الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصداع الشديد أصابني بضعف التركيز، فعل يفيدني توباماكس؟

السؤال

الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قد استشرتك سابقاً، كان لدي قلق ووصفت لي سيبرالكس، والحمد لله تحسنت كثيراً، وأشعر أني أصبحت طبيعياً، ولكن المشكلة يا دكتور أني منذ أصبت بالقلق من عشر سنوات إلى الآن لازال يلازمني ألم في رأسي مستمر معي يومياً لا تجدي معه المسكنات، ولكنه ليس شديداً أيضاً، لكن يضايقني، حيث أنه لا يجعلني أستطيع التركيز، وهذا الألم أقدر أن أشبهه وكأن رأسي معبأ بالهواء أو كأنه مشدود من الداخل، وهذا الشيء أثر على حياتي اليومية والعملية والاجتماعية.

ذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب قريباً، وعمل لي أشعة مقطعية وكانت سليمة، ثم عمل لي تخطيطا للدماغ وقال لي: نتيجة التخطيط تدل على وجود كهرباء زائدة لديك في الدماغ، وهذا هو سبب المشكلة التي أنت تعاني منها، مع العلم أني لم أصب بتشنج أو صرع طوال حياتي، وكتب لي دواء توباماكس أستخدمه تدريجياً حتى الوصول لجرعة 100 مل.
أريد توضيح الآتي - يا دكتور - بالتفصيل ـ جزاك الله خيراً ـ:

1- هل من الممكن أن يكون لدي كهرباء زائدة وأنا لا أتشنج أو أصرع؟ وهل من الممكن أن أكون معرضا للصرع أو التشنج في المستقبل؟ وهل الألم الذي في رأسي ربما يكون من زيادة الكهرباء؟

2- إذا استخدمت العلاج فما هي المدة المتوقع التحسن بعدها؟ وكم سأستمر على العلاج، وما هي أعراضه الجانبية؟

علماً أني في الأسبوع الأخير للانتهاء من استخدام السيبراليكس، حيث أني سحبت الجرعة تدريجياً من 20 مل حتى وصلت الآن إلى 5 مل.
أشهد الله أني أحبك - يا دكتور محمد - وأثق في استشاراتك، فلذلك أنا متوقف عن استخدام توباماكس حتى تصل استشارتكم.

أرجو أن تفصّل لي جميع النقاط، وأن يكون الرد في أسرع وقت ممكن، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأحبك الله الذي أحببتنا فيه، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعاً، وأن يكتب لك الشفاء والعافية والسلامة.

بالنسبة لتخطيط الدماغ، فهنالك قد تظهر فيه بعض التغيرات، هذه التغيرات قد تكون بالشدة والوضوح الذي يجعل الطبيب يشخص وجود بؤرة صرعية، هذه البؤرة الصرعية قد تكون خاملة أو كاملة أو قد تكون بؤرة نشطة، وهذا بالطبع يظهر في شكل تشنجات، وليس من الضروري أن تكون التشنجات كاملة، فربما تكون حركة جزئية بسيطة في جزء من الجسم دون فقد للوعي، هذا بالنسبة للصرع.

أنا حقيقة لا أعتقد أنك مصاب بمرض الصرع؛ لأن مرض الصرع لا يؤدي الشعور بالصداع، قد يحدث صداعا لدى بعض الناس بعد النوبة الصرعية، بعد أن يحصل الانقباض العضلي ثم الاسترخاء العضلي ويدخل الإنسان في حالة نوم، ثم ربما يستيقظ بعد ذلك وهو يعاني من ألم في رأسه، ولكن ألم الرأس الذي تعاني منه لا أعتقد أنه حقيقة ناتج من أي نشاط صرعي، إلا أنه ربما يكون هذا الصداع ناتجاً من القلق، فهذا يعرف تماماً أن الانشدادات العضلية خاصة عضلة فروة الرأس، وهي عضلة كبيرة جدّاً، وأي نوع من الانقباض أو الانشداد في هذه العضلة قد يؤدي إلى الصداع.

ثانياً: هنالك نوع من الصداع النصفي والذي يسمى بـ (الشقيقة) ليس من الضروري أن يكون صداعاً نصفياً بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكنه صداع لا يستجيب للمسكنات.
وحقيقة الطبيب حينما وصف لك عقار (توباماكس Topamax) فهو ليس الخيار الأول في علاج الصرع، ولكنه خيار أول في علاج الصداع، خاصة إذا اعتقد الطبيب أن هذا الصداع ربما يكون ناتجاً من الشقيقة أو الصداع النصفي.

أعتقد أن الطبيب اتخذ منهجاً فيه الكثير من الذكاء، وهو أراد أن يفسر لك الحالة بأن قال لك: (توجد نوع من الزيادة في الكهرباء في تخطيط الدماغ) ذلك ليبرر لك وصف هذا التوباماكس، بالرغم من أنه – كما ذكرت لك – يمكن أن يستعمل فقط لعلاج الصداع دون أن توجد أي نشاطات صرعية، وربما يكون الطبيب لاحظ هنالك نشاطا بسيطاً ومع وجود الصداع رأى أن التوباماكس سوف يكون الدواء المناسب.

أنا حقيقة أرجوك أن تستعمل التوباماكس ولكن ابدأ بجرعة صغيرة وهي خمسة وعشرون مليجراماً، ثم ارفعها تدريجياً حتى تصل إلى مائة مليجراما، وربما تكون جرعة خمسين مليجراماً أيضاً كافية في حالتك.

إذن استخدم الدواء دون أي تردد، وهو دواء بسيط، وأسأل الله تعالى أن يعجل لك في الخير والنفع والفائدة، وهذا الدواء فقط ربما يؤدي إلى نقصان في الوزن بسيط، هذا يجب أن أنبهك إليه فلا تنزعج؛ لأنه قد يفقد الشهية للطعام خاصة في الأيام الأولى، ونحن نستخدم هذه الميزة في بعض الأحيان نعطيه لبعض الأخوة والأخوات الذين يتناولون الزيروكسات Seroxat أو السبرالكس Cipralex؛ لأن هذه الأدوية بعض الأحيان تزيد الوزن، فأعطيهم خمسة وعشرين مليجراماً من التوباماكس، وأعرف أنه أيضاً دواء مثبت للمزاج، وفي نفس الوقت هو يخفف كثيراً من الوزن.

فاطمئن تماماً وإن شاء الله ليس لديك صرع، فقط ربما تكون هنالك نشاطات دماغية بسيطة ظهرت في حركة تخطيط الدماغ، وكما ذكرت لك فأعتقد أن الطبيب أعطاك التوباماكس ليس كعلاج للصرع ولكنه كعلاج للصداع المزمن، أعتقد أنني قد أوفيت الإجابة بقدر المستطاع.

أما بالنسبة للسؤال الأول: فلا أعتقد أنك سوف تكون معرضاً للصرع ولا للتشنجات، وكما ذكرت لك لا أعتقد مطلقاً أن هذا الصداع ناتج من زيادة في كهرباء الدماغ.

أما سؤالك الثاني وهو: إذا استخدمتَ العلاج فما هي المدة المتوقعة للتحسن؟ فأعتقد أن مدة أربعة إلى ستة أسابيع هي المدة التي نتوقع أن يحدث فيها تحسن - بإذن الله تعالى -.
أما ما هي أعراضه الجانبية، فإن التوباماكس ليس لديه أعراض جانبية كثيرة، فقط ننصح بأن تبدأ باستعماله بجرعة صغيرة، وهو دواء سليم جدّاً، إلا أنه في حالات نادرة جدّاً ربما يؤدي إلى نوع من القلق النفسي، ولكن هذه حالة نادرة جدّاً، وربما أيضاً يؤدي إلى حساسية أو طفح جلدي بسيط، وأيضاً هذا نادر ما يحصل، فلا تنزعج أبداً فهو من الأدوية السليمة جدّاً، وكما ذكرت لك أرى أنك سوف تستفيد منه، وربما لا تحتاج إلى جرعة مائة مليجرام – كما ذكرت لك – فربما تكون جرعة خمسين مليجراماً كافية ومناسبة بالنسبة لك، ولكن حاول أن تتبع إرشادات الطبيب حسب ما وصفه لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً