الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تشكل الفيروسات خطراً على الجنين في حالة الحمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حملت زوجتي وكان موعد ولادتها في شهر مارس الماضي، وفي يوم الولادة قام الطبيب بإعطائها طلقاً صناعياً على فترات متقطعة طيلة اليوم وقبل الفجر بساعتين لم يتم سماع نبض الجنين رغم أننا كنا نسمعه بصوت واضح طيلة اليوم، وبعد الولادة قال لي طبيب الأطفال: إن المولود توفي وأراني إياه وقال لي: إن ذلك نتيجة لعيب خلقي في القلب، وكان عنده انتفاخ بالكبد.

وبعد أن تعافت زوجتي طلب الطبيب المعالج تحليل (Cmv، Rubella)، وكانت النتيجة (Cmv igg= 48.22 وCmv igm= 0.41 وRubella igg=55.33)، وأعطاها الطبيب مضاداً فيروسياً (أسيكلوفير) لمدة عشرين يوماً، وقال لها أن تحمل طبيعياً، وأن لا تستخدم أي وسيلة لمنع الحمل، فهل سيكون هناك خطر من هذه الفيروسات على الجنين الثاني في حالة الحمل مرة أخرى؟ وهل من نصائح بهذا الخصوص؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى أن يعوضكم خيراً عما حصل معكم، وأن يبدلكم خيراً مما أخذ منكم!

وما حصل مع الطفل كان يجب اكتشافه أثناء الحمل بالألتراساوند وليس أثناء الولادة، وتضخم الكبد قد يكون سببه المشكلة التي كانت في القلب وليس الالتهاب الذي ذكره الطبيب، خصوصاً أن الالتهاب الفيروسي الذي ذكرته سواء الـ(Rubella) أو الـ(Cmv) لا يمكن تشخيصه من تحليل الـ(Igg) في هذه المرحلة المتأخرة من الحمل.

فهذه الفيروسات تؤدي إلى نوعين من الأجسام المضادة، نوع يرتفع معدله بعد الإصابة الحديثة بالمرض وهو الـ(Igm)، والمعدل الذي ذكرته منخفض بالنسبة لفيروس الـ(Cmv)، ونوع يظهر بعد مدة من الإصابة وهو الـ(Igg)، ووجود النوع الثاني من الأجسام المضادة لفيروس الـ(Rubella igg) يعني أن زوجتك لديها مناعة ولا يعني أنها قد أصيبت بالفيروس أثناء الحمل، وأما بالنسبة للـ(Cmv) فلا يمكن التأكد من الوضع الآن.

وعموماً لو كانت الإصابة بالفيروس قد حصلت أثناء الحمل فمن غير الوارد أن يتكرر التهاب الحصبة الألمانية؛ لأن زوجتك أصبح لديها مناعة، وأما بالنسبة للفيروس (Cmv) فاحتمال أن يتكرر في الحمل القادم تقريباً (1%)، واحتمال أن يضر بالطفل ضئيل للغاية، فلا أرى داعياً للقلق.

ويفضل في حالة زوجتك أن تتناول حمض الفوليك قبل الحمل بثلاثة أشهر، وذلك لحماية الجنين من تشوهات الجهاز العصبي، وأيضاً عليها إجراء تصوير للجنين عند الشهر الثالث (12 أسبوعاً من الحمل)، وفي الشهر الخامس (22 أسبوعاً من الحمل) للتأكد من أعضاء الجنين، ويفضل إجراء التصوير في مركز متخصص للألتراساوند، نسأل الله تعالى أن يجنبكم جميعاً كل مكروه وسوء.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً