الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاحتياطات التي يتبعها المصاب بفيروس الكبد (B) الخامل والمحيطون به من أفراد الأسرة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في حيرة من أمري، وأريد مساعدتكم بعد الله؛ لأني اكتشفت بعد التحليل في المستشفى بأني حاملة لفيروس الكبد (بي)، علماً بأني لم أشعر بأي ألم من قبل، وقد أوضحت لي الدكتورة بأن هذا الفيروس خامد وغير نشط تماماً، وأن عليّ أكل العسل دائماً، وعمل سلطة مكونة من اللبن الزبادي والثوم، وزيت الزيتون، فهي تثبّت الفيروس كما هو وتجعله دائماً غير نشط.

فبالله عليكم هل هذا صحيح؟ وهل عليّ خطورة في المستقبل؟ علماً بأني الآن مخطوبة من رجل سأعلمه بالمرض ولكن بعد أن أتأكد حتى لا أخدعه فبالتالي هو من سيقرر هل نكمل هذه الزيجة أم لا؟!

ولكم مني جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسيرة الصمت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمعظم المرضى الذين يصابون بفيروس الكبد (بي) يستطيعون مقاومته وطرده من الجسم، إلا أن هناك نسبة تقدر بـ 5 -10% لا تستطيع أجسامهم التخلص منه فيصبحون حاملين له، وقد يتطور المرض عند نسبة قليلة منهم إلى تليف بالكبد.
بالإضافة لذلك يتطور المرض عند 10% من المصابين تقريباً ليصبح مزمناً، ويصبح الشخص حاملاً لهذا الفيروس وقادراً على نشر المرض إلى الآخرين، ونسبة كبيرة منهم لا يوجد لديهم أعراض مرضية.

بالنسبة للعالم العربي يوجد أكثر من مليون إنسان يحملون الفيروس في المملكة العربية السعودية وحدها.

من الممكن منع الإصابة بهذا الفيروس بأخذ التطعيم الواقي منه، وباتباع طرق الوقاية، وعليك أن تتعرفي على طرق انتقال هذا الفيروس من شخص إلى آخر كالتالي:

- من الأم إلى الجنين أثناء الولادة.
- انتقال بين أفراد العائلة.
- الانتقال عن طريق الممارسة الجنسية وسوائل الجسم.

طرق أخرى غير معروفة، وفي معظم الأحوال تكون الإصابة إما عن طريق أجهزة وأدوات طبيب الأسنان، أو استخدام مقص أظافر لمريض مصاب بالمرض وقد تلوث بدمه، أو استخدام فرشاة أسنان لمريض مصاب بالمرض، أو استخدام أدوات الحلاقة المشتركة، أو ملامسة دم مريض مصاب، وخاصة بوجود جرح.

بالنسبة للزواج، فيجب على الزوج معرفة ذلك، وإن تم تطعيم الزوج بالتطعيمات الثلاث فإن الزوج يصبح منيعاً ولا يصاب بالعدوى حتى ولو تم الجماع بدون واقي:

- تأكدي من أنك وأفراد عائلتك قد تلقيت الـ 3 جرعات التطعيمية.

- استخدام العازل الطبي عند المعاشرة الجنسية (إذا لم يكن لدى أحد الزوجين مناعة ولم يتلق التطعيم، وكان أحدهما مصاباً أو حاملاً للفيروس).

- ارتداء القفازات عند لمسك أو تنظيفك لأي دم، في حالة عدم توفر قفازات واقية ينصح عند تنظيف منطقة بها دم لشخص آخر استخدام قطعة من القماش وكثير من الماء بعد التأكد من أنه لا يوجد جروح في الأيدي.

- تجنب الاستعمال المشترك لأدوات الحلاقة (مثلا الأمواس في محلات الحلاقة)، وفرش الأسنان أو الأقراط التي توضع في ثقب الأذن أو الأنف للسيدات، والأدوات المستخدمة لهذا الغرض، ومقصات الأظافر، وأدوات الحجامة والوشم والختان.

- تجنب الاشتراك مع الآخرين في مضغ اللبان أو إعطاء الطفل طعاماً ممضوغاً من قبل الآخرين.

- التأكد من تعقيم الإبر والمعدات الطبية ذات الاستعمال المشترك مثل معدات طبيب الأسنان.

أيضاً عليك أن تعرفي أن التهاب الكبد الفيروسي (بي) لا ينتقل عن طريق التعاملات البسيطة مثل:

- المصافحة.
- القبلات العادية التي لا تحمل لعاباً.
- تناول طعام تم إعداده عن طريق شخص حامل للفيروس.
- زيارة مصاب بالمرض.
- اللعب مع طفل حامل للفيروس.
- العطاس أو السعال.
- الأكل والشرب من وعاء واحد.

ويجب على حامل الفيروس:
- مراجعة الطبيب المختص كل 6 - 12 شهراً لعمل الفحوصات اللازمة والتأكد من أن الكبد على ما يرام.

- الابتعاد نهائياً عن تناول المشروبات الكحولية لما لها من أثر مدمر على الكبد، وخاصة لحاملي هذا الفيروس.

- عدم استعمال الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب وتحت إشرافه؛ وذلك لأن كثيراً من الأدوية من الممكن أن تؤثر على الكبد.

- تناول الغذاء الصحي المتوازن والمواظبة على ممارسة الرياضة.

- فحص أفراد العائلة وإعطاء التطعيم لغير الحاملين للفيروس، والذين ليس لديهم مناعة عليهم أخذ الحذر من الإصابة بفيروس الكبد.

ولابد من تطعيم أطفالك بعد الولادة مباشرة لحمايتهم من الإصابة بهذا المرض ولإكسابهم مناعة تستمر معهم لمدة طويلة.

أما العسل فهو يقوي المناعة، وقد ذكره الله تعالى في كتابه الكريم بأن فيه شفاء للناس، والغذاء المتوازن بشكل عام يساعد على تقوية الجهاز المناعي، ولا توجد دراسات علمية كبيرة على تأثير الغذاء على التخلص من الفيروس، إلا أن الغذاء المتوازن الذي يحوي على البروتينات والسلطات والفواكه والألبان والعسل يساعد الجهاز المناعي في مقاومته للأمراض.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً