الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر الحزن على آلام الرقبة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحييكم إخوتي في الله، وأدعو الله عز وجل أن ينفعنا بعلمكم، وجزاكم الله خيراً.

أما سؤالي فهو بدأ عندما تعرضت أختي - رحمها الله - لحادث صدمة كهربائية وتوفت بعدها - رحمها الله ورحم الله موتى جميع المسلمين- آمين.

ومن ذلك اليوم شعرت بألم شديد في الرقبة، علماً بأني كلما أشعر بحزن شديد بعدها يأتي نفس الألم، يبدأ من الرقبة إلى أسفل ظهري، وكأنه جريان ماس كهربائي قد أصابني، فهل هذا مرض؟ وهل له علاج؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزك الله خيراً، وبارك الله فيك، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لموتانا وموتاكم ولجميع موتى المسلمين.

فإن حالة الألم الشديد في منطقة الرقبة حين الشعور بتغير عاطفي يميل نحو الحزن أو حتى لحدوث القلق يدل على وجود تقلصات وانقباضات عضلية تحدث في منطقة الرقبة ومنطقة الظهر، وهذه الظاهرة معروفة في العلوم الطبية النفسية، بمعنى أن التوترات النفسية الداخلية – أيّاً كان مصدرها – تؤدي إلى توترات وانشداد عضلي لدى بعض الناس، ويحدث هذا في مناطق معينة في الجسم أكثرها قابلية هي عضلات فروة الرأس وعضلة الصدر وعضلات الرقبة وعضلات أسفل الظهر وكذلك عضلات القولون العصبي.

فالحالة إذن هي إن شاء الله تعالى حالة بسيطة، وهي تحول الشحنات والسمات النفسية من توتر وقلق وحزن إلى توتر عضلي، وهذا التوتر العضلي حين يكون شديداً يؤدي إلى هذا الألم.

لا نستطيع أن نقول: إن هذا مرض بمعنى المرض، ولكنها ظاهرة نفسية، والظواهر النفسية هي حالات أقل درجة من حالات المرض، والعلاج هو بالطبع أن تتفهمي السبب، وقد قمنا بشرحه لك، وعليه حاولي أن تكوني متوازنة في عواطفك بقدر المستطاع.

ثانياً: التعبير عن العواطف يعتبر أمراً جيداً ويقلل من هذه الحالات، لا نقول لك: يجب أن تقابلي الحزن دائماً بالبكاء؛ لأن الصبر هو الأفضل، ولكنَّ التعبير عن المشاعر بما هو معقول يؤدي إلى نوع من التفريغ النفسي الذي يقلل من هذه الانقباضات العضلية، فإذا قال لك شخص مقولة لم تكن مرضية بالنسبة لك يجب أن تعبري عن نفسك في حدود ما هو معقول وفي حدود ما هو مقبول، أي: لا تتركي الشحنات النفسية الداخلية تتكون وتتراكم، وهذا يظهر لديك في شكل توترات عضلية.

ثالثاً: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء هي أيضاً مفيدة جدّاً لعلاج مثل هذه الحالات، هنالك تمارين استرخاء العضلات يمكنك ممارستها بأن تستلقي في مكان هادئ – في الغرفة – وتكون الإضاءة غير شديدة، ويكون الاستلقاء على كرسي مريح أو يمكنك الاضطجاع على السرير، وبعد ذلك أغمضي عينيك وتأملي في شيء طيب وجميل، قومي بعد ذلك بقبض راحة اليد اليسرى بقوة وشدة وتركيز حتى تشعري بالألم، وقولي لنفسك: (الآن أنا أقبض على راحة يدي بشدة وأحس بالألم)، وبعد ذلك قومي بإطلاقها وفكها والدخول في مزاج استرخائي، وهنا تقولين لنفسك (الآن أنا في حالة استرخاء ويدي مسترخية)..

كرري هذا التمرين ثلاث مرات في اليد اليسرى، وثلاث مرات في اليد اليمنى، وطبقي هذا التمرين على مجموعة العضلات الأخرى: عضلات الصدر، قومي بالشد عليها بشدة ثم بعد ذلك أطلقيها، وهكذا بالنسبة لعضلات البطن وعضلات الساقين أيضاً والقدمين، أقبضي بشدة ثم بعد ذلك أطلقي العضلات لتكون في وضع استرخائي.

هنالك تمرين آخر وهو تمرين التنفس التدرجي، هذا التمرين يتطلب وأنت مستلقية أو مضطجعة وفي تأمل إيجابي وتذكر أحداث سعيدة، قومي بأخذ نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف، املئي صدرك بالهواء، وبعد ذلك أقبضي على الهواء في صدرك لمدة قصيرة ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم، ويكون هذا أيضاً بكل قوة وبكل بطء، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء وسوف تجدين فيه - إن شاء الله تعالى – فائدة كبيرة جدّاً.

رابعاً: أرجو أن تمارسي أي نوع من التمارين الرياضية كرياضة المشي أو الجري، أو أي رياضة متاحة بالنسبة للمرأة المسلمة داخل البيت.

خامساً: حاولي عند النوم ألا تضعي رأسك على وسادة (مسندة) عالية، يجب أن تكون المخدة واحدة وغير سميكة أو عالية، هذا ضروري جدّاً.

وكنوع من التحوط أيضاً لا مانع أن أصف لك علاجاً دوائياً بسيطاً مضاداً للقلق، هنالك دواء يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال MOTIVAL) أرجو تناوله بمعدل حبة واحدة ليلاً لمدة شهر واحد، ثم توقفي عن تناوله، ولكن لا مانع من تناوله عند اللزوم، بمعنى إذا عاودتك هذه الآلام بشدة فلا مانع من أن تتناولي حبة واحدة يومياً لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام.

هنالك أيضاً أدوية تؤدي إلى استرخاء العضلات منها العقار الذي يعرف باسم (بزارول PESEROL) يمكن تناوله أيضاً بمعدل حبتين عند اللزوم، وهو دواء جيد جدّاً.

فهذه هي الإرشادات التي أرى أنها سوف تساعدك كثيراً، وإن شاء الله باتباعها سوف تجدين أن هذه الآلام قد خفت بصورة واضحة أو انتهت بالكلية.

بارك الله فيك، ونشكرك على ثقتك فيما يقدمه موقعك إسلام ويب.

ويمكنك الاستفادة من هذه الاستشارات عن كيفية الرقية الشرعية: (237993- 236492-247326).
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً