الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلتي تضرب رأسها بأي شيء تجده، فهل هذا الأمر طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة ولي ابنة عمرها سنة وثلاثة أشهر، ولكن فيها شيء لا أعرف ما هو، فهي تخبط رأسها بأي شيء تجده أمامها سواء حائط أو باب خزانة، على الرغم من أنها حتى الآن لا تمشي، ولا أدري ما هذا الشي؟! هل هذه عصبية فيها أم ماذا؟!

علماً أنني أنهرها عن فعل هذا الشيء وأضربها في أحيان كثيرة، ولكن تعود وتفعله، وهي ابنتي الأولى وأنا حامل، ولكنها تخبط رأسها من قبل أن أحمل، وبدأ هذا الشيء قبل عدة أشهر، فهل هذا شيء طبيعي؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جومانه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمثل هذه السلوكيات نشاهدها في بعض الحالات لدى بعض الأطفال الطبيعيين من ناحية المقدرات المعرفية ومن ناحية الذكاء وكذلك التطور الحركي لديهم، ولكن أيضاً نشاهدها في بعض الأحيان عند بعض الأطفال الذين ربما لديهم نوع من التأخر في المقدرات المعرفية وربما درجة أقل من الذكاء إذا قارناهم بأقرانهم في نفس عمرهم.

أرجو أن لا تأخذي هذا الكلام بانزعاج فهذه مجرد حقائق وددت أن أطلعك عليها، وهذا الذي يحدث من هذه الابنة – حفظها الله – من سلوكيات وهو ضرب رأسها على الخزانة يأتي تحت ما يعرف بالحالات الطقوسية العصابية لدى الأطفال، فهذه الطقوس التي تتميز بنمط متكرر يقوم به الطفل تكون مرحلة تطورية في حياة الطفل تختفي تلقائيّاً، وهناك أطفال لديهم نوع من مسلك الطقوسي الآخر؛ فتجد الطفل لا ينام إلا بعد أن يضع لعبته في حضنه، أو طفل لا ينام إلا بوضع أصبعه في فمه... وهكذا، فهذه الطقوس نوع من السلوكيات لدى الأطفال.

ونصيحتي لك هي أن تحببي الطفل لأشياء أخرى، فحين تبدأ الضرب على رأسها فحاولي أن تلفتي نظرها وخذيها واحضنيها وقبليها بدل أن تضربيها، فالضرب ليس صحيحا أبداً في هذا السن لأنه يضعف من شخصية الطفل ويولد لديه المخاوف، ولا يعتبر الضرب أمراً مرغوبا فيه لأن الطفل لا يستوعبه كعقوبة أو تنبيه للخطأ، إنما يتقبله أو يستدركه الطفل بمفاهيم سلبية جدّاً قائمة على الرعب وضعف الشخصية، فأرجو أن لا تقومي بذلك مطلقاً، فالمبدأ الأساسي هو أن تلفتي نظر الطفلة لشيء آخر حين تقوم بإجراء هذا المسلك الغير مرغوب فيه.

وحقيقة لابد بالتأكيد أن تراقب الطفلة فيما يخص التطورات الأخرى خاصة مستواها في الكلام وكم هو مخزونها اللغوي في الوقت الحاضر، فهذا أمر ضروري جدّاً، هل هي مشابهة لأقرانها أم لا في هذا الأمر.

والمشي ليس أمراً مزعجاً لأنه أيضاً يعتمد على الجينات، فهناك أطفال يعرف عنهم أنهم ربما يبدؤوا الزحف أو المشي في سن متأخرة وهذا يجري في بعض الأسر، وكذلك التطور اللغوي ولكنه يعتبر أيضاً مقياس ضروري، فأرجو أن تنتبهي لذلك.

ولا مانع أن تعرضي الطفلة على أخصائي لطب الأطفال وتسأليه بصورة واضحة أنك تودين أن تتأكدي أن الطفلة لا تعاني من أي نوع من التخلف أو التأخر في مقدراتها المعرفية أو في تطورها الجسدي، فهذا أعتقد أنه سوف يكون وسيلة طيبة لأن تطمئني أكثر.

وبالطبع أنت الآن حامل ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية وأن يرزقك الذرية الطيبة الصالحة، وهذه نعمة عظيمة أرجو أن تفكري فيها بصورة إيجابية، ولا أعتقد أن تصرف طفلتك له علاقة بالحمل، وكل الذي أقوله لك أن هذا الأمر هو ربما يكون نوع من التطور الطبيعي في حياة الطفلة، والجانب الآخر والذي هو في رأيي أقل احتمالاً هو ربما يكون ذلك ناتج عن نوع من التأخر البسيط في التطور المعرفي والجسدي للطفلة، وكما ذكرت تطبيق الإرشادات السابقة سوف يكون مفيدا وكذلك عرضها على أخصائي طب الأطفال سوف يكون باعثا على الطمأنينة لك بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً