الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط الحب الشرعي بين الفتيات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

انتشرت في المجتمعات العربية وبين الفتيات خاصة ظاهرة الحب في الله، ولقد كثر انتشاره في الآونة الأخيرة عبر المنتديات النسائية وبين الفئة (الملتزمة) خاصة، وممن قد حفظن كتاب الله، ولكن ما يجلب الحزن أن نرى أنهن قد بالغن في الحب ونخشى وقوعهن في أمر آخر.

فنشاهد أختين تعارفتا وتحابتا في الله وبينهما طاعات كثيرة بالرغم بأن تواصلهما يكون عبر المحادثات الكتابية بالماسنجر والصوتية عبر الجوال، إلا أن المشكلة الحاصلة أن علاقتهن تطورت لدرجة التعلق ببعضهن، كأن لا ترضى إحداهن أن تتعرف الأخرى على أخت وتحبها حباً متشابهاً لحبهما، وتكثر كلمات الحب والغزل بينهما في كل يوم كأن يقولا لبعضهما: (أهواك، أحبك بجنون، توأم قلبي .. إلخ)، وبرغم ذلك تجمعهما طاعات كثيرة، ولكن فراق إحداهما للأخرى ليومِ واحد يؤثر فيهما وكأنها فقدتها للأبد.

وتكثر هذه الظاهرة بين الفتيات وبين المتزوجات دون فرق، فهل الحب في الله بأن تجمع بين الطاعات والمشاعر العاطفية بهذه الطريقة أم ماذا يسمى؟ وهل يتطور لأشياء أخرى؟ وما أسبابه؟ وما هي النصائح التي تقدمونها لهن؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ف ج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن حصول المشاعر المذكورة ينذر بالخطر، والحب المقبول ما كان في الله ولله وبالله وعلى مراد الله، وفي هذه الحالة لا تكون له علاقة بالشكل ولا بالثياب ولا بطريقة الكلام أو غير ذلك من المظاهر الخادعة، ولكنه حب يقوم على الإيمان والتقوى، وهو حده المقبول وما سواه وبال على أهله في الدنيا وعداوة في الآخرة، قال تعالى: ((الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))[الزخرف:67].

ومن علامات الحب الصادق أنه يكون في الطاعات وأنه يزداد بمقدار طاعة من نحب لله، وأنه يشتمل على الصدق والنصح والنصرة، (ظالماً أو مظلوماً) وفق التفسير الشرعي لأن نصرة الظالم تكون برده عن الظلم وردعه ومنعه، فلا تقبل المجاملة والسكوت عن أخطاء من نحب حتى لا نغضبه لأن طاعة الله أعلى وأغلى ومن علامات الحب الصادق أن يعم كل من فهيم الخير فلا نغضب إذا صادقت أختها أخريات أو استمعت لداعيات.

كما ينبغي أن تكون العلاقة في الحدود المقبول شرعاً فلا يجوز استخدام العبارات المذكورة في السؤال، وإذا ثبت أن في العلاقة انحراف في القبلات أو اللمسات فلا تمكن المرأة من الخلوة بمحبوبتها مع ضرورة أن تدرك أن القبلات في الفم والقبلات الطويلة لا تجوز شرعاً، ونحن لا ننصح أي امرأة بالسير في هذا الطريق المظلم لأن فيه تهديد كبير لعلاقتها بزوجها إذا كانت متزوجة، وفيه نذير شؤم وفشل إذا كانت غير متزوجة، والآفات الحاصلة من وراء مثل هذه العلاقات كثيرة وخطيرة.

وهذه وصيتي لبناتي جميعاً بتقوى الله ثم بضرورة التوازن في العلاقات العاطفية وذلك بتوجهيها للآباء والأمهات ويشغل النفس بالأمور المهمات.

وأرجو أن تحرص من شعرت بأي بوادر انحراف بأن تلجأ إلى الله وتبتعد عن الفتاة الأخرى وتتجنب الخلوة بها وتفتح صداقات جديدة مع صالحات، وأن تنصح لأختها وتذكرها بالله، ونوصي الجميع بعدم المبالغة في التزين وإظهار المفاتن إلا للأزواج، نسأل الله الهداية والعفة لشبابنا جميعاً، ومرحباً بك وشكراً على هذه الاستشارة، ونسأل الله أن يفتح البصائر وأن يصلح الضمائر.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً