الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحلول المناسبة لتأذي الزوجة من السكن عند أهل زوجها

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر سبعة وعشرين عاماً، متزوجة منذ سنة، وقد تعرفت على زوجي في العمل وأحببنا بعضنا كثيراً، لكن كان شرطي للزواج أن يكون لنا منزلنا الخاص بنا؛ لأنه كان يريد أن نسكن مع أهله.
وقد ترددت كثيراً لأنني كنت متأكدة بأنني لن أستطيع العيش مع أهله، خصوصاً أنني كنت أؤمن بالحرية المطلقة في التصرف في بيت والدي، لكن زوجي ألح علي كثيراً ووعدني أن نسكن معهم بعض الوقت ثم نبحت عن مسكن لنا، ولحبي الكبير له وافقت بالرغم من رفض أهلي للفكرة، إلا أني أقنعتهم بصعوبة وصلت إلى الشجار معهم، رغم أني كنت خائفة بدرجة كبيرة.
وبعد مرور سنة على زواجنا وجدت نفسي في دوامة كبيرة، ولم أشعر بالراحة أبداً، ورغم أن أهل زوجي أناس طيبون إلا أنه يصعب علي العيش مع سبعة أشخاص في بيت واحد، حيث لم أتعود على ذلك، بالإضافة إلى أنني لا أتصرف بحرية مع زوجي.
وقد بدأت أبحث عن المسكن ولكني لم أنجح في ذلك نظراً لغلاء الأسعار، وصرت أدخر كل راتبي لنستطيع شراء منزل؛ لأن زوجي يرفض فكرة الإيجار، وأهملت نفسي وصرت عصبية ولم أعد أستطع التحمل، وفي آخر المطاف أصبح زوجي يشتكي من أنني تغيرت في معاملتي له، وهو يتجنب الكلام معي في موضوع البيت، ويؤجل ذلك دائماً ولا يريد مساعدتي في ذلك، فهل لي الحق في أن يكون لدي بيتي الخاص؟!
علماً بأنني أشعر دائماً بأنني ضيفة في منزل أهل زوجي وكذلك عائلتي، فهم لا يزورونني إلا نادراً لكي لا يزعجوهم، وأشعر أني على حافة الانهيار وزوجي لا يهتم لذلك رغم أنه يحبني وأحبه، فماذا أفعل؟!
وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرغم تقديري الكبير لحاجتك لمنزل تجدي في راحتك - وهذا أمر في غاية الأهمية - إلا أنني أخالفك في طريقة المعالجة، وأنا في الحقيقة سعيد بشهادتك لأهله بأنهم طيبون، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأمره وأن يصلح الأحوال ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

نحن نفضل في مثل هذه الأحوال أن تكون البداية بإدارة حوار مع الزوج وإشعاره بحاجتك لمكان تمارسين فيه حياتك بحرية تامة، بعد أن تؤكدي له أن أهله طيبون ولكن هناك خصوصيات بين الأزواج، بالإضافة إلى أنك لم تعتادي مثل هذه الأجواء.

لا مانع بعد ذلك من مشاورته في عمل صندوق مشترك من أجل هذا الغرض، وأما أن تحرمي نفسك من أجل تحقيق هدف لا يشاركك فيه على الأقل في هذا الوقت فهذا أمر يسبب الضيق للطرفين، ولا يوصل إلى النتائج المطلوبة، وقد يعطي رسائل سلبية للطرفين كما هو الحاصل الآن.

إذا كنت تحبين زوجك -وهو بلا شك يحبك- فلابد من تضحيات، مع ضرورة أن تكون الحلول مدروسة ومتفق عليها، ونقترح عليك عمل جلسات للمصارحة والتفاهم قبل تفاقم الوضع، وعندها سوف تخرج المسألة من الإطار المقبول وتصل الرسائل السلبية لأطراف أخرى، وقد يصعب على بعضهم تفهم الأمر.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ووصيتنا لزوجك أن يتقي الله فيك وأن يجتهد في تهيئة الأجواء الكريمة الشرعية لك، ونسأل الله لكما دوام المحبة والتوفيق، ونوصيكم بالتعاون على البر والتقوى.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً