الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سرعة رفض الخطاب بسبب الخوف والهم

السؤال

ما أن تقدم أحد لخطبتي إلا شعرت بالخوف والهم، وسرعان ما أبادر برفض الشاب، وحدث ذلك معي أكثر من 3 مرات، ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ التقيه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يمنَّ عليك بزوج صالح، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك من المتقين.

وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – من أنه ما أن يتقدم أحد لخطبتك إلا وتشعرين بالخوف والهم وسرعان ما تبادرين برفض من يتقدم إليك، وأن هذا حدث أكثر من ثلاث مرات وتسألين عن الحل؟

أقول: لعل هذا أولاً نظراً لقلة خبرتك ولصغر سنك، فإنك تسعة عشر عاماً قطعاً خبراتك متواضعة؛ ولذلك فخوفك من تحمل المسئولية هو الذي قد يؤدي غالباً إلى رفضك للخطاب والإسراع في ذلك.

أو لعله لم يتقدم إليك الشاب الذي تريدين، حيث إنه أحياناً قد تكون الفتاة قد وضعت تصوراً معيناً لفارس أحلامها والشاب الذي تنتظره ليكون زوجاً لها، فإذا ما تقدم لها أحد دون هذا المستوى فإنها تسرع برفضه دون أدنى نقاش أو نظر في عواقب الأمور.

وقد يكون السبب أيضاً غير هذه الأمور، فقد يكون السبب أمراً يتعلق بشيء من السحر أو الحسد أو المس أو غيره الذي سرعان ما يجعلك ترفضين دون إبداء الأسباب ودون اقتناع بهذا الرفض وأسبابه؛ ولذلك أقول لك:

إذا كان الأمر يتعلق بشيء من السحر أو الحسد فمن الممكن أن تستعملي الرقية الشرعية؛ لأن هناك احتمالاً كبيراً أن يكون سبب الرفض شيئاً من هذا القبيل، خاصة شعورك بالخوف والهم، وهذه أمور في الغالب لا تتأتي في مثل هذا الموقف، فإن الفتاة تفرح بمن يتقدم إليها إذا كانت فتاة طبيعية، حتى وإن رفضته؛ لأن كل فتاة في العالم تتمنى أن يكرمها الله بشاب صالحٍ ينتشلها من بيتها ويؤسس معها مملكة تكون هي ملكتها؛ ولذلك الخوف والهم في هذا الموقف ليس من الوارد أن يكون موجوداً، اللهم إلا إذا كان هناك شيء غير طبيعي حدث لهذه الفتاة، ولذلك أقول: أتمنى استعمال الرقية الشرعية، وهي – ولله الحمد – متوفرة في كل بلاد العالم، وهي عبارة عن مجموعة من الآيات والأحاديث، وهناك الآن كتب تحوي الرقية الشرعية، كما أن هناك أشرطة تحوي الآيات والأحاديث التي تتعلق بالرقية الشرعية، فتستطيعين أن تقومي برقية نفسك أكثر من مرة حتى تذهب عنك هذه الحالة، ومن الممكن أن تستعيني بأحد أقاربك كالوالد أو الوالدة أو الأخت أو الأخ، وإذا لم يتيسر ذلك فلا مانع من عرض نفسك على بعض المشايخ الثقات المعالجين الذين يعالجون بالطريقة الشرعية ولا يستعملون شيئاً من الدخل أو استعمال الجن، لعل وعسى أن يكون ذلك من أسباب زوال هذا الخوف وهذا الهم الذي يجعلك ترفضين من يتقدم إليك.

ثم بعد ذلك أتمنى أن تكوني قد وضعت لك تصوراً شرعياً في الشاب الذي يتقدم إليك؛ لأن هذا التصور وضعه لك الشارع رحمة بك وحرصاً على مصلحتك، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)، فأي شاب يتقدم إليك صاحب دين وخلق ويعمل بوظيفة يستطيع من خلالها أن ينفق عليك وأن يسعدك فأرى ألا تترددي وتوكلي على الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرك بقبول مثل هذا الشاب ونهاك عن رفضه.

إذن أقول: إذا كانت المسألة مسألة قلة خبرة فمن الممكن قبل أن ترفضي أن تسألي، اسألي من حولك، سواء كانت الأخت أو الأم أو الخالة أو العمة، اسألي عن هذا الأمر حتى تستفيدي معلومات أقوى.

وكذلك أيضاً إذا كان هناك بعض الصفات التي تريدينها والبعض لا يوجد، أهم شيء الدين والخلق والقدرة على الباءة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة) أي القدرة على الإنفاق والسلامة الصحية، فإذا توفرت هذه فلا ترفضي أحداً واستعيني بالله عز وجل، ولا تنتظري أن يأتيك ملِك جمال الشاشة؛ لأن هذا في الغالب لا يأتي بسهولة، وقد يكون جميلاً ولكنه قد يكون فاشلاً أو ليس بصاحب دين ولا خلق؛ ولذلك أعظم شيء تحرصين على إيجاده في من يتقدم إليك إنما الدين والخلق، كما أخبر النبي - عليه الصلاة والسلام -.

أسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يمنَّ عليك بزوج صالح عاجلاً غير آجل، وأن يوفقنا وإياك إلى كل خير، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً