الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصح أن نقول إن شباب اليوم بلا أخلاق؟

السؤال

أنا أرى أن الشباب ليس لديهم أخلاق !!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Assiya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا لا نوافق بنتنا الفاضلة على هذا الإطلاق والتعميم لأن في الشباب رجالاً كراماً وفيهم شياطين لئاماً، ونسأل الله أن يرزقك صاحب الدين وأن يلهمك السداد، وأن يسعدك في الدارين.

ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك في الدين، وأرجو أن تعلمي إن الإنسان إذا قال: هلك الناس فهو أهلكهم، ولا مانع من أن تقولي: الذين أعرفهم لا أخلاق لهم وعند ذلك نطالبك بسرعة البعد عن الأشرار، فإنهم لا يؤتمنون على العرض والدار، فابتعدي عن الأخطار، واهتمي بحجابك وصلاتك، وتوكلي على الواحد القهار، ولا تقبلي إلا بصاحب الدين والأمانة والأخلاق.

واعلمي أنك مثل السوق تحمل إليه البضائع الرائجة فإن راج عندك الصدق والإيمان والقرآن والحجاب جاءك الأخيار وبذلوا في سبيل الوصول إليك الأموال، ولا يخفى عليك أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) ورغم أن الأخلاق تدخل في مسمى الدين بل هي عموده وعماده، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرها استقلالاً للتأكد على أهميتها.

وقد رفع الإٍسلام من قيمة الأخلاق الحسنة حتى قال صلى الله عليه وسلم: (وأن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجه الصائم القائم)، وكانت الأخلاق الفاضلة سبباً للقرب من الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة، فاتقي الله في نفسك، وتمسكي بالدين والأخلاق فإن ذلك هو الجمال الحقيقي للإنسان، وهو جمال الباطن الذي يدوم مع الإنسان بخلاف جمال المظهر الذي لا يدوم، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن ينفع بك بلاده وعباده، وأن يرد الشباب إلى الدين والأخلاق.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً