الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدراسة في تخصص غير مرغوب إرضاءً للأهل

السؤال

أنهيت الثانوية العامة بمعدل مرتفع، وفي تلك الفترة لا أعلم ماذا أدرس، فبدأت المشاكل والتخبط حتى أنني سجلت في ثلاث جامعات بدون رغبة مني، ولكن كي أرضي والدي، وأنا حالياً أدرس الهندسة ولكن دون رغبة، مع العلم أنه كانت لي رغبة في دراسة أخرى، ولكنها لا تتوفر في الدولة التي أعيش بها (دراسة التخدير)، فطلبت من والدي في الفترة الأخيرة أن أترك الجامعة ولكنه رفض وقال: هذه السنة وبعدها سوف أنظر في أمرك.

أطلب منكم الاستشارة مع دعائي لكم بالتوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنك لم تحدثنا عن مستواك في كلية الهندسة وعن عدد السنوات التي درستها في الهندسة، وهل هناك إمكانية لإكمال المشوار؟ وذلك لأن الهندسة مجال نافع ومفيد وفيه مستقبل، رغم أننا نفضل أن تكون الكلية المختارة موافقة للرغبة والميول؛ لأن هذا من أسباب الإبداع والنجاح بعد توفيق الكريم الفتاح.

وقد أسعدني حرصك على إرضاء والديك، وأحزنني عدم وضوحك معهم من البداية، ونحن دائماً نتمنى أن يكون دور الآباء إرشادياً فقط في هذه المسائل، كما نتمنى أن يكون اختيار كل شاب لتخصصه وفق ميوله الشخصية وليس بحسب سوق العمل أو ذوق الزملاء والموضة؛ لأن الإنسان إذا اختار ما يحب استطاع أن ينتج ويبدع، وذلك لأن الله وزع الميول والإمكانات بين الناس، وكل ميسر لما خلق له.

وقد ظهر لي من سؤالك أنك لا زلت في حيرة، ولذلك فأنا أفضل المواصلة في دراسة الهندسة إذا كان ذلك ممكناً، ويمكنك مستقبلاً أن تبحث عن دراسات أخرى موجودة في بلدك أو تذهب لدراسة علم التخدير في أي بلد آخر، وكم تمنينا أن يكون طموح الشباب في حدود المعقول والمتاح، وأرجو أن يرتب كل شاب أولوياته وأن لا يقف عند مجال واحد.

ونحن لا نوافقك على ترك الجامعة إلا إذا تيسر لك بديل مناسب ونلت موافقة والديك ورضاهما، وكانت المصلحة راجحة وواضحة، وكان في الاستمرار إشكاليات وصعوبات، وننصحك بعدم التسرع في اتخاذ قرار قد تندم عليه، والمسلم يستخير ربه ويستشير إخوانه وأساتذته، وينظر لعواقب الأمور ويرغب في طاعة والديه بعد إرضاء الرب الشكور.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يهيئ لك من أمرك رشداً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً