الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك علامات تبين قرب موت الشخص؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يقال إن الناس قد ترى وتعرف علامات على الشخص الذي اقترب موته بحوالي أربعين يوماً، فهل هذا الكلام صحيح؟ وما هي تلك العلامات؟

علماً بأني سمعت بأن الشخص نفسه لا يدرك هذه العلامات، ولكن من حوله قد يعرفون أن موته سيكون خلال الأربعين يوماً القادمة.

بارك الله فيكم وجزاكم جنات النعيم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتنا وإياك على الحق، وأن يوفقنا وإياك وسائر المسلمين لطاعته ورضاه، وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً، كما نسأله تبارك وتعالى أن يجنبنا البدع والمنكرات، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن هذا الكلام لا أساس له من الصحة، ولم يقل به أحدٌ من العقلاء، والكلام إما أن يكون مصدره موثوق، أو يكون عبارة عن أشياء لا أساس لها من الصحة، فإذا كان هذا الكلام موجوداً في كتب فلا بد أن ننظر في هذه الكتب؛ لأن الآجال من الأشياء الغيبية التي لا يطلع عليها أحد أبداً.

وقد نستطيع أن نقول بأن الميت أحياناً قد يشعر ببعض التغير أو يرى بعض الرؤى، وفي آخر لحظات حياته قد يرى ملائكة الموت مثلاً وهم يزورونه، أو يرى الملائكة الذين ينزلون مثلاً لأخذ روحه إلى السماء، وأما من حوله فلا يعرفون ذلك، حتى وإن كانوا أطباء، إلا إذا كان المريض لديه مرض معروف نهايته، ورغم ذلك لا يستطيع الطبيب أن يجزم يقيناً بأن هذا سيموت في اليوم الفلاني أو في الوقت الفلاني؛ لأن هذا مما استأثر الله بعلمه كما قال الله تعالى: ((وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ))[لقمان:34].

فهذا كلام لا أساس له من الصحة وأقاويل ليس عليها أي دليل، ولا يستطيع أحد أن يذكر لك علامات مطلقاً، وإن ذكر لك علامات فنريد شيئاً واحداً، وهو أن تطلبي منه مصدر هذا الكلام، من أين جئتم بهذا الكلام؟ وإذا كان هناك من كتاب دلوني عليه، فإن كان هناك من كتاب حقيقي فمن الممكن أن تكتبي لنا وأن نتناقش في الأمر، فهذه الأمور غيبية لا يمكن أن يقطع بها لا طبيب أو غيره، ولكن بعض الأمراض قد يكون معروف أن نهايتها مثلاً الموت، ولكن تحديداً لا يمكن، يعني بعض أمراض الكبد وأمراض القلب وغيره، فأحياناً الأطباء يقولون بأن الكبد هذا قد توقف عن العمل، أو القلب قد توقف عن العمل، وأن هذا قد يموت في ظرف كذا، ولكن لا يستطيعون التحديد بدقة.

نسأل الله أن يبصرنا وإياك للحق، وأن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً