الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج الشرعي للتخلص من آثار الغضب والعصبية

السؤال

السلام عليكم.

في بعض الأوقات أحس بعصبية، وعندما أسمع القرآن أو أقرؤه فإنه يهدئني نوعاً ما، فماذا أفعل في تلك الحالات؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن في القرآن شفاء ورحمة وهدى، وما جالس أحد هذا الكتاب إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى، ونقصان من عمى وجهالة وضلالة، ولا عجب فإن هذا القرآن يقول عنه مالك الأكوان: (( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ))[الحشر:21]، فهذا أثر القرآن على الصخر فكيف بالإنسان.

وقد ثبت عند الكافرين وعند المسلمين أثر القرآن، فكان كفار قريش يقولون: (( لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ ))[فصلت:26]، وقد أقيمت تجارب في بلاد غربية على مرضى فظهرت عليهم علامات التحسن والهدوء، وأقيمت دراسة في عاصمة عربية على سبعين من الحوامل فظهر آثار القرآن على الجنين وهو في بطن أمه، فعليك بالقرآن ودر معه حيث دار، واحرص على تلاوته وتديره والعمل به والاحتكام إليه والاستشفاء به.

وإذا شعرت بالضيق فتعوذ بالله من الشيطان، فإن هذا العدو همه: (( لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ))[المجادلة:10]، واعلم أن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ))[الحجر:97]، ثم أعطاه العلاج فقال سبحانه: (( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ))[الحجر:98-99].

وإذا شعرت بضيق وحزن لم تعرف له سبب فاعلم أن ذلك هو الغم والاكتئاب الذي هو داء العصر، فاهرع إلى دعوة نبي الله ذا النون الواردة في قوله تعالى: (( لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ))[الأنبياء:87]، فكانت النتيجة (( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ))[الأنبياء:88]، فهي ليست له خاصة ولكنها لأهل الإيمان في كل زمان ومكان.

وأرجو أن تجتهد في معرفة أسباب ما يحصل لك، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، ولعل من المفيد مشاورة طبيب موثوق، فربما كان السبب مرضياً، واحرص على تفادي المواقف التي تجلب لك التوتر، وعود نفسك الرضا بالقضاء والقدر، واعلم أن الدنيا هي دار الأكدار، وأنها متى ما أضحكت يوماً أبكت في الغد، وأن الله سبحانه لم يخترها لأوليائه، ولا راحة لمؤمن إلا عند أول قدم يضعها في الجنة.

ونحن ننصحك بما يلي:

1- كثرة اللجوء إلى الله.

2- تجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد.

3- الإكثار من ذكر الله وتلاوة كتابه.

4- المواظبة على صلاة الجماعة وشغل النفس بالمفيد.

5- البعد عن كل ما يغضبك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله مع ضرورة الإحسان، فإن الله سبحانه (( مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ))[النحل:128]، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يلهمك الرشاد والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً