الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرعشة وخفقان في القلب عند المشادة الكلامية .. نظرة طبية

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من خفقان في القلب ورعشة في الجسم ونبض في عرق بالرأس وقت حدوثها عند مواجهة أي شخص بسبب مشادة كلامية.

أود أن ألقنه درساً ولكن تمنعي الأعراض عن المواجهة، وبالتالي أصبح جباناً أمام زملائي، ولا أستطيع أن أرد عليه كذلك.

وفي بعض المواقف إذا حصل عراك أمامي تنتابني نفس الأعراض، وأنا ما لي دخل، ما أدري ما السالفة أصلاً؟

أرجو يا دكتور ساعدني، انظر لي حلاً، والله إني أتعب نفسياً بسببها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبداية أنا لا أريدك أولاً أن تلجأ إلى العراك وإلى الانفعالات وإلى المشادات في الكلام، فإنه لمن حسن الخلق أن يكون الإنسان متسامحاً، وأن يكون الإنسان متسامياً، ولا شك أنه ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.

ولا شك أن هذا من أعظم الأدبيات التي يجب أن نلتزم بها حسب شريعتنا الإسلامية السمحة.

فأنا من حيث المبدأ أريدك أن تكون أكثر صبراً وأكثر تسامحاً وأكثر تقبلاً للآخر، قال تعالى: (( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ))[آل عمران:134]، وفي نفس الوقت أنصحك دائماً بالتعبير اللفظي المعقول: (( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ))[البقرة:83]، فالحوار والتعبير اللفظي الحكيم يجعلك تفرض نفسك على الموقف، وتجعل حتى الشخص الذي قد يكون وقف موقفاً سلبياً منك سوف يتراجع، وسوف تكون قد أفدته وأفدت نفسك بالطبع.

أفدته في أنك جعلته يتعايش ويعيش حقيقة كيف أن الإنسان يمكن أن يكون طيباً في تعامله مع الآخرين، وكيف أن مكارم الأخلاق هي التي يجب أن تسود، وفي نفس الوقت أنت إن شاء الله مأجور على ذلك، وسوف يعود عليك بالرضا الداخلي.

هذا الخفقان وهذه الرعشة ناتجة من الانفعال، وهي حقيقة نتيجة لتغيرات فسيولوجية تحدث مع الغضب وسرعة الإثارة والانفعال، فعليك بالصبر، وعليك ألا تغضب.

وهي نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم، عليك أن تتمسك بها، وعليك أن تغير من مكانك، وأن تنفث ثلاث مرات على شقك الأيسر حين تغضب، وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وجرب حقيقة أن تتوضأ، وأن تصلي ركعتين.

ذكر لي أحد الإخوة أنه قد قام بتطبيق هذه الأمور التي وردت في السنة المطهرة مرة واحدة، وبعد ذلك بفضل الله تعالى أصبح يتخلص من الغضب، وحين يرى أنه مُقدم على موقف يتطلب الغضب يذكر نفسه دائماً بما ورد في السنة المطهرة، وهذا في حد ذاته يكون علاجاً شافياً.

أنصحك أيضاً بأن تتعلم تمارين التنفس التدرجي، اجلس في مكان هادئ، تأمل في شيء طيب، ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، وبعد ذلك أمسك على الهواء قليلاً، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم بكل قوة وبطء وتدرج.

كرر هذا التمرين خمس مرات متوالية، بمعدل مرتين في اليوم لمدة أسبوعين، ثم مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين أيضاً. هذا التمرين جيد ومفيد.

أنصحك أيضاً بأن تمارس الرياضة، خاصة رياضة المشي أو الجري أو كرة القدم، هذه تمتص الطاقات الغضبية، وتجعلك إن شاء الله لا تميل إلى الانفعال، والغضب الذي يؤدي إلى خفقان القلب والرعشة.

أود أن أنصح لك أيضاً بعلاج دوائي بسيط، فهنالك دواء يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة في المساء لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة فقط مساءً لمدة شهر، ثم يمكنك بعد ذلك أن تتوقف عن تناول هذا الدواء.

وبجانب الموتيفال هنالك دواء آخر يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، أرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام في الصباح فقط لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة ميرا

    والله يعطيك العافيه لان نفس ذي الاعراض تجيني وانا اتنرفز منها يارب لك الحمد ولك الشكر يارب عرفت اسبابها

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً