحث عنه، لكن لم أجده فزعلت لأن عليه كل أرقام الناس، ومن ضمنهم رقم الفتاة التي ارتبطت بها، وهكذا لن أعرف أن أصل إليهم، وصحوت بعد ذلك لا أعرف ماذا أعمل؟ فهل أكمل الموضوع وأخطبها أم أتراجع وأنهيه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ A حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،

فإنه لا خير في رباط يقوم على التردد، وليس في سمرة اللون عيب إذا وجد الدين، ولن يستفيد الإنسان من جمال لونه إذا لم يكن عنده دين، وقد أحسن من قال:

جمال الوجه مع قبح النفوس *** كقنديل على قبر المجوس

وإذا تزوج الإنسان من امرأة توافق عليه والدته ففي ذلك عون للإنسان على التوفيق بين بر الوالدة والقيام بحق الزوجة، أما إذا كان رفض الوالدة لمجرد الرفض وليس له أسباب مقنعة من الناحية الشرعية، وكانت الزوجة صاحبة دين، ووجد الإنسان في نفسه ميلاً إليها، فإنه عند ذلك يفعل ما يراه صواباً ويجتهد في نيل رضى الوالدة.

والذي يظهر لي أن رفض الوالدة والأخت قد انعكس عليك فزاد في ترددك في الأمر، ومن هنا فالأفضل هو أن توقف هذا المشروع وتحسن الاعتذار، وأرجو عدم ذكر السبب لأحد من الناس، ومن حق كل إنسان أن يرفض ولكن ليس من حقه أن يسيء أو يجرح الآخرين.

ونحن ننصحك مستقبلاً بعدم بناء علاقة مع الفتيات دون أن تراعي الضوابط الشرعية، وذلك بأن تكون العلاقة معلنة وبحضور ومباركة الأهل، وأرجو أن تعلموا أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا يتيح للخاطب الخلوة بمخطوبته أو الخروج بها، وننصح أولياء البنات بأن لا يقبلوا بالشباب إلا إذا جاء بأهله وأسرته ليحصل التعارف، ويأنس الناس ببعضهم، ويتعرفوا على من يريد أن يكون واحداً منهم، ولا شك أن رعاية هذه الضوابط فيها مصالح كبيرة لكل الأطراف.

فاتق الله في نفسك وفي أعراض المسلمين، واعلم أن المسلم يخاف من آثار المعاصي والذنوب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يكتب التوفيق والسعادة لتلك الفتاة.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً