الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفع مستوى الذكاء عند الأطفال

السؤال

أنا أم لبنتين وولد، أعاني من مشكلة مع ابني الكبير في الدراسة - يدرس في الصف الثاني الابتدائي - فأنا أدرسه جيداً بشكل كامل مع التكرار، ولكن عند الامتحان يجيب بشكل خاطئ عن السؤال الذي يعرف جوابه بشكل صحيح، وعند مراجعة الامتحان معه يصدم؛ لأنه كان قد أجاب بشكل خاطئ في الامتحان، فهل هي مشكلة مرضية أم نفسية؟!

علماً بأن ابنتي الثانية مهما كررت معها التحفيظ فإنها تحفظ بصعوبة، فدلوني على الطريقة المناسبة لتدريسهم.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم قصي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلابد أن تتأكدي من مستوى الذكاء لدى ابنك حفظه الله، فأنت تقومين بالدور الكامل في دراسته وتشجعيه من أجل أن ينجح في الامتحانات، ولكن العائد - كما ذكرت - ضعيف، وتكون نتائجه ليست موازية أو لا تتطابق مع المجهود الذي بُذل.

ونحن دائماً نقيم الأطفال من ناحية الذكاء، فإن هناك ذكاء عاماً، وهناك صعوبات تعلم تكون لمواد أو مقدرات معينة، قد يكون الطفل صاحب ذكاء ممتاز، ولكنه على سبيل المثال يفتقد القدرة على الهجاء أو أنه يفتقد القدرة على كتابة الأحرف بصورة صحيحة أو أنه يفتقد المقدرة على الجمع أو على الطرح أو على الضرب، وهكذا، وهذه علة معروفة من صعوبات التعلم الخاص، وكثيراً لا تكتشف إلا بواسطة الخبير المختص، فأرجو إذا كانت هناك إمكانية لأخذ هذا الابن إلى أخصائي النفسي – وليس الطبيب النفسي – ليقوم باختبارات الذكاء واختبارات التعلم المختلفة، هذا هو المبدأ الأول.

وإذا كان الطفل طبيعياً وكل شيء طبيعياً وفي موقعه وليس هنالك ما يدعو إلى القلق حيال مقدراته المعرفية وذكائه، فحاولي أن تركزي معه على حل الامتحانات السابقة، فمن الواضح أنه يريد المزيد من التمارين في كيفية حل الامتحانات، وأنت لا تركزين فقط على تحفيظه وتذكيره للمعلومة، يجب أن تعطيه أسئلة ويقوم بالإجابة عليها، واجعلي هذه الأسئلة مثل ظرف الامتحانات بالضبط، وإذا كانت هنالك امتحانات سابقة، يمكن الاستفادة منها والاستعانة بها.

وإذا كانت هناك إمكانية للاستفادة من ألعاب الكومبيوتر والألعاب ذات الصفة التعليمية هذا أيضاً يرفع من مقدرات الطفل ويطوره، وإذا لم تتوفر إمكانية لذلك أرجو ألا تزعجي نفسك ولا تحسي بالذنب أبداً، ودائماً حاولي أن تشجعيه، حين ينجز أي إنجاز خاصة فيما يخص الإجابة على الأسئلة قومي بتشجيعه وبتحفيزه، ولا تكثري من انتقاده حين يخفق، فقط قومي بتنبيهه.

إذن الخطوات المطلوبة هي:
(1) التأكد من مقدراته المعرفية والذكائية.
(2) تغيير منهج الدراسة معه، وهو الاعتماد على طريقة حل الامتحانات، ويمكنك أن تضعي أسئلة من قبلك.
(3) التحفيز والتشجيع.
(4) أن تنمي مقدرات ابنك ومهاراته، وذلك بتركه يلعب مع الأولاد الذين في عمره إذا كان الإنسان يطمئن لهم، ويجب أن يتعلم كيفية ترتيب فراشه وملابسه وكل متعلقاته الشخصية.
يجب أن تتاح له فرصة لممارسة أي نوع من الرياضة مثل كرة القدم مثلاً، هذه مهارات اجتماعية ضرورية حين نطورها سوف ينعكس ذلك إيجابياً على المقدرات التعليمية للطفل.

هذا المبدأ أيضاً ينطبق على ابنتك - حفظها الله – فقد قلت أن لديها صعوبات في الحفظ، أقول لك طبقي معها نفس المبادئ، وإذا كان هنالك من وسيلة للتأكد من أن الذكاء عادي أو غير عادي، هذا أيضاً سوف يكون أمراً طيباً.

وعليك أن تبذلي ما تستطيعين من جهد ولا تجهدي نفسك أبداً، كثير من الآباء والأمهات الذين لديهم الفطنة والمقدرة واليقظة حيال مصالح أبنائهم تجدهم يرهقون أنفسهم بشكل غير عادي، هذا لا ننصح به مطلقاً، فإن لنفسك عليك حقّاً، ويجب أن تأخذي القسط الكافي من الراحة، وشجعي الأطفال واجلسي معهم بعض الوقت وليس كل الوقت، هذه مبادئ مهمة وضرورية.

ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى النجاح والفلاح لأبنائك، وأن يجعلهم قرة عين لك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً