الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظرة شرعية في مرض الألزهايمر وعلاقته بهشاشة العظام من الناحية الطبية

السؤال

أشكر كل من سيساهم في الإجابة من طبيب عصبية أو نفسية أو مستشار شرعي.

مريضةٌ في السادسة والثمانين من العمر، تنسى الأحداث القريبة وقد لا تتجاوز ذاكرتها مدى دقائق عديدة، ولا تتذكر اليوم والتاريخ والسنة، ولا تميز أوقات الصلوات، ولا تدري بأي بلد هي، كما وأنها لا تعرف فوق من تحت في العمارة، حتى ولو أخبرت بذلك، وتتوهم أن بعض أبنائها هو زوجها، وتتوهم أن ظلها في المرآة هي جارتها التي تريد زيارتها والتي تستطيع تقليدها في كل شيء حتى في لبسها، وهي تُعاني من ترقق عظام شديد، وفقدت 40 كغ خلال السنوات العشر الأخيرة، وتُعاني من عدم استمساك البول والبراز .

وهي مع ذلك كله جيدة المحاكمة وفصيحة وتجيد الردود لكل عبارة اجتماعية، وتحفظ آيات كثيرة وترددها، وتحفظ سورة يس وسورة الكهف بشكل شبه كامل.

والسؤال من فقرات:

1- هل هذا مرض الزهايمر؟

2- كيف يصنف هذا المرض؟ وما هي درجاته من ناحية الشدة؟

3- متى يسقط التكليف الشرعي من صلاة وصيام عن مريض الزهايمر، خاصةً وأنه يبدأ خلسة ويتطور بالتدريج؟ فما هي الحدود الفاصلة بين المريض المكلف والمريض غير المكلف؟

4- وهل يجوز أن ندفع زكاة مالها من مالها دون إذنها مع أنها نسيت أن لها مال؟

5- وما هي علاقته بكلٍ من سوء الامتصاص وترقق العظام والوراثة؟

وأكرر شكري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبدايةً فإن هذا السؤال الكريم يدل بحمد الله عز وجل على حسن الرعاية الكريمة التي تقوم بها لقريبتكم المذكورة، وهذا يا أخي داخل دخولاً أصلياً في قول الله جل وعلا: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ))[المائدة:2]^، بل هذا من صلة الرحم التي جعلها الله جل وعلا من أعظم القربات ومن أعظم الطاعات، فأنت تبر هذه المريضة التي هي من أقربائك بحسن رعايتها وحسن الاهتمام، مع السؤال عمَّا يقيم شأنها في دينها ودنياها، وفي جميع الأحوال أنت بإذن الله مأجور سواء كانت هذه القريبة والدة مثلاً أو خالة أو عمة أو قريبة من القريبات بل وحتى إن كانت مسلمة من المسلمات، فإن هذا هو شأن المؤمن، فقد قال صلوات الله وسلامه عليه: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وشبك بين أصابعه) متفق عليه.

وأما عن سؤالك الكريم الذي جعلته في فقرات؛ فإننا نبتدئ بسؤالك الثاني لأنه يوضح لك الجواب عن السؤال الأول، فأصل هذا المرض الذي أشرت إليه وهو الزهايمر هو مرض كبر السنِّ، فهو المرض الذي يُعرف شرعاً بمرض الكبر ومرض الخرف، وسماها ربنا جل وعلا بأرذل العمر، وأيضاً فمن أسمائه (الهَرَم) فكل هذه من أسمائه، وكلها مما تدل على هذا المرض، وإنما سمي هذا الاسم (الزهايمر) نسبة إلى العالِم الألماني الذي اكتشف أعراضه، وهذه هي العبارة الدقيقة، فإن هذا المرض معروف منذ القدم، وجميع الأمم مؤمنها وكافرها تعرف هذا المرض من جهة الوقوع ومن جهة البحث عن دوائه أيضاً، فهو مرض معروف عند الخاصة والعامة، وإنما نسب إلى هذا الطبيب (زهايمر)؛ لأنه هو الذي اكتشف أعراضه الظاهرة على الجهاز العصبي، أي أنه اكتشف الأعراض التي تظهر على المخ من جهة تلف الخلايا التي تموت والتي تتركز أصلاً في المنطقة التي تظهر على الجهاز العصبي (المخ) من جهة التكتل والرقع وتغير الشكل الذي يظهر على المخ، فلذلك نسب إليه.

وأما وجوده وثبوته، فهذا ثابتٌ في كتاب الله جل وعلا وفي سنة رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه – المستفيضة بذلك، فمن ذلك قول الله جل وعلا: ((وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ))[الحج:5]^.
وقوله تعالى: (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ))[النحل:70]^ وقد ظن كثيرٌ من الناس أن هذا المرض لم يكن يعرف على أنه مرض إلا باكتشاف هذا العالم الألماني له، وفي هذا نظر! بل هذا خطأ بيِّن، فإن النبي صلوات الله وسلامه عليه قد سمَّاه داءً ونصَّ على أنه من الأمراض، فأخرج أبو داود في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تداووا فإن الله تعالى لن يضع داءً إلا ووضع له دواءً غير داء واحد: الهرم) والحديث أخرجه الترمذي في سننه، وهو حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فصرح صلوات الله وسلامه عليه بأنه داء، وصرح أيضاً بأن لا دواء له، فهذا بيانٌ صريحٌ في أنه داء من الأدواء، ومن المعلوم أن لكل داءٍ أعراضاً تظهر عليه، وهذه الأعراض قد تكون أعراضاً ظاهرية وقد تكون أعراضاً باطنية تتعلق بالحجاز العصبي – كما أشرنا – وقد تكون كذلك أعراضاً نفسية كما سيأتي إيضاح ذلك في باقي الكلام.

فثبت بهذا أن هذا المرض معروف شرعاً، ومعروف لغة، وقد نصَّ عليه ربنا جل وعلا في كتابه العزيز ونص عليه نبينا صلوات الله وسلامه عليه بأوضح عبارة.

وأما عن تصنيف هذا المرض؛ فإنه يصنف من الأمراض العقلية، فهو ليس من الأمراض العصابية، فهو مرض عقلي يتعلق بالجهاز العصبي (المخ) وليس من الأمراض العصابية، فهذا من جهة التصنيف، ومع هذا فإن مرض الخرف (الزهايمر) له متعلق وثيق من الناحية النفسية، فهو لا يكون عادة موجوداً إلا وله ارتباط بالناحية العصابية، فالأصل فيه أنه مرض عقلي (ذهان)، وهو أيضاً له تعلق وثيق بالأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب والوساوس المطبقة وغير ذلك مما يُصاحب هذا عادةً لاسيما في درجاته الحادة التي تكون هي الخرف المطبق.

وأما عن شدة هذا المرض ودرجاته، فهذا له مقاييس طبية تحليلية وله كذلك فحوص تتعلق بالجهاز العصبي، وله كذلك فحوص تتعلق بالجانب النفسي تُقاس بها درجة المرض وحدته، ويمكن رد ذلك عموماً إلى درجاتٍ عامة بحيث تكون الدرجة الخفيفة والدرجة الوسطى والدرجة الشديدة المطبقة، فالدرجة الخفيفة هي التي يظهر فيها بعض الأعراض بمثل هذا المرض، وذلك ما يتعلق مثلاً بحصول قدر من النسيان وحصول كذلك اضطراب في الكلام أو صعوبة الرد في بعض الأحيان، أو صعوبة انتقاء الكلمات المناسبة، أو حصول شيء من التيه في الذهن مع ظهور شيء من الانفعالات التي لم تكن موجودة، مما يدل على تغير قد طرأ على الشخصية كحدوث الانفعال السريع والغضب أو الضحك أحياناً بدون موجب وبدون سبب ظاهر، فهذا يظهر في البداية ولكن تختلف حدته من شخص إلى آخر.

وهنالك المرحلة الوسطى التي يمكن أن يكون فيها المريض ناسياً للأمور التي حدثت عن قرب، فمثلاً قد تصل به الدرجة أن يكلمه الإنسان ثم يطلب منه إعادة الكلام مع أنه كلمه منذ لحظات أو لحظة يسيرة، وقد يسأل السؤال ويكرره عدة مرات ويطلب تكرار الإجابة، وكذلك قد ينسى الأيام والمواعيد، وينسى كذلك بصورةٍ ظاهرة أصحابه المقربين، وينسى كذلك الأماكن التي كان يعرفها ويعاهدها، وربما خرج إلى المرحلة الثالثة وهي أن تكون حالته مطبقة، وهي الحالة التي أشرت إليها وهو أن يصبح لا يميز بين الابن والغريب وبين الزوج وبين الأخ، وربما وصل إلى مرحلة الإطباق التام، وهو أن يصبح لا يدرك شيئاً في هذه الحياة، حتى أنه لا يحسن استخدام الأشياء ولا يحسن قضاء حاجته لوحده، ولا يعرف استخدام الأمور التي يمكن استخدامها بسهولة، ومن هذا كيفية تناول الطعام، بل إن بعضهم يحتاج إلى أن يوضع الطعام في يده وربما أن يرفع إلى فمه، وربما خرج إلى نسيان نفسه وعدم معرفة اسمه واسم أهله وأقربائه وأصبح كالذي يعيش حياته فاقداً للإدراك تماماً، وهذه هي الحالة المطبقة الشديدة.

إذا ثبت هذا فقد ظهر لك جواب السؤال الذي تفضلت به وهو: هل تنطبق هذه الأعراض التي ذكرتها عن قريبتك على مرض الزهايمر؟ والجواب وبكل وضوح: نعم؛ لأن هذا الذي أصابها هو مرض الخرف والكبر الذي سمَّاه ربنا جل وعلا بأرذل العمر، أي نصَّ جل وعلا على أن الإنسان قد يصل إلى مرحلة الإطباق فيه فقال تعالى: ((لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا))، فصرح أنه قد يصل إلى مرحلة الإطباق الكامل فلا يعلم شيئاً، لا يعلم مصالح دينه ولا دنياه ولا يعرف ربما نفسه، وهذا هو الذي يرادف الجنون من جهة المعنى، وإن كان هنالك اختلاف في التصنيف بين الزهايمر والجنون من جهة التصنيف العلمي.

إذا عُلم هذا، فإن التكليف الشرعي يسقط عن قريبتك المذكورة وفق الوصف الذي قد أشرت إليه، فإنها الآن قد سقط عنها التكليف؛ لأنها في حكم المجنون شرعاً من الناحية الشرعية..نعم قد يكون لها إدراك في بعض الأمور فليس من شرط هذا المرض - مرض الخرف – أن يفقد الإنسان جميع قدراته العقلية، ولكن قد يبقى له بعض التمييز وبعض الإدراك كما أشرت، وربما بقي له بعض التذكر للحوادث القديمة، فإن الغالب في هذا المرض أن ينسى الأحداث الجديدة الحديثة ويبقى ذاكراً لأحداثه القديمة، والغالب أنه لا ينسى الأحداث القديمة كأسماء الأماكن التي عاش فيها، وكذلك من يتعلق بهم من أسرته، فهذا كله لا ينساه إلا في المراحل النهائية لهذا المرض.

والمقصود أن قريبتك المذكورة قد سقط عنها التكليف، ولا تكلف بالواجبات الشرعية وإن تركت الصلاة مثلاً فلا شيء عليها ولا إثم عليها، فإنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق، وعن الصبي حتى يحتلم). وكما أشرنا فإن إدراكها اليسير لا يجعلها في حكم المكلفة شرعاً، فإنه ليس من شرط ذهاب العقل أن يكون ذهابه كاملاً بل قد يكون الإنسان فاقداً لكثير من قدراته العقلية التي تسقط عنه التكليف مع وجود بعض القدرات الأخرى، فإن القدرات العقلية لها تنوع واختلاف كما هو معلوم.

وأما عن معرفة الحد الفاصل في ذلك، فهذا يظهر بالتقسيم الذي أشرنا إليه من جهة ويظهر أيضاً في إدراك المريض؛ فإن المريض إذا وصل إلى مرحلة لا يُدرك معنى الأمر الشرعي ولا يدرك من هو زوجه ومن هو ابنه ومن هو أخوه؛ فهذا حكمه حكم المجنون الذي قد فقد عقله فلا يكلفه الله جل وعلا إلا ما يطيق، كما هو مؤصل في هذه الشريعة الكاملة.

وأما عن دفع زكاة قريبتك المذكورة؛ فجمهور الفقهاء على أن وليَّها يخرج الزكاة من مالها، وهذا الذي نصَّ عليه جمهور الأئمة – عليهم جميعاً رحمة الله تعالى – فعلى وليِّها أن يخرج زكاة مالها ولو لم تكن مدركة لهذا المعنى، ومما ينفعكم العلم به أنه لا يجوز لكم أن تتصرفوا في أموالها بالصدقات وبالعطايا والهبات وغير ذلك، بل يحفظ لها مالها ولا يتصرف فيه إلا في الأمور الواجبة شرعاً، ولا مانع من أن تضحوا عنها من مالها إن أردتم ذلك، فإن هذا من نفعها العاجل، ولكن لا يدخل في ذلك الصدقات والهبات والعطايا من مالها، بل يحفظ مالها، وإن أمكن تنميته لها فهذا حسن مطلوب.

وأما عن سؤالك المتعلق بالناحية الطبية وهو سوء امتصاص ورقة العظام والناحية الوراثية فهذا شأن المختصين فيحال إليهم، وقد أحلنا سؤالك إلى الطبيب المختص ليرد مشكوراً على هذا الجانب، وهنالك أيضاً وصايا تتعلق في كيفية معاملة المريض في حال كبره، وهذا إن أردته يمكن الحصول عليه في جواب مستقل، ونسأل الله عز وجل لكم التوفيق والسداد، وأن يتقبل منكم، وأن يجعلكم من عباده الصالحين.

ش/ أحمد مجيد الهنداوي
========================

ولإكمال الإجابة حول هشاشة العظام، تم تحويل السؤال إلى الدكتور محمد حموده، وأفاد بالتالي:

إن مرض " الزهايمر" يُصيب الإنسان في السن المتقدمة، ويبدأ من 60 إلى 70 عاماً، وأحياناً يصيب بعض الأشخاص في سن مبكرة عن ذلك .

وتظهر أعراض الزهايمر بتدهور في الذاكرة القريبة المباشرة وليست الذاكرة البعيدة، فالمريض يصاب بالنسيان بسرعة عندما يتم مقاطعته أو تشتيته في أشياء أخرى فيحدث خلل في المواضيع القريبة ولا يحدث نسيان للمواضيع البعيدة، فتجد أناساً يتذكرون ما حدث لهم من 50 عاماً ماضية.

ومع تطور الحالة يُصاب المريض بفقدان التمييز وعدم معرفة الأماكن، وزيادة الوساوس، والهلوسة كما هو الحال عند هذه الوالدة.

من ناحية سوء التغذية فإنه يؤثر على المخ وينعكس سلباً على أدائه الوظيفي؛ فالمخ يعمل أثناء اليقظة وأثناء النوم، ويستهلك طاقة الجسم رغم قلة وزنه، وتتركز مغذيات المخ التي تُساعد على صفاء الذهن وحسن التركيز والتذكر الجيد في الأحماض الدهنية غير المشبعة (أوميجا 3) وتوجد في بعض الزيوت والأسماك التي تحافظ على سلامة الأعصاب، والمكسرات أيضاً، والأحماض البروتينية (تيروزين) وهي تُساعد على التركيز أثناء التوتر النفسي، وتتوافر في الفول السوداني واللوز، وفيتامين (ب المركب) وبه مادة (كولين) وهي مادة موصلة للإشارات العصبية ومهمة جداً في عملية التذكرة.

أما من ناحية الشدة عند هذه الوالدة، فهي درجة متوسطة.

أما علاقته بالهشاسة أو سوء الامتصاص، فإن الزهايمر غير معروف السبب، إلا أنه كما ذكرت فإن سوء التغذية قد يزيد من أعراض الزهايمر.

أما الهشاشة، ففي سن المريض إن كان أكثر من 70%، يكون مصاباً بهشاشة العظام، ولحد علمي ليس هناك علاقة مباشرة بين الاثنين إلا أن ما يجمع الاثنين هو السن، ففي مثل هذا السن يزداد حصول الزهايمر، ويزداد احتمال حصول هشاشة العظام، ومن ناحية أخرى، فإن قلة الحركة التي قد تُصيب المرضى المصابين بالازهايمر تزيد من احتمال حصول الهشاشة.

نسأل الله أن يشفي هذه الوالدة.
والله الموفق.

د. محمد حمودة. وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قطر noor qatar

    الله يشفيها ويعافيها ويجعل مرضها هذا تطهير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً