الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزيروكسات.. أعراضه الجانبية ومدة بقائه في الدم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر (21) عاماً، وأعاني من الرهاب الاجتماعي بدرجة متوسطة، وقد قرأت العديد من الاستشارات بهذا الخصوص، وعرفت أن أفضل دواء لعلاج هذه العلة هو الزيروكسات، وأنوي البدء في تناوله قريباً إن شاء الله، وأريد من الدكتور محمد عبد العليم - حفظه الله - الإجابة عن هذه الأسئلة بخصوص الدواء بعد إذنه:

1- ما هو أفضل وقت لتناول الدواء؟ وهل يمكنني تناول الجرعة الأولى من الدواء بعد الإفطار، فإذا أحسست بالنعاس والكسل والخمول أحول الوقت إلى ما بعد العشاء اعتباراً من اليوم التالي، وإذا لم تحدث هذه الأعراض أستمر في تناوله صباحاً؟

2- كم ساعة يبقى تأثير الدواء في الدم؟ وهل تناول الدواء مساء بعد العشاء يبقى تأثيره إلى مساء اليوم التالي؟

3- سمعت أن الأعراض الجانبية الأكثر ظهوراً هي السمنة والضعف الجنسي والكسل والخمول واضطرابات النوم، فهل هناك أعراض جانبية أخرى شائعة؟

4- بالنسبة للسمنة: هل الدواء نفسه يؤدي إلى زيادة الوزن أم أنه يفتح الشهية فقط، فإذا أكل الإنسان كثيراً يزداد وزنه، علماً بأنه لا يوجد في عائلتي أناس مصابون بالسمنة، وأنا وزني طبيعي (طولي 180 سم، ووزني 72 كغم)، فهل من الممكن أن يزداد وزني بعد تناول الدواء؟

5- هل الخطة العلاجية التالية مناسبة:

ربع حبة (5مل) لمدة أسبوعين، ثم أرفع الجرعة إلى نصف حبة (10مل) لمدة أسبوعين آخرين، ثم إلى 3/4 حبة (15مل) لمدة أسبوعين، ومن ثم أرفع الجرعة إلى حبة كاملة (20مل) لمدة شهر، فإذا تحسنت أستمر على هذه الجرعة لمدة عام، أما إذا كان التحسن بسيطاً أرفع الجرعة إلى حبة ونصف (30 مل)، فإذا لم أتحسن كثيراً أرفعها إلى حبتين في اليوم وأستمر عليها لمدة عام، ثم أخفضها من حبة مثلاً إلى 3/4 حبة لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة لمدة ستة أشهر كجرعة وقائية، ثم أخفضها إلى ربع حبة لمدة شهر ثم ربع حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم أتوقف عن تناول الدواء؟

6- قرأت أن دواء الزيروكسات العادي يكون على هيئة أقراص بقوة (10، 20، 30، 40 مل) وأنتم دائماً تنصحون بالزيروكسات 20 مل، فهل هناك اختلاف بين الزيروكسات (10مل) والـ (20 مل) لأنه من الأفضل لي أخذ نصف حبة من الزيروكسات 10مل بدلاً عن ربع حبة من الزيروكسات 20 مل في بداية ونهاية العلاج؟

7- هل يباع الدواء في فلسطين بدون وصفة طبية؟ وهل يمكن الاستمرار على الدواء لمدة طويلة -15 سنة مثلاً- إذا كنت آخذه بجرعة 20 مل أو أقل؟
وعذرا على الإطالة وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

جزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وبارك الله فيك.

أولاً: بالنسبة للقلق أو الرهاب الاجتماعي أود منك أن تركز على العلاج السلوكي والذي يقوم أساساً على عدم اتباع الرهاب، وعلى أن تثق في نفسك، وعلى أن تتأكد تماماً وتكون على يقين أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك ولا يقومون برصد تصرفاتك، كما أن ما تشعر به من خوف وقلق وارتفاع في ضربات القلب وأعراض أخرى هو في الحقيقة مبالغ فيه تماماً.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فالزيروكسات يعتبر من أفضل الأدوية لعلاج هذه الحالة، خاصة إذا اصطحب الإنسان الدواء بالعلاج السلوكي.

أما بالنسبة للوقت المفضل لتناول الدواء فحقيقة لا مانع أبداً من تناول الزيروكسات في أثناء النهار أو تناوله ليلاً، بعض الناس قد يشتكي من النعاس أو الكسل البسيط، فلذا نقول لهم: تناولوه ليلاً، ولكن أعرف الكثير من الناس لا يتعرضون لهذا الأثر الجانبي ويتناولون هذا الدواء في أثناء النهار أو الظهر، فلا مانع أبداً من أن تكون لك تجربتك الشخصية في وقت تناول هذا الدواء.

أما بالنسبة للسؤال الثاني؛ فالزيروكسات يبقى في الدم حوالي ثلاثين ساعة، وقمة فاعليته تكون بعد ست ساعات من تناوله، إذن: تأكد أن الدواء سيظل تأثيره يوماً كاملاً.

أما بالنسبة للأعراض الجانبية فنعم هنالك بعض الناس يزيد لديهم الوزن، وهذا يتفاوت من إنسان إلى آخر ويعتمد على القابلية الشخصية للإنسان.

أما بالنسبة للضعف الجنسي فهذا موضوع فيه الكثير من الخلاف، والشيء المؤكد أن الزيروكسات يؤدي إلى تأخير في القذف لدى بعض الرجال، وبعضهم قد يشتكي من ضعف جنسي بسيط، ولكن أعرف أيضاً من تحسن أداؤه الجنسي بعد تناول هذا الدواء، وذلك بعد أن اختفى الاكتئاب والقلق أو الوساوس.

أما بالنسبة للكسل والخمول فهي ليست عرضاً جانبياً يُشاهد كثيراً وقد تحصل فقط في الأيام الأولى.

أما بالنسبة لاضطرابات النوم؛ فهذا الدواء لا يسبب اضطرابات النوم، بل على العكس تماماً يحسن النوم لدى كثير من الناس.

الأعراض الجانبية الأخرى هي أن الزيروكسات في الأيام الأولى قد يؤدي إلى سوء في الهضم، ولذا ننصح بتناوله بعد الأكل.

أما بالنسبة للسؤال الرابع؛ فالسمنة يقال: إنها ناتجة من التحسن النفسي، والتحسن النفسي بالطبع يؤدي إلى زيادة في شهية الإنسان وقابلية نحو الطعام، وهنالك عامل آخر وهو من الدواء نفسه، حيث إن الأدوية التي تعمل على مشتقات السرتونين غالباً ما تحسن شهية الإنسان للطعام، إذن: الأثر هو أثر مزدوج فيما يخص السمنة، وهي ليست زيادة كبيرة في الوزن، تتفاوت من أربعة إلى ستة في المائة وتكون دائماً في الثلاثة أو الأربعة أشهر الأولى في بداية العلاج، وتلعب القابلية الوراثية دوراً كبيراً في ظهور هذه السمنة، وبما أنه لا يوجد لديك أي تعريف أسري للسمنة فأعتقد أن الزيادة لن تحدث لك بإذن الله تعالى، وإذا حدثت فسوف تكون بسيطة جدّاً، وبالتحكم في الطعام وممارسة الرياضة يمكن التخلص من أي زيادة في الوزن.

أما بالنسبة للطريقة التي ذكرتها في تناولك للجرعة – وهو السؤال الخامس – فلا مانع في ذلك تماماً، فهي طريقة جيدة وفي غاية الدقة، تكون البداية بالتدريج الشديد، وكذلك التوقف بالتدريج الشديد، وأنا أقر هذه الطريقة تماماً، وإن كانت قد تكون متبعة لك بعض الشيء، ولكن ما دمت أنت متفهم لها - وهي رغبتك - فهي صحيحة جدّاً من الناحية العلمية.

الزيروكسات يوجد بجرعة عشرة وعشرين وثلاثين وأربعين – كما ذكرت – وهذا يتفاوت من دولة إلى أخرى، ونحن دائماً نصف فئة العشرين مل؛ لأنه هو الموجود أكثر في منطقتنا، وهنالك الزيروكسات (CR) وهو يوجد في شكل خمسة وعشرين مل.

إذن ليس من الضروري أن يوجد بها الزيروكسات، فإذا وجد العشرة مل فيمكنك استعمال ذلك، المهم هو أن تكون الجرعة جرعة علاجية، فهذا هو الضروري.

أما بالنسبة للسؤال السابع، وهو: هل يباع الدواء في فلسطين بدون وصفة طبية؟ فحقيقة لا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال، ولكن الذي أود أن أؤكده هو أن الزيروكسات بصفة عامة من الأدوية السليمة جدّاً، وكثير من الدول لا تشترط أي وصفة طبية، وعموماً حتى لو احتاج إلى وصفة طبية فليس من الضروري أن تذهب إلى طبيب نفسي؛ لأن أي طبيب باطني يمكن أن يصف لك هذا الدواء.

أما بالنسبة لمدة العلاج فأرجو ألا تنزعج أبداً، ولا أعتقد أنك سوف تحتاج للدواء لمدة خمسة عشر عاماً، ولكن حتى لو احتجته لهذه المدة أؤكد لك تماماً أنه من الأدوية السليمة جدّاً والأدوية قليلة الآثار الجانبية، وهو يوجد منذ حوالي ثنتي عشرة سنة، ويستعمله البعض كل هذه المدة دون أي مشاكل أو أي آثار جانبية، فهو -الحمد لله تعالى- من الأدوية السليمة والفعالة جدّاً.

أسأل الله لك العافية والتوفيق، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً