الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعاني من حالة اكتئاب نتيجة لرفض أم الخاطب.

السؤال

السلام عليكم..

الأخ د. محمد عبد العليم.

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الممتاز، وأسأل الله - عز وجل - أن يجمعنا وإياكم في جنات النعيم.

لقد بدأت قصتي منذ عامين تقريباً عندما تقدم شاب لخطبتي، وبعد فترة من الزمن تعلقت به، ولكن حدثت بعض المشاكل بيننا أدت إلى انفصاله عني، ولكن بطريقة صعبة جداً تخلو من الرحمة، حيث بدأ يتهرب مني ثم يرفض الرد على اتصالاتي ورسائلي، وبعدها قام بالاستعانة بإحدى صديقاتي المقربات للصلح ولكنها كانت تسعى للعكس تماماً، وقامت بتلفيق كلام على لسانه بأنني إنسانة رخيصة وغير محترمة، فأصابني انهيار عصبي وأدخلت المستشفى بسبب ذلك، وقام الطبيب بإعطائي دواء Deanxit حيث كنت أعاني من تسارع في ضربات القلب، واكتئاب حاد، وعدم الرغبة في الحياة، والبكاء المستمر.

وبعد فترة 4 أشهر كنت ملتزمة بتناول الدواء، بالإضافة إلى التزامي بالدعاء والصلاة طوال الوقت، تحسنت حالتي قليلاً، وبعدها ذهبت لأداء العمرة وأحسست براحة كبيرة جداً، استغنيت فيها عن الدواء والحمد لله، وبعدها مباشرة عاد ذلك الشاب راغباً في خطبتي مرة أخرى، ولكن والدته الآن ترفض زواجه بي، فعادت حالتي كما كانت سابقاً، وأصبحت أبكي طوال الوقت، وأعاني من الاكتئاب الشديد، ومع أن الشاب متمسك بالزواج بي، أصبح لدي خوف كبير طوال الوقت أن يتركني كما فعل سابقاً، وحالتي أصبحت أسوأ من السابق، فلا أرغب في رؤية أحد أو الكلام أو الخروج كما في السابق.

وأصبحت تأتيني نوبات من البكاء ليلاً، كما أنني أعاني من حالة حزن شديد في فترة ما قبل المغرب، ولا ملجأ لي إلا الاستعانة بالصلاة والدعاء طوال الوقت.

عدت لمراجعة الطبيب فنصحني بالتوقف عن استخدام الدواء السابق، واستبداله بعقار Cipralex ولكني مترددة في استخدامه، وأرغب بمعرفة ما تنصحون به.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك لديك القابلية للانفعالات الوجدانية وللقلق، وربما يكون شيئاً بسيطاً من عسر المزاج والاكتئاب، ولا شك أن علاقتك الوجدانية والعاطفية مع هذا الشاب كان سبباً رئيساً في هذه التقلبات التي حدثت لك في المزاج، والتخوف الشديد سبب أساسي من عدم الاستقرار في علاقتك مع هذا الشاب وما الذي يحدث بعد ذلك.

بالنسبة له الآن هو ما زال متعلقاً بك – كما ذكرت – ولكنَّ والدته ترفض أن يتزوج بك، ولا شك أن هذه معضلة كبيرة، وعليك لحل هذه المشكلة بالحكمة وبالصبر وأن تكوني واقعية جدّاً، فأنت - الحمد لله - تبلغين عمر الثلاثين ولا شك أنه لديك النضج والحكمة الكافية التي يمكن أن تكون موجهاً لك في هذا المأزق العاطفي، ولابد أن أسميه مأزقاً لأن الإنسان وجدان وشعور.

ومن أجل أن تقللي من هواجس التفكير في هذا الأمر وكذلك الاكتئاب، عليك أن تستعيني بالاستخارة بأنه إن كان في هذا الزواج خير أن يجعله من نصيبك، وإن كان فيه غير ذلك فليصرفه عنك وليصرفك عنه، وأن يجعل لك الخير حيث كان، هذا هو المبدأ الذي سيفيدك كثيراً.

نحن لا ندعوك إلى التشاؤم، ولكن عليك أن تعرفي تماماً أن هذا الشاب إذا لم يتزوجك فهذه لا تعني نهاية العالم ولا تعني نهاية الأمر، فقد يكون الخير مكتوب لك مع رجل آخر خير منه.

أريدك أن تكوني واقعية، وأريدك أن تكوني ناضجة، وفي نفس الوقت لابد أن تجري حواراً داخلياً مع نفسك، وهو أن تنظري إلى نفسك من موقع العزة والقوة، بمعنى أن هذا الشاب إذا أصرت والدته على الرفض فأنت أيضاً لست بالرخيصة التي تلهثين وراءه مهما كان حبه واحترامه لك، فلابد أن يكون لك نوع من العزة الداخلية بنفسك، فإن هذا الشعور – في رأيي – سوف يساعدك كثيراً.

وعليك أن تسخري وقتك وجهدك لعملك وللتواصل الاجتماعي، فأنت - الحمد لله - دائماً تستعينين بالصلاة والدعاء وهذه خير وسائل الاستعانة في نظري، وإن شاء الله تعالى يكتب لك التوفيق ويُكتب لك السداد.

بالنسبة لعقار السبراليكس فأنا أتفق مع الطبيب تماماً أنه سيكون العلاج الأفضل بالنسبة لك؛ لأنه في الحقيقة يزيل القلق ويزيل المخاوف، وهو محسن للمزاج، وفي نفس الوقت هو دواء طيب جدّاً وليس له آثار جانبية.

وأما بالنسبة لعقار الدينكسيت الذي وصفه لك الطبيب هو عقار جيد ولكنه أضعف كثيراً من السبراليكس، كما أنه قد يرفع الهرمونات الأنثوية قليلاً وهذا شيء ربما يكون غير محبذ بالنسبة لك في هذا العمر.

إذن فتوكلي على الله وتناولي السبراليكس، وجرعته هي عشرة مليجرام ليلاً، وسيكون من المفيد أن تتناوليه لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفضين الجرعة إلى خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عنه.

أيضاً القيام بممارسة أي نوع من الرياضة كرياضة المشي أو أي رياضة تناسب المرأة المسلمة سوف يكون أمراً مفيدا لك كثيراً، وعليك دائماً بالتفكير الإيجابي، وأن تعيشي الحياة بقوة وبأمل، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

لمزيد من الفائدة راجعي: التخلص من الاكتئاب سلوكياً : ( 237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 ) السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 )


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً