الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة تحصيل العلم الشرعي والإلمام بوسائل الدعوة لمن أراد أن يكون داعية إلى الله

السؤال

هل واجب على الداعية والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون عالماً؟ وإذا كان واجباً فما حكمة قوله صلى الله عليه وسلم:(بلّغوا عني ولو آية)؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجعلك من الدعاة المخلصين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وكما لا يخفى عليك أن الدعوة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة من العبادات، وأي عبادة للقيام بها وحتى تكون مقبولة لابد وأن تقوم على أساس من العلم الشرعي من حيث معرفة أركانها وواجباتها، وسماتها، ومبطلاتها، شأنها شأن الوضوء والصلاة والصيام وغير ذلك، وبما أن الدعوة والأمر بالمعروف عبادة كما ذكرت، فلا تصح ولا تجوز بغير علم، خاصة وأنها هي وجهة الإسلام، وسبل نشره الأولى، فلابد من علم بحال الداعية، وما يتناسب معه من الكلام، وأي الأوقات تصلح لعرض الدعوة عليه، وهل الأفضل معه الترغيب أو الترهيب، وكذلك لا بد من معرفة الأهم، فالمهم من تسلسل وترتيب الأحكام حتى لا أضيع وقتي ووقت الناس في بعض السنن في حين أنهم يقعون في شركيات أو كبائر موبقات.

فلابد للدعوة إذن من هذا العلم الضروري الذي لا نصح ولا نصلح إلا به، خاصة علم فقه الدعوة، ثم مادة الدعوة نفسها، وهي عبارة عن الشيء الذي سوف تدعو إليه، فأنت سوف تستدل بآيات، فلا أن أقل من أن تكون محفوظة، وكذلك الأحاديث التي سوف تستدل بها، وكذلك في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد أن يكون عالماً بفقه الأمر بالمعروف والنهي من المنكر ومراتبه وتدرجاته وأحواله وأوقاته، وغير ذلك مما يلزم للقيام بهذه العبادة العظيمة حتى لا يؤدي المنكر إلى منكر أشد منه وأكبر، ولا أقصد بالعلم هنا الإحاطة بعلوم الشريعة، وإن كان ذلك هو الأصل، وإنما على الأقل الإحاطة بعلم المسألة التي تدعو إليها من أدلة وأقوال لأهل العلم، ومراعاة للخلاف فيها، إلى غير ذلك مما لا يخفى.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ( بلغوا عني ولو آية ) فهذه هي الدعوة في أبسط صورها، أيضاً تقتضي وتستلزم العلم بهذه الآية، فهي لا تنافي ما سبق بيانه من ضرورة العلم وقصده صلى الله عليه وسلم أن تقوم الأمة كلها بالدعوة كل على قدر استطاعته وطاقته.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً