الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض القلق النفسي من ارتفاع الكوليسترول

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: بارك الله فيكم على هذه الاستشارات، وجزاكم الله خيراً.

أريد أن أقول كنت أعالج من ارتفاع الكولسترول الذي أدى بدوره لارتفاع ضغط الدم مع أن عمري 26 سنة، لكني حتى الآن أشعر بدوار أغلبية اليوم وضغط خفيف على الفكين، وأحس كأن روحي تسحب مني أو إحساس بالموت.

طبيب الباطنية يقول أني على ما يرام ولا أعاني من مرض عضوي، إلا أن هذه الأعراض بدأت تعيقني، وكانت لي استشارة سابقة في أثر هذه الأعراض في صلاة الجماعة، فهل معناه أعاني من مرض عصبي؟

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله ما دام الطبيب الباطني قام بطمأنتك فيما يخص الكولسترول وارتفاع ضغط الدم وأنك على ما يرام، فهذا شيء مبشر، وعليك بالطبع بالمتابعة، هذه الأمراض قد كثرت في زماننا هذا، والكولسترول بالطبع يمكن التحكم فيه بتنظيم الطعام وممارسة الرياضة، وإذا كانت بالارتفاع الشديد فلابد من تناول الأدوية المضادة للكولسترول، وبالطبع الطبيب الباطني يمكن أن يوجهك لما فيه الخير في هذا السياق.

الأعراض الأخرى، الشعور بالدوار، والضغط الخفيف على الفكين، وكذلك شعورك بالضيق والإحساس بقرب الموت، هذه أعراض قلقية من أعراض القلق النفسي، وربما تكون أيضاً بما يعرف بنوبات الهرع أو الهلع البسيط، هذه النوبات هي التي تؤدي إلى الشعور بقرب المنيةِ، وهي حقيقة تسبب الكثير من الإزعاج للناس، ولكنها إن شاء الله ليست خطيرة أبداً، ويمكن علاجها.

أنت بالطبع لديك كما تفضلت نوع من المخاوف الاجتماعية أيضاً فيما يخص صلاة الجماعة، وهذه الحالات أخي وهذه المسميات أرجو أن لا تنزعج لها؛ لأنها كلها تأتي تحت الاضطرابات الوجدانية البسيطة.

نصيحتي لك أخي الكريم هي أن تحاول دائماً الاسترخاء، أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، أن تنظم وقتك بصورة طيبة، وأن تمارس الرياضة بصورةٍ متواصلة، هذا إن شاء الله سوف يساعدك كثيراً، وفي رأيي أيضاً أنك سوف تستفيد كثيراً من أحد الأدوية المضادة للقلق من هذا النوع والدواء الطيب والمفضل هو العقار الذي يعرف باسم سبراليكس، وأنت حقيقة لا تحتاج إلى جرعة كبيرة من هذا العلاج ابدأ بجرعة خمسة مليجرام، توجد حبة من فئة 10 مليجرام أرجو أن تقسمها إلى نصفين، وتناول خمسة مليجرام فقط ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى 10 مليجرام واستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام ليلاً لمدة عشرة أيام أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

عليك أخي بالطبع بالمواجهة لكل ما تحس أنك تأتيك فيه مشاعر الخوف، خاصةً في صلاة الجماعة وفي التجمعات، عليك أن تقتحم هذه المخاوف ولا تتردد مطلقاً، وبالطبع الإصرار على المواجهة سوف يتأتى بثمار إيجابية جداً وسوف ينتهي القلق وسوف تحس أنك الحمد لله قد تحسنت، وزالت كل مصادر التوتر والضغط على الفكين، وكذلك الدوار الذي تحس به وكل المشاعر السلبية النفسية الأخرى.

أسأل الله لك العافية وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً