الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توهم الإصابة بالأمراض الخبيثة وكيفية التخلص منه

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الوسواس الدائم من المرض، وأتوهم أنني مصاب بالأمراض الخبيثة وأنني لن أعيش إلى اليوم التالي، رغم تأكيد الأطباء على عدم وجود ما يدعو للخوف من شيء، وإذا سمعت أن أحداً توفاه الله في البلدة فإنني أشعر أنني سأكون التالي.

مع العلم أنني أحافظ على الصلوات في المسجد وغير مدخن ومتزوج، كما أني أشعر أنني محبوب من أهل البلدة، ويعاملونني بكل احترام، وكذلك زملائي في العمل، وهناك خلافات عائلية مع اثنين من إخواني، وقد فعلت المستحيل لحلها ولكن لا حياة لمن تنادي، فهم يتهمونني بأني استوليت على ما كان مع أبي في حياته وضحكت عليهم في الميراث بعد وفاته، علماً أنه تم تقسيم الميراث حسب إرادتهم وبحضور شهود، فما الحل؟

وأشعر أن نفسيتي أثرت علي وبدأت أشعر بأوجاع عضوية، وقد أكد الأطباء أن أسبابها قد تكون نفسية، فما الحل بخصوص الوسواس؟ وهل تنصحوني بتغيير مكان سكني؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالمخاوف المرضية كثيراً ما تكون ناتجة من وساوس، كما أن هناك صلة قوية جداً بين الاكتئاب النفسي والمخاوف المرضية، ويتضح أنك حساس جداً للدرجة التي جعلتك تضخم وتجسم المصاعب التي نشأت بينك وبين إخوتك.

وسيكون من المفيد لك اتباع الآتي:

1) لا تشعر بالذنب مطلقاً حيال موقف إخوتك منك ما دمت على حق، وبالطبع سيكون من الأفضل أن تصر على التواصل والتراحم معهم فهذا سوف يعطيك الشعور بالإشباع النفسي والطمأنينة الداخلية، ولا بأس إذا طلبت من بعض أقاربك التدخل في هذا الأمر لإصلاح ذات البين.

2) بالنسبة للمخاوف المرضية عليك أن تحقر الفكرة، وحين تأتيك فكرة الأمراض تذكر أن الصحة والعافية أيضاً موجودة، واسأل الله تعالى أن يهب لك كمال الصحة والعافية.

3) يعتبر الدعاء من الموقيات والمطمئنات الفعالة جداً حيال المخاوف المرضية، ومن الأدعية المأثورة: (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجذام والجنون وسيء الأسقام)، فعليك بهذا الدعاء وبقية الأدعية المأثورة، وفي نظري أن سيء الأسقام قد كثر في هذه الأيام وأن هذا الدعاء يرد ذلك إن شاء الله.

4) أرجو أن لا تقرأ كثيراً عن الأمراض، فكثير مما يرد في بعض أجهزة الأعلام ليس دقيقا.

5) عليك أن تطور من صلتك الاجتماعية، وأن تمارس الرياضة، فكل هذا يفيد بإذن الله تعالى.

6) سأصف لك أحد الأدوية التي تفيد كثيراً في المخاوف المرضية والتوتر والحساسية بصفة عامة، وه0ذا الدواء يعرف باسم (دوجماتيل)، فأرجو تناوله بجرعة 50 ملغم صباحاً ومساء لمدة أربعة أشهر، وسوف تجد فيه إن شاء الله فائدة كبيرة، وأما إن كنت تحس بنوع من المزاج الاكتئابي فيمكن أن تتناول معه دواء آخر يعرف باسم (بروزاك) بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً