الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات صرعية لم تنفع معها العلاجات

السؤال

أخي -الله يحفظكم- عنده حالة غريبة لا أدري هل هي اكتئاب أم ماذا؟

أخي يشعر بشعور أنه لا يحس بالأشياء وكأن عنده كهرباء في المخ قبل ثلاث سنن وتعالج منها، والآن يعاني من هذه الحالة، علماً أنه كان يعاني منها قبل العلاج، والغريب أنها تأتي مثلاً شهرا وتذهب شهرا، أي متقطعة، وعمل تخطيط مخ قبل أسبوع وكان سليما، وأخذ علاجات للوسواس دون فائدة، واستشار طبيباً وقال أنها حالة اكتئاب، علماً أنه لا يعاني من أعراض الاكتئاب المشهور، ومن الأعراض التي يعاني منها:

1) التشتت الذهني.

2) يحس أن المشكلة في النظر فتراه يركز في الأشياء ويحس أنها غير لما كان عليه سليما.

3) قشعريرة في المؤخرة تأتي بين حين وآخر.

ويقول إن المشكلة في إحساس غريب يشعر به مسيطر عليه، ويسبب له هذه الأعراض حسب قوله.

- لا يتناول أي أدوية الآن.
- والنوم والشهية والوزن ممتاز.
- عنده زعل وكآبة من ما يشعر به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المالكي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

إن هذا الأخ – حفظه الله – كما ذكرت كان يعاني من زيادة أو اضطراب في كهرباء الدماغ، وهذا يعني ويشير إلى أنه كان يعاني من نوبات صرعية، التي قد تظهر بصورة إكلينيكية جلية كأعراض تشنجات واهتزازات في الجسم أو قد تظهر فقط في شكل تغيرات نفسية من نوع خاص، وأكثر التغيرات ذات الطابع الخاص التي نرى أن لها أهمية كبيرة وعلاقة قوية جدّاً مع الحالة النفسية هي التغيرات في كهرباء الدماغ التي تكون في منطقة تعرف باسم (الفص الصدغي).

حين توجد البؤرة الصرعية في هذه المنطقة – أي منطقة الفص الصدغي – فإن ثمانين إلى تسعين بالمائة من المرضى قد يعانون من اضطرابات نفسية مصاحبة.

أكثر الاضطرابات التي نشاهدها في مثل هذه الحالات هي: القلق، الاكتئاب، الوساوس، المخاوف، اضطرابات جنسية) وفي بعض الأحيان تكون هنالك اضطرابات ذهانية تشبه إلى درجة كبيرة أعراض مرض الفصام ولكن بصورة أقل كثيراً.

هنالك أيضاً حالة نفسية تنطبق على ما أوردته في الرسالة من أعراض يعاني منها هذا الأخ، وهي أنه يحس بشيء من الاستغراب للأمور حوله ويرى أنها متغيرة وليست كما كان متعوداً عليها، وفي حالات يكون الإنسان أيضاً يشعر بأنه هو نفسه متغير، أي ليس كما كان سابقاً.

هذه الحالة تسمى بـ (اضطراب الأنيِّة)، أو (اضطراب التغرب عن الذات)، أي يحس الإنسان نفسه أنه غريب عن ذاته أو عن محيطه، وكما وصفها أحد العلماء أن المريض يحس كأنه ينظر إلى محيطه من مكان بعيد.

هذا هو الذي أراه في حالة أخيك هذا – شفاه الله – أي أن الاضطراب في كهرباء الدماغ غالباً يكون في منطقة الفص الصدغي، والأعراض التي يعاني منها هي أعراض ما يسمى باضطراب الأنية، وهي حقيقة تُشخص تحت القلق النفسي من نوع خاص، وهذه الحالة تكون أيضاً مصحوبة بدرجة بسيطة من الاكتئاب النفسي أو الشعور بالكدر أو ما يمكن أن نسميه بعسر المزاج.

الوضع المثالي من الناحية العلاجية هو أن يستمر هذا الأخ على جرعة بسيطة من مثبتات المزاج، وهي الأدوية التي تنظم كهرباء الدماغ أيضاً، مثل عقار يعرف باسم (تجراتول Tegretol) أو يسمى علمياً باسم (كاربامزبين Carbamazepine)، ويضاف إليها أحد الأدوية المضادة للقلق والتي يعرف أنها ذات فائدة في علاج هذا النوع من الاضطراب، الدواء الذي نرشحه في مثل هذه الحالة هو عقار يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، والجرعة التي يتم تناولها تبدأ بخمسين مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً ويستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض مرة أخرى إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يمكنه التوقف عن تناولها.

هذه هي الحالة كما نراها، وهي تعتبر من الحالات البسيطة.

في بعض الأحيان حينما تكون الأعراض شديدة يعطي بعض الأطباء دواء يعرف علمياً باسم (البرازولام Alprazolam) ويسمى تجارياً باسم (زانكس Xanax) لفترة قصيرة، وهو دواء مهدأ ومزيل للقلق والتوتر، ويساعد في علاج اضطراب الأنية، فقط ينصح بأن لا يستعمل لفترة طويلة؛ لأنه ربما يؤدي إلى التعود أو الإدمان.

الجرعة المطلوبة في حالة هذا الأخ هي ربع مليجرام لمدة أسبوع - يتناولها ليلاً – ثم ترفع إلى نصف مليجرام ليلاً لمدة أسبوع آخر، ثم تخفض إلى ربع مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم إلى ربع مليجرام يوماً بعد يوم لمدة أسبوع آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هذا الأخ يجب أن يعيش حياته بصورة عادية وطبيعية، يجب أن ينخرط في كل النشاطات الاجتماعية والحياتية والوظائفية، ولا يعطل نفسه أبداً، ولا يعامل نفسه كمعاق لأنه ليس معاقاً، ويجب ألا يترك مجالاً للفراغ وللوساوس.

ويمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات حول كيفية الرقية الشرعية: (237993- 236492-247326) للفائدة.

أسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وجزاك الله خيراً على اهتمامك بأمره وتواصلك مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً