الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أسباب الاضطرابات في النوم وعلاجها؟

السؤال

السلام عليكم..

ما هي الأسباب الممكنة التي تؤدي إلى النوم غير المريح؟ والذي يقوم من خلاله الشخص في الصباح متعباً مرهقاً لم ينم نوماً عميقاً مريحاً؟ والذي بدوره يؤثر على مزاج الشخص طوال اليوم؟ أنا أعلم أن هناك أسباباً مثل الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم، والقلق أيضاً والإجهاد المزمن، فما هي التحاليل الممكنة التي تنصحون بها، وذلك لإيجاد السبب الممكن؟ مع أن الشخص يتبع تعاليم الصحة المنامية.

هل للأدوية المثبتة للمزاج مثل الديباكين كرونو أي أثر على عمق وتحسين نوعية النوم؟ وما هي الجرعه المناسبة لذلك؟ وما هي أسباب انقطاع التنفس أثناء النوم؟ وهل من الممكن أن يكون سبباً هرمونياً أو مشكلة في أحد الغدد، كالغدة النخامية، أو في هرمونات الغده الدرقية؟ هل الشخير قد يعود سببه إلى سبب نفسي مثل القلق والضغط اليومي، أم أن سببه عضوي بحت؟

وهل للوزن دور في ذلك، حتى ولو كان زيادة عن المعدل الطبيعي بـ 10 كيلو جرام فقط؟ حيث إن طولي 178 ووزني 88، وعندي نقص في إفرازات الغدة الدرقية وآخذ الثيروكسين 100 أم سي جي يومياً، وآخذ دواء سيروكسات 20 مجم وروميرون 15 مجم لذلك، لكن لا فائدة كبيرة تذكر لحل مشكلة النوم عندي، وأنا أفكر بقطع السيروكسات وروميرون فعلياً؛ لأنها أثرت على جودة الانتصاب عندي، فقد صار لي سنتان على السيروكسات و3 أشهر على روميرون.

أرجو منكم التكرم بالإسهاب في هذا الموضوع والذي يهم الكثيرين؛ فالنوم العميق هو الحياة! ولكم أن تتصوروا إنساناً يصحو دائماً صباحاً وكأنه لم ينم.

تحياتي لكم وعلى موقعكم الرائع، الذي أعتبره صديقاً لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: تنقسم اضطرابات النوم لعدة أقسام، وبالنسبة لأسبابها فهنالك أسباب نفسية لقلة أو ضعف النوم، وكذلك أسباب عضوية، الأسباب النفسية المعروفة يأتي على رأسها القلق النفسي، وكذلك الاكتئاب النفسي (بدايات أمراض الهوس)، وبالتأكيد فالأشخاص الذين يتعاطون المواد المنشطة مثل الأنفتيمينات تؤدي إلى اضطرابات كثيرة وضعف شديد في النوم.

أما بالنسبة للأسباب العضوية، فمن أهمها: اضطرابات الغدة الدرقية إذا كانت هنالك زيادة في إفرازها، والآلام الجسدية العامة خاصة التي يسببها مرض الروماتيزم، كذلك بالتأكيد وكما ذكرت أنت إذا كان يوجد هنالك انقطاع في النفس أو شخير، وهذا بالطبع ينتج عن اللحمية وتضخم اللوز وكذلك السمنة، هذه تقريباً الأسباب المهمة.

هنالك بعض الأشخاص لديهم بفطرتهم ضعف في النوم، ولكن أن يشعر الإنسان بتعب في الصباح فهذا بالطبع وضع غير طبيعي، والنوم حقيقة لا يقاس بطوله ولكن يقاس بمشاعرك حين تستيقظ من النوم، إذا رأيت أنك مستكف ونشط ومقبل على الحياة، وبدأت يومك بصورة صحيحة، فهذا دليل على أنك تنام نوماً طيباً ومعافى.

من أكبر أسباب اضطرابات النوم:

1- ضعف الصحة المنامية، وأنت الحمد لله متبع لتعاليمها.

2- العادات السيئة.

3- النوم النهاري، ونحن لا نرفض القيلولة الشرعية ولكن لابد أن تكون قصيرة، وللارتياح فقط.

4- تناول البيبسي والقهوة والشاي وكل محتويات الكافيين بصورة شرسة، هذا أيضاً يؤدي إلى الاضطراب.

5- عدم ممارسة الرياضة.
6- الإكثار من الطعام ليلاً.

7- عدم تثبيت وقت للذهاب إلى النوم.

8- عدم تهيئة المحيط الملائم، كالذين يضعون التلفزيون في غرف نومهم، والأنوار الساطعة والإزعاج، فهذا كله حقيقة يؤدي إلى اضطراب كبير في النوم.

9- وكذلك التدخين من أكبر أسباب اضطرابات النوم.

إذن، تحسين الصحة المنامية يعتبر هو الأساس حتى لو وجدت أسباب أخرى كالاكتئاب وخلافه، وهذه بالتأكيد يمكن أن تعالج.

بالنسبة للدباكين كرونو فهو حقيقة يمكن أن يحسن النوم، وهو لا يعتبر من الأدوية المنومة نوماً عميقاً، ولكنه دواء استرخائي ويحسن النوم للكثير من الناس، والجرعة المعقولة التي تحسن النوم بصورة واضحة هي 1000 مليجرام ليلاً.

بالنسبة للشق الآخر في سؤالك وهو أسباب انقطاع التنفس أثناء النوم، فحقيقة لم يتوصل العلم حتى الآن إلى معرفة الأمر بدقة، أي لم تعرف أسبابه، ولكن يعرف تماماً أن انقطاع التنفس والشخير هي في الأساس تنتج عن السمنة، فالسمنة تعتبر من أكبر الأسباب خاصة بعد مرحلة الطفولة، وكذلك ارتفاع ضغط الدم فهو يؤدي إلى انقطاع التنفس وكذلك الشخير.

بالنسبة للأطفال، فلا شك أن وجود التهابات اللوز المتكرر وتضخم اللحمية، وهذا قد يكون لدى الكبار أيضاً، ولكن بالطبع هو أكثر شيوعاً.

لا يوجد سبب هرموني، هنالك كثير مما أشيع عن اضطرابات الغدة النخامية وكذلك ما ذكر عن اضطرابات في مادة المليتونن والتي تفرزها غدة تعرف بغدة (بانيل)، فهذه الدراسات لم تصل إلى نتيجة قطعية أو حتمية.
بالنسبة لهرمونات الغدة الدرقية إذا كان هنالك زيادة في إفرازها، فيعرف ذلك أنه يؤدي إلى اضطراب في النوم.

لا توجد أسباب نفسية للشخير أبداً، ولكن يعتقد أن مرضى الاكتئاب النفسي المزمن في بعض الحالات ربما يكون عرضة للشخير؛ لأن هنالك نوعاً من الاكتئاب النفسي الذي يزيد فيه النوم عكس المعهود، فإن 5 إلى 10% من مرضى الاكتئاب خاصة في القطب الشمالي وفي الدول الاسكندانفية يزيد لديهم النوم، وكذلك تناول الأطعمة بشراهة أكثر، فهؤلاء ربما يكونون عرضة للشخير.

كما أكدنا لك أن السمنة هي بالطبع تعتبر من أسباب الشخير وانقطاع التنفس، ولكنك الحمد لله يعتبر وزنك جيد، لا أقول أن وزنك وزن طبي 100%، ولكن من المفترض أن يكون وزنك حاولي 78 أو 75 كيلوا، وكذلك من المؤكد أن 88 كيلوجرام لا تأتي في نطاق زيادة الوزن.

وبالنسبة لما تعانيه من زيادة في إفراز الغدة الدرقية فتعتبر 100 مليجرام من الثيروكسين هي جرعة جيدة جدّاً، ولكن المحك والمقاس الحقيقي هو أن تتابع مستوى هرومونات الغدة الدرقية، فهنالك من يحتاج إلى 150 مكيرجرام من الثيروكسين، وهنالك من يحتاج إلى أقل من ذلك.

بالنسبة للأدوية لا شك أن الزيروكسات لا يساعد كثيراً في النوم، ولكن الريمانون يعرف أنه دواء فعّال وممتاز، والذي أود أن أقترحه لك بالفعل هو أن توقف الزيروكسات بالتدريج، فلتخفضه إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم إلى ربع حبة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عنه تماماً، وارفع الريمانون إلى 45 مليجرام – حبة ونصف - في اليوم.

يوجد هنالك دواء في الصيدليات لا يحتاج لوصفة طبية يعرف باسم: (إسليب أشور Sleep assure) يمكنك أن تتناول منه حبة ليلاً، وفي نظري هذا المكون الدوائي من الريمانون وإسليب أشور سوف يساعد كثيراً.

لا أخفي عليك أن الريمانون قد يعاب عليه أن ربما قد يزيد في الوزن بدرجة بسيطة، ولذا يجب عليك التحكم فيما تتناوله من أطعمة، وعليك بممارسة الرياضة.

أما بالنسبة لموضوع ضعف الانتصاب فأرجو ألا تنشغل لذلك كثيراً؛ لأن إيقاف الزيروكسات سوف يساعدك كثيراً وسوف يتحسن الانتصاب لديك بدرجة واضحة إن شاء الله، كما أرجو ألا تراقب نفسك كثيراً من ناحية الأداء الجنسي، فهذا أمر ضروري جدّاً في موضوع المعاشرة الجنسية؛ فالخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل.

أرجو أن نكون قد قدمنا بعض الفائدة من خلال الإجابة السابقة، وعليك المثابرة وتحسين صحتك المنامية، وعليك أن تكون فعّالاً في حياتك اليومية في: وظيفتك، وفي تواصلك، وفي ممارستك للرياضة، وتناول الأدوية، وهذا كله سوف يفيد إن شاء الله.
وبالله التوفيق!
ملحوظة: للاطلاع على آداب النوم يمكنك الدخول على الرابط التالي: https://www.islamweb.net/ar/fatwa/

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً