الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جدتي تعارض زواجي رغم أني قاربت العشرين من العمر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب ملتزم وبعمر 19 عاماً، أريد أن أكمل نصف ديني بالزواج، ولدي القدرة المالية ولله الحمد، ولدي وظيفة حكومية وأدرس بجانب عملي - أدرس صباحاً وأعمل من الساعة الثالثة ظهراً حتى التاسعة مساء -.

المشكلة أن جدتي - أم والدتي رحمها الله - ترفض الفكرة تماماً وتعتبرني صغيراً، وتطلب مني تأجيل ذلك بعد الدراسة، وأريد أن أحصن نفسي من الحرام.

علماً بأن أخي سيتزوج بعد عدة أشهر، وأريد أن أتزوج معه لأن مصاريف الزواج كثيرة ولا أستطيع أن أتزوج وحدي فيما بعد، فكيف أقنعها؟!

ساعدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ث . ذ . ر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد أسعدني حرصك على تحصين نفسك، لأننا في زمن الفتن، ونبشرك بأن الله سبحانه في عون من يطلب العفاف بالنكاح، وأنت موعود بالغنى والخير، ولا عجب فإن الله سبحانه يقول: (( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ))[النور:32]، وفهم سلفنا الأبرار مراد الله فكان قائلهم يردد: (التمسوا الغنى في النكاح)، والمرأة تأتي برزقها وكذلك الأطفال، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك التوفيق والسداد.

لا شك أن كلام الجدة ليس في مكانه، وتأخير الزواج بدعة دخيلة على مجتمعاتنا، وكل من يتزوج يتمنى لو أنه لم يتأخر، فامض لما عزمت عليه، وتوكل على الله واستعن بالله.

أما بالنسبة للجدة فنحن نتمنى أن تقترب منها وتتعرف على أسباب خوفها ورفضها، فربما كان السبب هو حبها، وربما كان السبب هو خوفها من ذهابك عنها، وربما كان السبب هو اعتقادها أنك لا تزال صغيراً وربما ....، وإذا عرف السبب بطل العجب وسهل عليك تصويب الخلل والعطب.

نحن ندعوك للاقتراب من الوالدة (الجدة) وزيادة البر لها، وإزالة المخاوف التي في نفسها، كما أرجو أن تطلب مساعدة الوالد والخالات والفاضلات والأخوال والعلماء، بالإضافة إلى شقيقك الذي يرغب في الزواج، فإن زواجك معه نفع لك وله.

أرجو أن تعلم أن كبار السن يحتاجون لمن يحسن الاستماع ثم يفعل ما يرضي الله، وطلب العفاف مقدم على طاعتها، ولكننا ندعوك للتلطف بها والإحسان إليها مع ضرورة الاستفادة من فرصة زواج أخيك الأكبر، الذي نتمنى أن يكون له دور كبير في إقناع الأهل بمن فيهم الجدة، والمبادرة منه أفضل من كلامك أنت، ونسأل الله أن يقدر لك وله الخير.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونذكرك بأن في الزواج عون على النجاح، ونتمنى أن تحسن الاختيار حتى تكون زوجتك عوناً لك على إكمال المشوار العلمي، ونسأل الله لك التوفيق والثبات والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً