الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مرض النقرس .. أسبابه وكيفية علاجه

السؤال

قبل ستة أشهر عملت تحليلاً ووجدت نسبة الكوليسترول في الدم (326)، (Ldl 195)، وقد فوجئت بالنتيجة وذهبت للطبيب فقال لي أن أنظم الوجبات الغذائية، وأمتنع عن اللحوم والدهون، وأشرب ملعقة زيت زيتون صباحاً، وبالفعل بعد ثلاثة أشهر كانت النتيجة (120 Ldl)، ولكن في التحليل وجدت اليورك أسيد (8.12)، وأعرف أن الطبيعي من (3 - 7)، فأشار الطبيب عليّ بمنع أي شيء فيه كافيين كالشاي أو القهوة أو الشوكولا أو البيبسي، وكذلك اللحوم والفول، فهل هذا صحيح؟

علماً بأنه لم يكتب لي علاجاً لأن نسبة اليورك أسيد تحت التسعة.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عبد العليم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله أن الأمور مع الكولستيرول قد تحسنت على الغذاء والحمية، وعليك بالاستمرار بها، ولم تذكر إن كان عندك حصوة في الكلية في السابق، وإن كان قد حصل عندك نقرس - وهو التهاب حاد في المفاصل يترافق مع تورم في المفاصل واحمرار وسخونة المفصل وآلام حادة شديدة في المفاصل - لأن كل هذه المعلومات تفيدنا في تقرير حاجتك للدواء لعلاج ارتفاع حمض البول أم لا.

وبشكل عام فإن الجسم يحتاج إلى (10 - 20) سنة من ارتفاع حمض البول لكي يسبب النقرس، وكلما ارتفع أكثر فإن احتمال حصول حصوة في الكلية يكون أكثر، وإن ارتفاع حمض اليوريك أو حمض البول لا يعني بالضرورة حصول النقرس دائماً، فهناك (10 - 20) من الناس يكون عندهم حمض البول مرتفعاً، و(10%) فقط من هؤلاء الناس يحصل عندهم النقرس، أي أن هناك (90%) ممن يكون عندهم حمض البول مرتفعاً لا يسبب عندهم أي شيء.

وارتفاع حمض البول إما أن يسبب حصوة في الكلية أو النقرس، فإن لم يكن أي من هذين الاثنين عندك فلا حاجة لأن تشغل بالك.

وبشكل عام فإن العامل الوراثي له دور كبير، والعامل الغذائي له (15%) فقط من نسبة حمض البول، أي أنك لو انقطعت عن الطعام كلياً وشربت الماء فقط فإن حمض البول لن ينزل أكثر من (15%) من نسبته، فالجسم يصنع يومياً هذا الحمض، سواء تناولنا الأطعمة التي تحتوي على البيورين كاللحوم الحمراء والكلاوي والكبد وبعض الأسماك أو لم نتناول هذه الأطعمة، إلا أنها تزيد بنسبة (15%) من نسبة حمض البول المصنع، فإذا قللتها أو امتنعت عنها فإن حمض البول ينزل بكمية قليلة لا تتجاوز (15%).

وأما علاجه فعادة لا نعالج ارتفاع حمض البول بحد ذاته إلا إذا كان عند المريض قصة سابقة لحصوة في الكلية أو مرض النقرس أو زيادة في طرح حمض البول في البول، وهذا نستطيع قياسه بتجميع البول لمدة أربع وعشرين ساعة.

ويرتفع حمض البول عند من يتناولون أدوية الضغط التي تحتوي على المدرات، ومن يتناول حبوب الأسبرين لحماية القلب، ولا حاجة لأن تنشغل كثيراً إن لم يكن عندك النقرس أو حصوة في الكلية، وفقط قلل من اللحوم الحمراء والكلاوي والكبد - كما ذكرت - وهو لا يحتاج لعلاج.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ام ركان

    شكرًا على هذه المعلومات القيمة اللي أفدتني كثيراً لوجود مشكلة مشابهة لدي

  • رومانيا محمد صبحي

    ممتاز.بارك الله فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً