الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دور الفتاة في الإصلاح بين أهلها المتخاصمين

السؤال

السلام عليكم.

نحن نسكن في بيت جدي مع أعمامي وعماتي، وأنا بنت الولد الأكبر، أمي وزوجة عمي أخوات، وعائلتي مقسومة إلى قسمين، وأنا في حالة من الاكتئاب؛ حيث إن أحدهم يكره الآخر، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مؤمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكم نحن سعداء بمشاعرك الطيبة وقلقك إشفاقاً على أهلك، فكوني داعية خير وإصلاح، وتوجهي إلى الكريم الفتاح، وحرضي والدتك ومن يليك على الصبر والاحتمال والعفو والوصال، فإنه ليس في الدنيا ما يستحق الخصام والجدال، لأنها دار حقيرة ومصيرها ومصير أهلها الزوال، وقد أدرك قيمتها صالحات النساء، وعقلاء الرجال، فجعلوها لجة وركبوا سفينة الصالحات من الأعمال.

ولا يخفى عليك أن فساد ذات البين هي الحالقة للدين، المضيعة للبنات والبنين، وهي سبب لارتفاع رحمة رب العالمين، وقد كتب الله الأجر العظيم للمصلحين، فقال في كتابه المبين: (( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ))[النساء:114].
وينبغي لمن أرادت الإصلاح أن تتنقي الكلمات، وتختار أطيب الأوقات، وتنقل بين المتخاصمين المشاعر الطيبات، ولا بأس من تنمية وزيادة الخيرات، فليس من الكذب ما يفعله المصلحون والمصلحات، ولذا فعليك أن تضخمي كل كلمة طيبة وتنشريها، وما وجدت من سوء كلام أو سيئة فاستريها، ولا تقاطعي أرحامك، وكوني حلقة وصل بين الجميع.

ونسأل الله أن يجعلك سبباً للخير، وأن يصلح على يديك أحوال أهلك، وأن يوفقك ويرعاك، فإنه بصير سميع، وحرضي الجميع على طاعة الله، فإن الأمر كما قال ابن مسعود: ( ما من خصومة تحدث بين متحابين إلا بذنب أحدثه أحدهما ).

وعليك بكثرة الدعاء للجميع، وعمري حياتك بالذكر والتلاوة والسجود والإنابة، والصلاة والسلام على صاحب الرسالة.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً