الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنصحوني بأخذ أطفالي معي إلى الحج؟

السؤال

رزقني الله بطفلين أحبهما كثيراً، وأهتم بصحتهما النفسية، وقررننا الحج هذا العام بإذن الله، فهل أتركهما أم آخذهما معي؟ علماً بأن الكبير عمره سنتان وثلاثة أشهر، والصغير لم يكمل العام، وما زال يرضع من أمه، وأيضاً أنا في حيرة إن أخذت الصغير أخشى على الكبير أن يتأثر نفسياً، وأخشى إن أخذتهما أن يمرضا أو يضيعا أو يتيها لكثرة حركتهما.

أشيروا علي جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ لؤي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن ييسر أمرك وأن يجعل لك ولأولادك مخرجاً، وأن يحفظكم وأولادكم بما يحفظ عباده الصالحين، ويجعل حجكم مقبولاً إن شاء الله.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فنظراً لصغر سن ولديك أقترح تركهما هنا بالدوحة إذا كان هناك من يتولى رعايتهما والاهتمام بهما، على أن تجتهدوا في أن تكونوا من أواخر من يسافر وأوائل من يعود، حتى لا تطول عليهما مدة غيابكم عنهما؛ لأنهما وبلا شك سوف يفتقدانكم حقيقة حتى وإن كنا نظن أن إدراكهما محدود خلال هذه الفترة؛ فهما يتأثران أكثر من غيرهما بغياب والدتهما، ويؤثر ذلك سلباً على نفسياتهما، خاصة إذا كان من سيقيمان عنده لا يعوضهما عنكم بالقدر الكافي من وجهة نظرهما على الأقل؛ لذا أقترح تركهما هنا بالشروط التي ذكرتها، خاصة أن الجو سيكون بارداً هذا العام خاصة في الليل مما قد يسبب لهما بعض الوعكات الصحية، فوجودهما هنا أفضل لهما في جميع الأحوال وأقل ضرراً بشرط أن يكون البديل مناسباً، وكان الله في عونك أنت وأمهما؛ لأن شغلكم بهما سيكون أعظم من فقدهما لكم، ولكن لعل هذا هو الوقت الأنسب لأداء هذه الشعيرة المباركة، فاتركهما وتوكلوا على الله، واجتهدوا في الدعاء أن يحفظهما الله في فترة غيابكم عنهما وأن يربط على قلوبهما، وأن يجنبهما كل مكروه وسوء.

وأعلم - أخي - أن الله لا يضيع أهله، فتوكل على الله وسر على بركة الله، وأعلم أن الله سيحفظهما لأنكم ما خرجتم إلا له وما تركتموهما إلا لأجله.

مع تمنياتنا لكم بحج مبرور وسعي مشكور وعود حميد.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً