الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعلق النفسي وعلاقته بالمراء المرضي

السؤال

مشكلتي أنني في الفترة الأخيرة بدأت أتوهم كثيراً بالأمراض، خصوصاً السكري، مما أزعجني كثيراً، وتمر بي نوبات متعددة، فتارة أتوهم أني أتبول كثيراً، وتستمر معي أياماً ثم تتلاشى، ثم تمر بي نوبة دوار ودوخة وتستمر معي أياما؛ مما نتج عن ذلك قلة استقراري النفسي.

السؤال: كيف أعود لوضعي الطبيعي فلي الآن ما يقارب سنة كاملة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا شك أننا نعيش في زمان كثرت فيه الأمراض، وكثرت فيه الفحوصات الطبية التي يجريها الناس، ولا شك أن الإعلام يتناول الكثير من القضايا الطبية التي بالرغم من أنها ترفع من ثقافة الناس ومعرفتهم بالأمراض والحالة الصحية للإنسان، وقد تشمل الكثير من الفوائد والإرشادات الطبية، إلا أنه بنفس المستوى قد شكلت هذه المعلومات الإعلامية الكثيرة هاجساً نفسيّاً، وأدت إلى انشغال الناس بصحتهم، وربما أدخلت على البعض التوهم المرضي، وهنالك الكثير من المعلومات الطبية التي ربما تكون مغلوطة أيضاً، فأصبح الجو العام -حقيقة- يشكل شاغلاً كبيراً للناس حيال صحتهم.

إذن أرجو ألّا تلوم نفسك أبداً حين تنشغل بالأمراض، خاصة مرض السكر، وهو في منطقة الخليج منتشر جدّاً، ولكن هذه الأمور تقاوم بالتوكل، وبأن يجري الإنسان فحوصات دورية معقولة، بمعنى أنه لا مانع بأن يقوم الإنسان بفحص نفسه لدى طبيب باطني أو طبيب أسرة، وفي رأيي أن طبيب الأسرة يعتبر أفضل في مثل هذه الحالات، يفحص نفسه لدى الطبيب مرة كل ستة أشهر، وسوف تجرى له الفحوصات الروتينية العادية المطلوبة، وهي أمور وفحوصات سهلة جدّاً، وليست متعبة أو مكلفة، بشرط أن يلتزم الإنسان ألا يتردد بين الأطباء، وهذا هو الذي أراه في حالتك أمراً ضرورياً جدّاً.

هذه الأعراض أنت ذكرت أنها في بعض المرات تسبب لك إزعاجا كثيراً وتنشغل بها، وفي مرات أخرى لا تشغل نفسك بها كثيراً، كما أنه توجد بعض نوبات الدوار والدوخة والتي تستمر معك لعدة أيام، وهذا دليل أيضاً على أنك في الأصل لديك سمات القلق، التطبع النفسي لشخصيتك يحمل سمات القلق، وهذا القلق يظهر في شكل هذا الانشغال بالأمراض أو ما نسميه في بعض الحالات بـ (المراء المرضي).

إذن القلق هو الذي يشكل الدافع الثاني في مثل حالتك، وهذا أيضاً يعالج بالإصرار على ألا تنشغل بهذا الأمر، وألا تتردد كثيراً على الأطباء، وأنه إذا حدثت لك أعراض من هذا السياق هي من نتيجة القلق، وهذا هو الذي أراه، وسيكون من المفيد لك جدّاً أن تمارس الرياضة، فالرياضة تقلل من القلق ومن الدوخة، ومن هذه الشكاوى الجسدية المتكررة، وحتى التبول الذي يكثر لدى بعض الناس، ويعرف أن هنالك علاقة وثيقة جدّاً بين القلق وبين التبول وكثرته، هذه علاقة وطيدة جدّاً تزول أيضاً بممارسة الرياضة، فأشغل نفسك فيما هو مفيد.

نحن لا نصف أدوية في جميع الحالات، ولكن حين يتطلب الأمر نقوم بذلك، وأرى أنه لا بأس أبداً من أن تتناول بعض الأدوية البسيطة المضادة للقلق، هنالك دواء يعرف باسم (دوجماتيل)، هو دواء جيد جدّاً لعلاج القلق، خاصة القلق المرتبط بالأعراض الجسدية أو التي يشعر فيها الإنسان أنه مشغول حيال صحته، أو أنه مصاب بمرض ما، وتكون الحقيقة غير ذلك.

فأرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل كبسولة في الصباح وكبسولة في المساء، وقوة الكبسولة هي 50 مليجراما لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

إذن أرجو أن تتأكد وأن تثق تماماً أن حالتك حالة بسيطة وهي مفسرة تماماً، وأرجو أن تتبع ما ورد في هذه الاستشارة من توجيه وإرشادات.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً