الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجرعة المنطقية والمعقولة طبياً من الأدوية النفسية لمعالجة الاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعاني كثيراً من الاكتئاب والانتكاسة في الصحة النفسية، وخصوصاً فيما يتعلق بالإحباط النفسي، فأنا سريع الإحباط والانتكاسة، ولا أفلح كثيراً بالعمل، ولا أكمل مشواري بإنجاز أعمالي، وأعاني أيضاً من القلق وبعض المخاوف والارتجاف أثناء المواقف الصعبة.

ذهبت إلى أحد الأطباء - استشاري نفسي - وشرحت له مشكلتي، فوصف لي دواء البروزاك بواقع حبة واحدة يومياً لفترة معينة، ولم يأت بالنتيجة المطلوبة، ثم رفع الجرعة إلى حبتين، وبعد ذلك وصف لي حبتين بروزاك مع حبة بوسبار صباحاً ومساء، وكانت النتيجة طيبة بنسبة 40% فقط.

فقرر لي بعد ذلك وصفة جديدة، وهي حبتين بروزاك بالإضافة إلى حبة بوسبار صباحاً ومساء، بالإضافة إلى نصف حبة زيروكسات، ثم ارتفاع جرعة السيروكسات من نصف حبة إلى حبة كاملة يوميّاً، لتكون الجرعة النهائية حبتين بروزاك بالإضافة إلى حبتين بوسبار صباحاً ومساءً، وحبة كاملة من السيروكسات، فهل هذه الجرعة منطقية ومعقولة أم يوجد بها خطورة؟ وهل هذه الجرعة مثالية؟ وما هي الفترة التي يجب علي الاستمرار في هذه الجرعة؟ وهل بالإمكان الاستمرار على الأدوية النفسية مدى الحياة دون انقطاع؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المبدأ العلمي الصحيح أن يظل الإنسان على دواء واحد وبجرعة علاجية صحيحة أو المزج بين الأدوية - وهي ممارسة نمارسها جميعاً بصفة شبه يومية - ولكن في نطاق معين وتحت ضوابط علمية معروفة.

وبالنسبة لما تتناوله الآن وهو حبتين بروزاك، بالإضافة إلى حبتين بوسبار صباحاً ومساءً، وحبة كاملة من السيروكسات، فأما البوسبار فلا يوجد أي إشكال؛ لأنه في الأصل هو دواء بسيط، وهناك دراسات تشير أنه ربما يدعم فعل البروزاك أو فعل السيروكسات، وأما المزج أو الخلط بين البروزاك وبين السيروكسات؛ فإن الدواءين ينتميان إلى نفس الفصيلة مع بعض الاختلافات البسيطة في فعالية الدواءين، فما دام أن الجرعة لم تتخط الجرعة المطلوبة - أي: الجرعة التي بعدها ربما يكون هناك محاذير من ناحية السلامة - فلا بأس في ذلك.

وبعض الأطباء لديهم تجاربهم الخاصة في مثل هذه الخلطات، أو المزج بين الأدوية، ويعرف أن 20 ملم من البروزاك تساوي 20 ملم من السيروكسات، والعكس صحيح، ويعرف أن أقصى جرعة للبروزاك يمكن أن يتناولها الإنسان في اليوم هي أربع كبسولات، أي: 80 ملم، ويعرف أن أقصى جرعة للسيروكسات يمكن أن يتناولها الإنسان في اليوم هي أربع حبات، أي: 80 ملم، وفي حالتك الآن أنت تتناول حبتين من البروزاك، وحبة كاملة من السيروكسات، فهذا يعني أنك تتناول 60 ملم، أي: ثلاثة كبسولات من البروزاك، أو ثلاثة حبات من السيروكيات.

إذن: من ناحية السلامة، فالجرعة صحيحة وسليمة ومعقولة جداً، ولا بأس في ذلك فيما يخص الفعالية كما ذكرت لك، فهي تعتمد على التجارب الشخصية، وهناك من أيد هذا المنهج من الأطباء، وذكر أنه يفيد أكثر، وهناك من رأى أنه لا فائدة في مثل هذا الخلط.

وعموماً فما دمت قد بدأت في تناول الدواءين مع بعضهم البعض، بالإضافة إلى البوسبار، فأقر ذلك تماماً، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه النفع والفائدة، وأن تستعيد صحتك بصورة كاملة، وأطمئنك أن الجرعة صحيحة وسليمة، وأنصحك أن لا تتعد هذه الجرعة، ويمكنك أن تتناول البروزاك في الصباح وتتناول السيروكسات في المساء.

وأقصى جرعة من البوسبار هي 30 ملم في اليوم، وقد ذكرت أنك تتناول اثنين بوسبار صباحاً ومساء، ولكنك لم تذكر قوة الحبة، حيث أنه توجد 5 ملم وتوجد 10 ملم، وعموماً فإن الجرعة السليمة تحت 30 ملم في اليوم، وإن كان معظم الناس يكفيه 15 إلى 20 ملم في اليوم، خاصة إذا تناول الإنسان البوسبار مع أدوية أخرى كما هو في حالتك .

وأما بالنسبة للمدة التي يجب أن تستمر عليها في هذه الجرعة، فهي ستة أشهر، وذلك بعد الإحساس بالتحسن الحقيقي، أي: أن الستة أشهر تبدأ بعد أن تحس بالتحسن الحقيقي، وتستمر بعد ذلك لمدة ستة أشهر، وبعد يمكنك أن تخفض الدواء تدريجياً، والتخفيض يوصل الإنسان إلى الجرعة الوقائية، والجرعة الوقائية من الأفضل لك أن تستمر عليها لمدة سنتين.

فعلى سبيل المثال: إذا كانت هذه الجرعة الوقائية حبة واحدة من السيروكسات، وكبسولة واحدة من البروزاك، فيجب أن تستمر على ذلك لمدة سنتين على الأقل، وذلك إذا كنت في حاجة إلى ذلك، خاصة أن التاريخ المرضي لديك طويل نسبياً، والتوقف عن السيروكسات في نهاية الأمر يجب أن يكون بحذر، وحين تبدأ في التوقف النهائي فابدأ بالسيروكسات وخفض الجرعة إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عن السيروكسات، واستمر على البروزاك أيضاً قليلاً، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عنه.

وأما بالنسبة لإمكانية الاستقرار على الأدوية النفسية مدى الحياة، فهذا ممكن؛ لأن هذه الأدوية سليمة وفعالة، ولكن هذا الاستمرار يجب أن يكون تحت الملاحظة الطبية، وتحت الإشراف الطبي، ونحن نقول دائماً: إن الإنسان الذي تنتابه أكثر من نوبتين أو انتكاستين، يجب أن يستمر على الدواء لمدة طويلة، ولا نقول: مدى الحياة، ولكن قد يمتد العلاج لسنوات.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً