الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النحافة والهزال لدى الأطفال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني كثيراً من ضعف ابنتي وهزال جسمها، وأحس بالعجز والحيرة، والألم واليأس، بعد أن باءت محاولاتي طوال الأربع سنوات بالفشل.

طفلتي عمرها أربع سنوات ووزنها تسعة ونصف كيلو فقط، عندما ولدت كان وزنها 2 كيلو و 800، أرضعتها طبيعياً، ثم بدأت أدخل لها الأصناف الأخرى بالتدريج بحسب تعليمات الطبيب، وعلى ضوء ما قرأت ومن حينها ظهر رفضها للطعام وأصبحت أجرب معها كل الطرق دون فائدة.

تأكل القليل فقط وبعد إلحاح وجهد جهيد، ثم أخذناها للأطباء وأعطيت فواتح الشهية، ولكن لم تزد كيلو واحداً، ثم بدأت تظهر عندها أعراض الكحة والقيء أحياناً أثناء الأكل وذهبنا إلى الأطباء، قال أحدهم: ليس بها شيء، ودعيها ولا تصري عليها لتأكل، وسبب النحافة ربما يكون وراثة خاصة إذا وجد في الأسرة من يعاني من هذا.

إن ابني نحيف أيضاً، ولكن ليس بهذا السوء، وقال أحدهم إنها الحساسية ولقد راقبت هذا فوجدت أنها تكح وترجع أحياناً، وهذا من كل ما تأكل، وقال آخرهم: بما أن القيء مخلوط بالبلغم فإن هذا سببه المعدة، وأعطانا بعض الأدوية مع فاتح للشهية وفيتامين.

وللأسف لم تزد ولم تتحسن، علماً بأنه لم تعمل منظاراً للمعدة وقابلنا غيرهم الكثير ولم نوفق حتى الآن، علماً أنها وعند ولادتها كانت مصابة بالصفرة، كما أنها تصاب باحتقان الحلق أحياناً وأيضاً مصابة بالأكزيما، ولقد انتقلت إليها من والدها، أما أنا فأصاب بسكري الحمل، ولقد أخذت المحرض وحقنة الظهر عند الولادة، كما أني مصابة بالصداع النصفي كما أنه أنا وزوجي من الأقارب.

علماً أن نمو طفلتي فيما عدا الوزن والطول طبيعي جداً -والحمد لله- لقد مشت في الشهر 11 وتكلمت وسننت في وقت مبكر، وهي ذكية جداً، فهي الآن في تمهيدي أول متفوقة وممتازة والأولى على الصف، وكما تقول معلماتها.

والآن وقد أطلت عليكم كثيراً (وأنا آسفة) أريد أن أعرف ما هي علتها وماذا علي أن أفعل، وهل هناك أمل أن تشفى بأن يزيد وزنها وتطول؟

أعينوني أعانكم الله فأنا لا أهنأ بطعام ولا بنوم، وقلبي ينفطر كلما نظرت إليها، وأدعو الله كلما خرجت للروضة أن ترجع سالمة، فأنا أخاف أن تقع أو يمسكها أحد بقوة فتنكسر.

شكراً لكم وجزاكم الله كل خير وحفظكم من كل سوء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هبة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن المهم عند التعامل مع مشاكل الأكل مع الأطفال التعامل بالصبر والهدوء.

أولاً: أنا لا حظت قلقك الشديد من خلال الرسالة، وأعتقد أن هذا ينعكس على طريقة تعاملك مع الطفلة؛ لذا فأول خطوة يجب ضبط النفس.

ثانياً: يجب تزويد الطفلة بالعناصر الهامة مثل الحديد وتصليح أي نسبة أنيميا أيضاً يجب إعطاء كالسيوم ومجموعة فيتامينات.

بالنسبة للتعامل مع الطفلة أقترح الاستعانة بطبيب نفسي، مع أخصائي تغذية ويستحسن أن تكون لديهم خبرة بالأطفال، وذلك لتقييم حالة الطفلة لأنه فيما يبدو أننا نواجه مشكلة نفسية تتعلق بالأكل؛ لأن الأسباب الأخرى للفشل في زيادة الوزن ومن خلال ما ذكرتيه أن الطفلة طبيعية ونسبة ذكائها طيبة وبالتالي يمكن أن تكون المشكلة نفسية وهذا يحدث في الأطفال وهناك مجموعة من الأمراض أشهرهم "Anorexia nervosa" وهذه الأمراض يتطلب علاجها صبراً، ووضع برنامج لتعويد الطفل على الطعام شيئاً فشيئاً.

عموماً هناك إرشادات عامة بالنسبة لهذا العمر أتمنى أن تساعد أيضاً:

المعدل الطبيعي للوزن في هذا العمر فهو ما بين 13,2 إلى 19,8 كيلو جرام .

وبالنسبة للأكل في هذا السن، فهذا السن هو سن اللعب والنشاط والطفل يريد أن يكتشف العالم من حوله، ومع مرور الأيام تزداد قدراته الذهنية والحركية ويبدأ في اكتشاف أشياء جديدة، والعبرة ليست بكمية الأكل، وإنما العبرة بنوعية الأكل وتوازنه وحصول الطفل على احتياجاته من العناصر الغذائية المختلفة للنمو السليم.

يجب أن يأخذ الطفل احتياجاته من البروتين: (اللحوم والدجاج والأسماك واللبن والبيض والبقوليات)، ومن الدهون (السمن الزيت في الطعام)، ومن الكربوهيدرات (الخبز، الأرز، المكرونة)، ومن الفيتامينات والمعادن (الخضروات الطازجة والمطبوخة والفواكه).

وعلينا أن نحرص على اتزان الوجبات، ولا يهم أن يتناول كميات كبيرة من وجهة نظرنا، وأود أن أنبه إلى أن استعمال ما يسمى بفواتح الشهية غالباً لا يأتي بثماره، ويتحمل الطفل فقط الآثار الجانبية للدواء.

من المهم أن نجعل الأكل شيئاً مثيراً للطفل وننوع فيه، لا أن يكون شيئاً مملاً، وغالباً ما يكون الصراخ في وجه الطفل عندما لا يأكل بشكل جيد سلوكاً عاماً، وهو بالطبع شيء سلبي ويزيد من المشكلة ولا يحلها، فعلينا أن نعيش مع الطفل في عالمه ونحاول أن نفهمه، وهو لن يستوعب أن عليه أن يأكل لكي يكبر بشكل صحي، وأن لديه احتياجات يجب أن يحصل عليها.

وهناك بعض النصائح في الاستشارة رقم: (266100) يمكن أن تطلعي عليها لإفادتك في أكل الطفل.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا محمد

    السلام عليكم

  • السعودية ابو احمد

    افضل فاتح طبيعي للشهية هو عصير البرتقال بمقدار ربع او نصف كاس بدون سكر وبعدها سيطلب الطفل الطعام تلقائيا . هذا طبعا اذا لم يكن سبب انسداد شهية الطفل هو اكله للبسكويتات والعصائر المعلبة بين الوجبات وهذا خطأ الأهل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً