الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بماذا ننصح من تعاني العنوسة؟

السؤال

السلام عليكم.

أخي الفاضل! أنا موظف في شركة خاصة، ولنا زميلة تعدت 35 سنة ولم تتزوج حتى الآن، ونفسيتها في غاية السوء، فكيف لي أن أساعدها؟ وهل هناك طريق إسلامي لمساعدة هذه الفتاة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن رضا الإنسان بقضاء الله وقدره مدخل إلى سعادته، كما أن إدراك الإنسان لما أولاه الله من النعم سبب لشكرها الذي يجلب المزيد ويحفظ له ما أعطاه إياه العزيز الحميد، وكلنا يا إخواني صاحب نعمة فهل شكرنا للإله النعمة؟ ومرحباً بكم جميعاً في موقعكم بين الآباء والإخوان، ونسأل الله أن يسعد زميلتكم وسائر الإخوان.

وأرجو أن يدرك الجميع أن نعم الله مقسمة وأن لكل أجل كتاب، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده سبحانه، وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.

ولست أدري لماذا لم يتقدم أحدكم للزواج منها ليجبر كسرها ويخفف ما بها، علماً بأن كل امرأة تأتي برزقها، ولن ينال أحد إلا ما كتب له، ولا يخفى على أمثالك أن السعادة ليست في المال ولا في الزواج ولا في الأولاد ولا في الذهب ولا في الملك ولكن السعادة في الإيمان وطاعة الرحمن وذكر الواحد الديان، فمن وجد بعد ذلك شيئاً فذلك خير إلى خير، وقد بحث عنها الناس في السلطان وخاضوا لأجلها في الماء وطاروا لأجلها في الفضاء ونالها مؤمن موحد يسجد لربه ويرضى بقضائه وقدره (آمن في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه)، ولابد أن تدرك هذه الأخت أن نعم الله مقسمة، فهذه أعطيت روحاً وحرمت العافية، وهذه رزقها الله مالاً ووظيفة وتأخر أمر زوجها، وتلك رزقت بالزوج لكنها حرمت الولد، والسعيدة هي التي تعرف نعم الله التي تتقلب فيها لتؤدي شكرها، ولن تستطيع أن تفعل ذلك إلا إذا نظرت إلى من هو أسفل منها في أمور الدنيا.
كما وجهنا رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: (انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم كي لا تزدروا نعمة الله عليكم)، أما في أمر الدين فإننا ننظر إلى من هم فوقنا لنتأسى بهم، والإنسان لا يدري أين يكون الخير، والسعيد العاقل من جعل سعادته ورضاه في مواقع الأقدار، ونسأل الله أن يسهل أمرها وأن يقدر لها ولكم الخير.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً